شيلاكينه اني وياك
ضباب ابيض صبح بشتاك
مفتون بشمس صيفك٢٠١٤/١١/٩
٠٩:١٠ ص
بغدادكان راقداً بمفرده لا يزوره شيء الا بعض نسيم الشتاء داخل الغرفة الصغيرة في احدى مستشفيات المدينة .. يحجب عنه بابها السميك اصوات باقي الردهة بينما كان هو فاقد الوعي تماماً حتى عن همهمات الممرضين و اصوات اجهزة التنفس ..
كان صدره و اكتافه ملفوف بالكامل بالشاش و الضمادات حتى ان نصف وجهه و احدى عينيه و اغلب رأسه كانت مخبأة خلف الضمادات احدى يديه كانت مبنية بالجبس و الألياف الزجاجية، يملأ باقي جسده عدد هائل من الرضوض و الجروح الصغيرة بينما كان صدره يعلو و يهبط ببطء شديد ، اقل بكثير من الحد الطبيعي ..
" تفضل شيخنا .. حلت البركة بجيتك " فتح خالد باب الغرفة بتوتر و وقف في مكانه لينتظر الرجل العجوز ليدخل اولاً الا ان الشيخ ظل ساكناً في مكانه يتطلع بأرجاع الغرفة الفارغة بعينين غير راضية احتلهما البياض و ثقلت عليهما حاجبيه ليعطيه مع تجاعيده و ذبول الجلد عن وجنتيه بالإضافة الى طول قامته و امتعاضه الدائم منظر زرع القلق بمن كان يراه ..
دخل الشيخ خطوة واحدة داخل الغرفة ليتقدم الآخر منه اكثر و يخاطبه بصوت فاقد للأمل و نبرة راجية " شيخ حسيب ! الولد صارله اسبوع على هاي الحالة .. و الدكتور يگول لو يگعد لو لا ، ماعندي غيرك شيخنا .. "
" الشفاء من الله ابني .. لتگطع أملك بيه " تكلم الشيخ بصوت رخيم لم يضعفه تقدمه في العمر ..
" و نعم بالله " تمتم خالد بصوت بالكاد كان يسمع و شعر بأن قواه كانت متبددة تماماً بسبب حالة صديقه ..
" علي ! وليدي تعال .. ابديلي بسورة الدخان " تحمحم الشيخ و دخل للغرفة اكثر حتى وقف أمام الشاب المريض بينما دخل ابنه خلفه بصمت تام و إتجه الى كرسي بزاوية بعيدة الى جوار النافذة ..
ظل خالد ساكناً في مكانه يراقب الإبن عندما فتح المصحف الصغير و بدأ يجود اياته بصوت منغم عميق يشابه صوت والده الا انه كان أخف و اكثر هدوءاً .. بينما جلس الأب على سرير حر و وضع كفه على جبينه و بدأ يتمتم بآيات مختلفة تقاطعها مناجاة خاصة به بنسق لم يمر على خالد سابقاً بالرغم من ان تمتمات العجوز تلاشى قبل ان تخرج من بين شفتيه حتى لم يستطع احد سماعها ..
لكن خالد كان اكثر انصاتاً و انبهاراً بصوت الشاب اللذي اشعره بنوع خاص من الراحة و الطمأنينة كأن مشاكل الحياة و همومها تبددت بالكامل بأي مكان وصل اليه صوته ..
YOU ARE READING
شرف الشمس ( قصة حُر )
Historical Fictionعشْ بينَ أشرعةِ الشموسِ معانقاً أملاً.. و متْ مثل النجومِ أبيّا