2/ القناع الأسود

34 5 4
                                    


-

بعد ست سنوات ..

في مكان ما في دولة البرازيل

" الشقة 95 "

مطر غزير كان مصدره غيوم سيئة المزاج

مدينة هادئة لا يسمع فيها سوى صوت قطرات المطر ترتطم بالأرض وذلك لأن الوقت كان منتصف الليل

لكن هذا لا يعنى أن تظل المدينة دون زوار

فالأشباح تخرج ليلاً

وغير الأشباح هناك عالم سمي بالعالم الأسود
لأن سكانه لا يخرجون إلا ليلاً .

وهناك في شرفة أحد المباني العالية
تحديداً في الشقة 95 ، والتي كان علوها ليخيف أي كان

لكن ذلك لا ينطبق عمن كانت تقف بتباث فوق حافة الشرفة تحت المطر ،بكعبٍ عالٍ تضع كلتا يديها خلف ظهرها

رداءها لأسود جليدي طويل يتحرك من حولها بفعل الرياح التي كانت قوية من ذاك الإرتفاع

أعينها متبثة على بقعة واحدة تنظر لها دون رفة جفن ورغم علو مكانها وظلام المكان الذي تنظر إليه إلا أن كل شيء كان واضحاً لها من العدسة التي تضعها بعينها اليمنى

لو رآها أحد من بعيد بتلك الوضعية لخاف عليها من السقوط ، لكن لو إقترب إليها لفر هارباً منها وكان ليظنها بعقل غير طبيعي

لتقف بتلك الوضعية وتنظر للغابة المظلمة
كأنها تنظر لحقل زهور

لكن من هم مثلها سيعرف أنها تنظر لفئران الليل التي خرجت لمزاولة أعمالها الغير قانونية وسط تلك الغابة

التي تبعد عن مباني المدينة بأمتار
ويفصل بينهما نهر لا يقربه أحد

لقد كانت تراقبهم منذ بداية أعمالهم
أي منذ ساعة وهي بنفس وضعيتها كأنها آلة منطفئة

لكن هدفها ليس الفئران وإنما الضبع الذي يحكمهم

لم تكن لتهتم بهم أو بما يفعلون
لكن هم قدفوا أول رصاص ناحيتها
وهي ستمطرها عليهم صواريخاً

لذا حين تحركت تلك الشاحنات بعد أن إمتلئت بالبضائع رفقة سيارات سوداء تحميها من الأمام والخلف تخرج من ظلام الغابة

وكما توقعت لم يسلكوا أي طريق مما ظنت
وإنما صنعوا طريقاً عبر ذاك النهر

حين ضغط أحدهم على عدة أزرار في لوحه الإنلكتروني وظهر جسر على طول النهر الذي يفصل بين المدينة والغابة

Looking' For HeartBeat Where stories live. Discover now