وأحلى الودِّ ودٌّ لا يُشابُ

(2) زوج الملكة

لَم أكُن أتوقعُ منهم الترحيبَ به والقبول، وفي الوقتِ نفسه لَم أتوقع ردةَ الفعل هذهِ. المكانُ تحولَ لفوضى كاملةَ بعدَ لحظات من إعلاني.

- هل أنتِ جادة؟

- أميرُ لندن؟

- أنا لَن أقبلَ بذلك، من بينِ جميع المتقدِمين لَم تختاري سوى ذلكَ الرجل.

- مولاتي! هل فَقدتي عقلك؟

نعم هذا كانَ جاك، لا أحدَ غيرهُ قد يملكُ مثل هذهِ الجراءة، ويبدوا بأنهُ قالَ ما جالَ بخاطر الجميع، لأنهم لَم يستحيوا من إظهارِ تأييدهم للكلام. أعلمُ بأنه قرار متهور، خاصَة بعدَ ما سمعتهُ من آيدن، ولكن هناكَ أمرٌ ما أحتاجُ لتأكدِ منه أولًا. شابكتُ أصابعي بِبعضها، وأحنيتُ ظهري قليلًا، ثم قلت:

- أعلمُ كم أنَ قراري جنوني، ولكن هذا أفضلُ خيار بعد الكلام الذي سمعته، ومعَ ذلك..

رفعتُ صوتي عندما وجدتُ أفواهَهم تستعدُ للاعتراض، وقبلَ أن يتحدثَ أحدهم أكملتُ كلامي:

- ستختبرونهُ بأنفسكم، أريدُ التأكدَ من أنهُ الرجل المناسب، وأريدُ هذا التأكيدَ منكم.

أشفقتُ عليه منذُ الآن، فهذهِ الوجوهُ لا تبشرُ بالخير، وقبلَ أن تأخذهم خيالاتِهم بعيدًا أمرتُهم قائلة:

- لا أريدُ هروبَ العريس، نَحتاجُ فقط للتأكد من صدقِ نواياه، هل أنتُم تستمعونَ لي حتى؟

- نعم.

- بالتأكيد.

- كُلنا آذانٌ صاغية.

تهافَتت أصواتُهم يُأكدونَ لي الأمر، أشكُ بأنكم استمَعتم لكلمةٍ مما قلت، ومع ذلك أنهيتُ الاجتماعَ بسرعة لأنني مُتعبة، وسأكتَفي بالدعاءِ لآيدن حتى يَبقى على قيدِ الحياة، ستكونُ هذه خسارة كبيرة للعالم أن يفقدَ وسيمًا مثله.

- سَيأتي غدًا، وسَأستقبلهُ أولًا، ثمَ ستتوَلون أمره.

وقفتُ في مكاني ليتبعَني الجميعُ بوقوفه، وكانت أخر كلماتي:

- سيبقَى في القصر حتى ينتَهي اختبارهُ، ومن يَدري قد يبقَى للأبد.

أعطيتُهم ابتسامتي الصفراء المعتادة علَّها توصلُ مبتغاي، ولكنَهم سيتجاهلُونها كما العادة. غادرتُ القاعة وأنا أستَمع لمُخططاتهم الشريرة، هل يجبُ عليّ تحذيرُ الفريسَة؟