الفصل السابع

Start from the beginning
                                    

ترجلّتُ بعيداً عنها وأردفت بصوتٍ عالٍ جهورٍ لا أخاف شيئاً :

_يبقى بتحلموا كلكم يا ذكرى هانم، أنا هعمل اللِ عاوزه وهتمتع بكل حاجة اتحرمت منها

وابنك خلاص مش راجع مسأله أيام وشهور والمستشفى ترفعه من على الأجهزة ويبقى الله يرحمه

تركتها ورحلت ولم أسمعها حينما أردفت مع انسياب دمعةٍ من عينيها :

_مكنتش أعرف انك حقود كدا، بتتمنى لأخوك الموت! الله يسامحك يا فارس الله يسامحك

...........

(نسمة)

لقد رفضتني كل الاشياء التي أردتها، ورفضت أنا الرد علي كل الاشياء التي أرادتني

وإلى الآن لم ألتقِ أنا والحياة في نقطة! 

جلست وحيدةً بغرفتي، أفكر فث أمري، هل سينفض المولد من دونَ بصمتي !! أين أنا وسط كل هذه المهازل؟ 

مهاب يعود للحياة فيسبَّني ويطردني ومن ثمّ يعود إلى غيبوبته، ترى ماحدث ؟!!

جلست على فراشي أحدِّث نفسي :

_لا مش هينفع، أطلع من المولد بلا حمص! بقا أنا يا مهاب تطردني وتبهدلني بعد م كنت بتتمنالب الرضا أرضى؟ 

وطبعا مش هلاقي ولا حد فالعيله العرة دي يوقف جنبي دول ماهيصدقوا أساساً، هموت وأعرف عمل كدا ليه

دلفت أمي فوجدتني هكذا لتردف لي مندهشة :

_بتكلمي نفسك يابت

_ماهو أنا هتجنن خلاص، ليه عمل معايا كدا أول م فاق؟ يكون مكانش فالغيبوبة أصلا والواد هيثم قاله حاجة؟ 

نظرت لي أمي وكأنّها تنظر إلى مجذوبة :

_ربنا يشفي

_لا ياما ماهو مش هتجنن لوحدي، دنا عملت فيلم عشان أوصله وعملت فيها الصدر الحنين وقت أزمة طلاقه 

واهتميت وقدمت السبت والاحد والخميس، وجاى دلوقت عاوز يرميني بره ملعبه.. لاااا عليا وعلى أعدائي.. 

لم أكن أعلم أنّ روحه تقف بجانبي مبتسمةً ومن ثم ذهبت خارج غرفتب، اللعنةُ على تلك الروح فهي السبب الرئيسي فيما أعاني

............ 

(مهاب) 

والآن.. انكشفت الوجوه وتزحلقت الاقنعة ورأيتهم جميعاً دون تجميل، فهل لروحي عودةٌ كى تصلح مافات ،

أما أنّني سأموت دون أن ألقن الجميع درساً لن ينسوه؟! 

.......... 

(ثويبة) 

عانيت في الفترة الاخيرة بعد تغيير العقاقير والخطة العلاجية، قد هزل جسدي أصبحت بلا ملامح شاحبة الوجه وأثناء جلسةٍ من جلساتي العلاجية عُدت إلى غيبوبتي! 

وما إن عدت حتى تلاقت روحينا أنا ومهاب، قام هو بعناقي بشدة ومن بعدها حدّق بعينيَّ ليردف بمنتهى الشوق :

_وحشتيني! 

_ياااه للدرجة دي

_على أد مافرحت إنك فوقتِ بس زعلت إنك مشيتِ

_أنا كنت حاسة بيك جمبي طول الوقت، ماسك إيدي وحاسس بيا

_أنا مسبتكيش لحظة يا ثويبة 

_أول مرة أخس إنّ روحي ليها رفيق مبسوطة بيه بعيد عن عالم الأحياء 


صمتنا قليلاً، فجلس بجواري ليستند برأسه على كتفي فضحكت قائلة :

_المفروض إن أنا اللِ أعمل الحركه دي

_أنا تعبان أوي يا ثويبة، نفسي أرجع عشان آخد بتاري منهم كلهم 

مفيش ولا حد طلع كويس منهم، كنت محاط بدايرة من الكره والحقد والكذب

أردت تخفيف الأمر عليه فقلت :

_ولو رجعت يا مهاب هتدور عليا؟ 

أمسك يدي وضمّها إلى نفسه ليردف بحب :

_أنا بحبك يا ثويبة ، ودي أول حاجة هعملها لو رجعت.. إني أدور على رفيقة روحي، الحاجة الطاهرة فوسط عالم كله خداع وغش 

_تعرف حاجة؟! 

_إيه ؟

_أنا كمان افتقدتك أوي

_مسمهاش كدا، اسمها أنا كمان بحبك أوي

ضحكنا سوياً، فنمنا على الارض ننظر إلى النجومِ الساطعةِ وسطَ سماءٍ سوداء وندعو بألاّ ينتهي أنس الأحبة وأن نبقى للأبد نستظل بهم ونظللهم ونحيا بجوارهم..

ظلاََ أبيض ( حينما تكون للروح كلمة مسموعة)Where stories live. Discover now