3 : كيتامين

1K 94 103
                                    

















٢٠١٤/٥/١١
٠٩:٣٠ ص
الأنبار

لكل شخص نمط من الأحاسيس الولادية او خوارزمية دقيقة من السلوكيات اللاشعورية التي كانت قادرة على توجية دفة حياته بما ارضى جشع النهايات ، كأن كل خلايا بدنه و فحوى ادراكه تقوده الى ذات المسلخ المخضب بالدماء .. كذلك قادته قدميه في هذا الصباح لمحاولة تصحيح اخطاء لم يرتكبها و لم يكن يعلم اذا ما كانت فعلا ذات اهمية ..

" اريد اشوف الآمر " وجه كلامه للجندي الجالس خلف المكتب الصغير خارج غرفة الآمر ..

" اسمك ؟ سيدي " وجه له الجندي هذا السؤال بعد ان اومأ و انتظر لثواني ليسمع رد الآخر بينما تردد حُر بما انهم لم يكن مسموح لهم التعامل بأسمائهم الصريحة داخل المؤسسة..

" حُر زهير .. " رد حُر بذلك فقط بعد ان سلم امره لحقيقة انهم اعتادوا على اجرائات خاطئة لسنين طويلة..

دخل الجندي الى غرفة المكتب لثواني ثم خرج و افسح مجال لحُر بالدخول اللي خطا فعلاً داخل الغرفة و تقدم ليقف عند منتصفها و ألقى تحيته الا ان هذا الرجل لم يعر له اي اهتمام و كان يلوك آخر لقمة من فطوره لفترة طويلة ختما بارتشافه للشاي بصوت مسموع سبب آلام حادة لأعصاب حُر اللي كان عازم على ضبطها تحت اي ضروف ممكنة ..

" سولف " اعاد الآمر الفنجان الى جانب مكتبه و نفض يديه من بقايا الخبز و نظر للآخر بأجفان نصف مغلقة و حاجبين مرفوعين بتساؤل ..

" سيدي " تحمحم حر قبل كلامه و بعد ان نطق هذه الكلمة اخذ نفس عميق و أردف بثقة " اني جيت من بغداد لهنا على اساس طلب من حظرتكم ، لان اني اعرف احقق و هذا شغلي .. البارحة سويت اول تحقيق الي هنا و مع الأسف لاحظت ان محد ملتزم بالقوانين .. اللي رافقوني بالتحقيق ولا واحد منهم لابس قناع و كلهم يستخدمون اسمائهم الحقيقية مع العلم ان كلهم عدهم رموز المفروض يمشون على اساسها .. و هذا يشكل خطر علينا جميعاً في حال اذا انهزم السجين بأي شكل من الأشكال "

" انت جاي تعلمني شغلي ولك ؟ " تمتم الآمر بطريقة استعلائية حملت شيء من الحقد ، و قد فاجأ رد الفعل هذا حُر مذ انه ظن ان دقة عمله و حرصه كان يجب ان يُشكر ..

" ابد سيدي مو قصدي .. بس هذا برتوكول التحقيقات و لازم الكل يتبعه " حاول حُر الدفاع عن نفسه يكاد لا يصدق ان الآخر يتهمه بإهانة رتبة اعلى منه خاصة انه كان شديد الالتزام بالمبادئ العسكرية ..

" و جاي تعلمني بالقوانين و التحقيقات ، انت منو شايف روحك ؟ كلك خلگ ملازم خبرتك مابيها چم شهر ، لو خاف عبالك لان عندك ظهر يعني الملعب صار الك " صرخ الآمر بوجهه بغضب غير مبرر يضرب بيديه بقوه على سطح المكتب حتى اهتز فنجان الشاي للحظة ، و شعر حُر بأن الآخر يتعمد استعمال هذا الأسلوب لاستفزازه و لتصيد ابسط خطأ قد يصدر منه ..

شرف الشمس ( قصة حُر )Where stories live. Discover now