عيون مالك فؤاده القلقة قد تجلت أمامه مصغياً لسؤال صاحبها بنبرته
التي لم تجرؤ يوماً إلا أن تكون دافئة عندما تخاطب فتى روحه

" تايهيونغ ، ما الخطب ؟"

كالخائف الهارب من الموت كانت حالته و هو ينظر لجونغكوك المنحني ناحيته حيث إنه يستقر على أحد الكراسي المحيطة بمائدة الطعام في المطبخ

بعينيه يبحث عن ملامح تعيد له الحياة بوجه حبيبه الذي رآه في أفكاره بعيداً جداً عنه

يبحث عن ما يخبره إن ما رأه كان كذباً و وهما لن يتحقق يوماً

" لما البكاء حبيبي ؟"

السؤال الذي أمامه جعله يرفع يديه ممسكاً بالعقيد وينخرط في البكاء المرير

فقط تخيل أن الأمر قد انتهى، ماذا لو كانت هذه نهاية مصيرهم حقًا؟

استغرب العقيد كثيراً وكان يحتضنه بقوة، ويتساءل ماذا حدث لحبيبه الذي كان يجلس معه في المطبخ أثناء إعدادهما لتناول العشاء؟

كان تايهيونغ يحدق بعقله وفجأة التفت ليجده صامتاً وعيونه تذرف الدموع بغزارة.

"لا تبكي، توقف"

همس ورفعه قليلاً ليستقر على طاولة الطعام مقابله وما زال يحبسه بحضنه.

ابتعدت فتاة قليلاً وكانت إحدى يديه لا تزال ممسكة بالعقيد بقوة، والأخرى موضوعة على قلبه، وهي تتمرن بين عضلات بطنه.

"الأمر مؤلم هنا جونغكوك"

ما مدى صعوبة الموقف الذي لم يكن بإمكان العقيد تحمله

عبره، وخنقه، ورفع يده حيث أزرار قميص البكاء بين ذراعيه

فتحوا بعضها لتتسلل كفه، حيث أشار تايهيونغ إلى أنه يتألم.

يمسح فوقه بحنان لذلك الألم، يأخذ سفره ويترك قلب الفتاة وحيدا.

"من فضلك تايهيونغ اهدأ"

أطلق توسله من ثغرته بالعاهة إذ أسقط جبهته على جبين الأصغر.

من لم يتوقف عن البكاء لم يستطع التوقف

"لقد كنت هناك جونغكوك، لقد كنت بعيدًا عني ولم أتمكن من الوصول إليك."

تتقاذفه كلماته بشكل عشوائي من مختنق من الدروس بينما كان يحاول أن يحكي لحبيبه ذلك المشهد الذي رآه بخياله بعد أن احتار في أفكاره.

"كنت وحدي، كنت أسودًا وكان الأمر صعبًا"

ورغم قسوة المشهد الذي شاهده جونغكوك مع عائلته الوهمية، إلا أن الأقسى كان بعده عنه وعدم قدرته على الوصول إليه.

كان ذلك الشوق الذي رآه للعقيد وهو يحتضن نفسه وحيداً دون من أطفأ شوقه.

بدأت خدوده ترتفع ولم يكن ليهدأ إلا إذا علم أنها أكاذيب وليست حقيقة.

1965: TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن