مقنعان

6 0 0
                                    

قبل يوم...

في منزل عائلة الحسين، وبينما تجتمع العائلة حول مائدة العشاء، سُمع طرق على الباب، نهض كريم، الابن الأكبر ليفتح الباب، لتتسع عيناه بصدمة لا يصدق ما يراه أمامه.. أخذ أخاه في عناق باك ثم نظر له مجددا وهو يقول بتأثر: "آدم.. أنت حي.. آه، يا إلهي.. أمي، أبي .. ادخل.. ادخل يا آدم.. ادخل يا أخي.." 

وتوالى أفراد العائلة على آدم يعانقونه ويبكون ويحمدون الله على عودته حيا، وآدم لا يقول شيئا ولا يبادلهم العناق.. إلى أن وصل إلى أمه، التي كانت تنظر إليه تبكي وترتجف، اقترب منها فأخذته في حضنها، حاول أن يرفع يده المشلولة ليبادلها عناقها لكنه لم يستطع، وخاف أن يترك العكاز فيقع، امتلأت عيناه بالدموع فأخفى وجهه في عنق أمه مغمض العينين.. لم يعانقها عناق المشتاق، بل عناق العاجز الذي يرجو المساعدة.. لم يعانقها بحنين ثلاث سنوات، بل بألم ثلاث سنوات... ولم يكن من الصعب على قلب الأم أن يفهم ألم ابنها.. فقالت بحنية لا يشبهها شيء في هذا العالم: "آآآه يا بني.. آه يا صغيري.." 

زمّ آدم على شفتيه وأغمض عينيه بقوة كي يمنع دموعه من النزول.. 

خلف هذا المشهد العائلي المؤثر، كانت كلارا ما تزال واقفة عند الباب، تنظر لهم والدموع تبلل وجنتيها... إلى أن قال كريم: "يكفي هذا القدر من البكاء.. هيا فلندخل.. هيا.." 

التفت آدم خلفه ونادى: "تعالي يا كلارا.." 

وهنا، التفت الجميع إلى الجميلة الواقفة عند الباب، شابة شقراء في منتصف العشرينات، ترتدي طقما أحمرا وكعبا عاليا، وتمسح دموعها بمنديل.. نظروا مجددا لآدم بينما كلارا تدخل، فقال: "أعرفكم، كلارا، زوجتي.." 

صدم الجميع بالكلمة الأخيرة، وخرجت من فاه سندس "هاه" مفجوعة، فوضعت يدها على فمها تغطيه، نظر لها آدم لوهلة، وقبل أن تتكلم تدخل السيد زكريا والد آدم قائلا: "أهلا بك يا ابنتي.. هيا، ادخلوا.. هيا.." 

.......................... 

انتهى العشاء، وراحت سندس إلى المطبخ تغسل الأواني عندما دخل زوجها وأخوه الأصغر أمير، ليسأل أمير بصدمة: "ما هذا الذي عشناه للتو يا جماعة؟ أنا لا أعرف هل أصدم لأن أخي عاد حيا بعد أن ظنناه ميتا كل هذه السنوات، أم لأنه عاد متزوجا بامرأة أخرى، أم لأنه يستخدم عكازا ليمشي.. عقلي أبسط من أن يستقبل كل هذه الصدمات مرة واحدة.." 

سندس: حدثني أنا عن ذلك، يمكنني أن أهضم كل شيء إلا الكنة الأجنبية .. من أين ظهرت هذه؟ 

أمير: المشكلة الحقيقية ليست في الكنةالجديدة، بل في الكنة القديمة، كيف سنخبر زوجة أخي زينب بهذا؟ بأي وجه؟ أقسم أني أخجل في مكان أخي.. 

سندس: يستحيل أن نخبرها بهذا.. ستنهار زينب إن عرفت بالأمر.. 

كريم: هناك شيءغريب في الأمر برمته، آدم لم يسأل عن زينب طوال جلوسه معنا، لم يذكر سيرتها أبدا.. 

Masked loveDove le storie prendono vita. Scoprilo ora