2/الفَصلُ الثَّانِي

353 18 6
                                    

كان الأطفال يركضون في كل أنحاء المنزل بحماس غير معتاد
سألت آيلا باستغراب:
"لما الأطفال متحمسون لحفل الزفاف هكذا؟"
أجابت الأخرى بهدوء:
"دائما ما يكونون متحمسين بهذه الطريقة، لعل سبب حماسهم يكون أن الأميرة تحب الأطفال"
استغربت آيلا أكثر بمجرد سماع أن الأميرة تحب الأطفال
"هل تلعب الأميرة مع الأطفال؟"
"كلا، إنها فقط تعاملهم بلُطف"
قالت الأخرى، تومئ آيلا بدون قول أي شيء، بينما خرج الطبيب من غرفته قائلا:
"أنا لن أذهب أرجو منك الاعتناء بهم آيلا"
"بالطبع!! ولكن ألن تذهب أستير أيضا؟"
قالت آيلا، ثم أجاب الطبيب:
"بلى ستذهب ولكن هم أشقياء لن تتمكن من التعامل معهم بمفردها"
تومئ آيلا بتفهم
"هيا لا يجب أن نتأخر"
يقولها أحد أحفاد الطبيب الصغار ويخرج مسرعا
"كريس انتظر"
قالت آيلا ثم لحقت به.. ثم خرج البقية وأخيرا أستير

"سابقا قلتي أن الأميرة تحب الأطفال ولكن كيف علمتي؟ فالجميع يعامل الأطفال بلطف حتى إن كانوا لا يحبونهم؟"
سألت آيلا في هدوء
بلعت أستير ريقها بينما تقول في نفسها:
"بئسا لما لم تنسى الأمر بعد.."
تنهدت ثم قالت:
"كلا!! العائلة الملكية يكرهون أن يقترب منهم أي أحد حتى الأطفال، ولكن الأميرة لا تكره اقتراب الأطفال منها"
لم تجب آيلا، أردفت أستير:
"في سيرافينيا يُقام حفل زفاف كل شهر تحت رعاية العائلة الملكية، ويستحسن حضور أي أحد من سُكان المملكة"
تومئ آيلا بتفهم، لأن ذلك يعني إمكانية رؤية الأميرة كل شهر، وذلك يوضح إمكانية ملاحظة تفاعلاتها مع الأطفال أيضا
توقفت أستير خلف الكثير من الحشود ثم توقفت آيلا أيضا
"لقد تأخرنا إنه بسببك يا أستير"
قال أحد أحفاد الطبيب الصغار، ثم أردفت أخرى
"نعم دائما تتأخرين في تجهيز نفسك"
نظرت إليهم آيلا في هدوء، إن حجمهم صغير ولا يمكنهم رؤية شيء وهم في الخلف
"يمكنكم التسلل بين الحشود إلى المقدمة"
ابتسم ثلاثتهم بسعادة على عكس أستير التي عقدت حاجبيها
"لن تخبري جدي بأننا فعلنا ذلك صحيح؟"
قالت احدى الأطفال فأجابت آيلا بنفس الهدوء:
"بالطبع يا مارسي وأستير أيضا لن تخبره"
"أنا لم أقل هذا"
قالت أستير، بينما تم تجاهلها وذهبوا مسرعين، ابتسمت آيلا ابتسامة صغيرة، ثم شعرت بيد صغيرة تمسك يدها، نظرت لأسفل وقالت:
"ما الأمر إينور؟"
أجاب إينور الصغير بلُطف:
"أنت أيضا قصيرة ولا يمكنك رؤية شيء تعالي معنا"
ضحكت أستير وقالت:
"لقد لاحظ هذا الصغير أنك قصيرة"
ضربتها على كفتها بخفة:
"لست قصيرة جدا"
قالت آيلا بغضب طفيف قبل أن يسحبها الصغير بسرعة
حتى وجدت نفسها في أول صف..
"كل شيء واضح من هنا أليس كذلك؟"
سأل إينور، أومأت له بهدوء ثم وجهت نظرها إلى الأمام.. حيث العروسين،
امرأة أوميغا بفستان أبيض طويل وبرّاق، وامرأة ألفا ببدلة سوداء ذات أكمام قصيرة؟
استغربت آيلا من كون البدلة بأكمام قصيرة
"اليوم على أرض سيرافينيا أمام جدار الكلف العظيم يتم عقد الزواج هذا تحت رعاية الملك ويليام آل غرادسيان وأبنائه من العائلة الملكية"
تحدث المأذون مقاطعا تساؤلاتها.. ثم نطق بأسمائهما
تحمس الأطفال أكثر كما لو أن الجزء الأفضل سيبدأ الآن
"ستفعل الألفا شيئا رائعا الآن"
قالت مارسي بحماس
تنزل الألفا على ركبتها وتتحدث بجدية وبحب:
"أعد بأنني سأحافظ عليك وسأحميك طوال حياتي، وبأن حبي لك لن يتناقص أو يتزعزع إلى الأبد سنواجه كل العثرات التي تقف في طريقنا.. سيكون عقد الزواج هذا دليلا على حبنا الذي سيكون أبديا.. فهل توافقين أن تكوني ملكا لي رسميا؟"
تومئ الأخرى بنعم، بالرغم من أنها كانت محرجة قليلا لكن نظراتها كانت مُغرمة، يهتف الحضور بحماس منتظرين الخطوة التالية.
تقف الألفا بثبات، يناولها أحد الحضور سكينا صغيرا وبحركة سريعة تقوم بجرح ذراعها، تراقب نزيفها بجمود قبل أن تضع بصمة اصبعها على الجدار باستخدام دمائها، تبصم الأوميغا أيضا باستخدام دماء الألفا، ويبصمان أيضا على ورقة عقد الزواج.
تراقب آيلا طقوس وتقاليد أهل سيرافينيا بهدوء وفضول.. الجدار الشاهق المليء بالبصمات ونقوش بأسماء أصحابها التي توثق عهود الزواج على مر الزمن.
اقترب الملك بخطوات رصينة بفخامة وهيبة تحدث بينما تركع كلتاهما أمامه:
"بصفتي الملك الحالي لمملكة سيرافينيا أعلن أن هذا الزواج قد تم تحت رعايتي ورعاية المملكة، أُقدم مباركتي لكما"
هتف الحضور مجددا، يحين دور الأمراء لمباركة هذا الزواج، تقدم تيان أولا لأنه الأكبر سنا.. وتاليا كانت بيلار التي توجهت كل الأنظار إليها على الفور، ليس فقط لأنها أميرة، بل بسبب قوتها.. يرى جميع السُكان بأنها تُشبه والدها تماما..
تركع كلتا العروسين لها، قالت بجدية وهدوء:
"أُقدم مباركتي على زواجكما"
تعطيهما ظهرها عائدة لمكانها.. وفي تلك اللحظة تلتقي عيناها بعيني آيلا التي كانت تراقب بهدوء.. لم تعلم آيلا أن عيون بيلار كانت عليها منذ بداية مراسم الزواج.

Royal Tears.Où les histoires vivent. Découvrez maintenant