الفصل الرابع

ابدأ من البداية
                                    

فلذلك مهاب عمره م هيستأمن إبن الجنايني على فلوسه حتى لو كان أخوه، ولو هيعمل كدا هيكون إنتِ

نظرت له دون أن أكترث لبشاعة قوله أو فعلته في ضرب طبقه مما جعله ينكسر، وأردفت له بشموخي المعهود :

_آه عشان كدا، لولا ميراثي وميراث أخوك مهاب من باباه فهد الفايد مكانش زماننا عايشين فكل دا

ومهاب هو اللِ كبّر تركه باباه وشغل الفلوس، يعني احنا أصلا عايشين في خير إبني مهاب 


نهض بعصبيته كما هو يحدِّثني بقلةٍ تربية و ذوق وعيناه تحويان الحقد والكراهية :

_ومهاب خلاص بيموت آن الأوان أعيش إني البطل، مش سنيد البطل 

_يعني إنت اللِ زورت التوكيل ؟ 

_أيوة! 

تفوّه بها! جعلته يعترف في عصبيته أنّه فعلها، لم أكن أعلم أنّ روحَ مهاب وصديقته بجانبنا وقد سمع كل ما هدرنا به.. بل و شعورى أنّ هناكَ دموعٌ حارةٌ يذرفها مهاب لهول ما علمه من حقدٍ دفينٍ وغلٍ وشرٍ يدفنه شقيقه بداخله طوال هذه السنوات.. 

......... 

(فارس) 

ليس ذنباً أن أحاول جمع ما أخذته منّي الأيام، بالضبط مثل أمي، ترى أنّه من العدل زواجها من أبي بعد قصة غرام تتحاكى عنها الأجيال حتى وهي على ذمة والد مهاب. 

ذلك العجوز الذي تزوجت أمواله ليس هو، ومن معجزات المولى أن ترزق منه بمهاب رغم سنِّه الكبير! 

هي رأت أنّه من حقها أن تعيش، وأنا أيضاً من حقي ذلك ولا عزاءَ لأحد. 

............. 

(نسمة) 

قال تعالى:

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}⁣

لا أعرف هل تنطبق هذة الآية الكريمة على هيثم، هيثم الذي دعاني اليوم لشرب القهوة معه والتحدث عما فعله فارس وعما سيكون القادم! 

هيثم لم يزُر مهاب إلّا يوم الحادث، واليوم فقط حينما علم أنّني عنده، فدعاني لشرب القهوة برفقته بمقهى المشفى والتحدث سوياً

_نسمة هو انتِ بتحبي مهاب؟ 

_إيه لازمة السؤال دا دلوقت يا هيثم 

_جاوبيني

_أكيد بحبه أومال اتخطبت له ازاي ؟!

_مش كل واحدة بتتخطب لواحد بتكون بتحبه ي نسمة

قرصت على شفتي السفلى بأسناني وأردفت له مستفهة :

_قصدك إيه مش فاهمة ؟

ظلاََ أبيض ( حينما تكون للروح كلمة مسموعة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن