كاتبتي.. ساحري..

6 0 0
                                    

استلقت على سريرها في تلك اليلة تحتضن البطاقة التي أعطاها إياها، تبتسم حينا وتضحك حينا آخر.. رفعت البطاقة أمام وجهها تنظر إليها بعيون حالمة، وعندما قلبتها تفاجأت بوجود عنوان عليها وتوقيتا.. اعتدلت جالسة بسرعة تنظر إلى العنوان بتمعن: "شارع الفن،  أمام تمثال العود قرب حديقة (......)، على الساعة العاشرة صباحا." 

ولم تكن الليلة تنقضي من فرط حماسها.. وطال عليها الوقت وتأخرت الشمس في الطلوع على غير عادتها.. والفتاة التي أحبت النوم دوما منعتها أحلامها من إغماض جفنيها في تلك الليلة.. 

........................... 

في شارع الفن، كانت تتجول وابتسامتها تعلو محياها، كان الشارع اسما على مسمى، هنا مجموعة يقدمون عرضا صامتا، وهناك فرقة عازفة، على الجانب الآخر يوجد رسام، وبجانبه يجلس مجموعة يحمل بعضهم كاميرات وبعضهم دفاتر ويتناقشون بشكل جاد.. 

لم يكن لديانتوس أن تشعر بالانتماء لمكان كما شعرت في تلك اللحظة في ذلك الشارع.. فجأة بدأت بتلات بيضاء تتساقط على الشارع.. رفعت نظرها للسماء تنظر لها بابتسامة وقد عرفت من ينثرها.. لتسمع فجأة صراخا من خلفها: "ابتعدوا.. ابتعدوا.." 

ابتعدت وهي تنظر خلفها لترى شابا يرتدي حذاء تزلج ويبدو أنه فقد السيطرة على نفسه وسيقع في أية لحظة، وذاك ما حدث.. إذ أنه وقع تماما حيث كانت تقف.. راح يتأوه بألم من الوقعة، ثم رفع نظره إليها من خلف الخوذة ومد يده إليها قائلا: "هلا تساعدينني؟" 

ترددت للحظة قبل أن تمد يدها إليه ليمسكها ويقف، ثم راح ينفض نفسه فتقع أوراق نقدية أينما يلمس جسده، والناس ينظرون إليه باستغراب وهو يتجاهلهم، ثم يقول بتذمر وهو ينظر لقفازاته: "آه، حقا؟" 

نزع القفازات، وأعطاها لديانتوس وهو يقول: "من فضلك.." 

بمجرد أن وضعها في يدها تحولت إلى مجموعة بطاقات تشبه البطاقة التي أعطاها إياها الساحر البارحة.. 

نزع حذاء التزلج ليظهر أنه يرتدي حذاء أسفله، فقال بغباء: "آه.. لا عجب أني كنت غير مرتاح.." 

وراح ينزع حذاءه الثاني ليظهر حذاء آخر أسفله، فقال مجددا: "لا يبدو هذا صائبا.." 

نزع الحذاء الثالث، ثم الرابع ثم الخامس وبدأ الناس بالتجمع حوله وهم ينظرون له بدهشة ممزوجة بالاستمتاع.. توقف حينها وقال: "عموما، هذا لا يهم.." 

ورفع نظره إلى ديانتوس، ثم سألها: "أين قفازاتي؟" 

ديانتوس (بارتباك): آه.. لقد صارت بطاقات.. 

وضع يده على جبينه وقال بتعب: "آه.. ما هذا اليوم المرهق.. لا بأس، أعطني البطاقات من فضلك.." 

أخذها منها، ثم راح يخلطها في يده، ومرّر يدا فوق الأخرى فاختفت البطاقات وصار يرتدي قفازاته.. تعالت صراخات مشجعة منبهرة من هنا وهناك.. بينما نزع هو خوذته ليظهر قناع أبيض أطرافه ورود يخفي ثلاثة أرباع وجهه.. راح يعدّل شعره، وكلما لمسه تتناثر منه بتلات بيضاء.. والناس يضحكون، نظر إليهم ثم إلى الأرض الممتلئة بالبتلات، ثم هز رأسه وهو يقول: "لحسن الحظ لا يصنف الورد ضمن الملوثات، وإلا فإني سأكون في ورطة.." 

Masked loveWhere stories live. Discover now