كانت ضحكاتٌ عاليه، حاده، اشبه بالصُراخ، وجهُ والدتي بدأ يُظلم شيئًا فشيء حتى صارَ وهمًا واختفت!

التفتُ ابحث عن بياترس ولم تعُد موجودة وصحنُ شطيرتها مليءٌ بالدماء
وأبي؟ أبي المسكين يركض وحدهُ باكيًا، بنحيبٍ كبير هشّم قلبي واوقفَ انفاسي

"أبي.. أبي"
همستُ له ليتوقف، بدا مُتعبًا واقدامه تجرحت حتى صارت تترك وراءها أثرُ جروحهُ المدميه

"أبي ارجوك"
شهقتُ بقوه مبصرًا سقفَ غرفتي البُني ثم استقمتُ جالسًا على سريري اتنفس بكربٍ عميق احسُ به يطفرُ مني، بخوفٍ لا اكادُ تحمله مررتُ يدي على كُلِ عُنقي مُنفيًا فكرة اختناقي، واحسُ بعرقي يتصببُ مني في هذا الليلِ البارد

ولم اعُد مستاءً من شيء، فمتى انتهى مني واقعي لتبدأ أحلامي؟ متى اصبحتُ حُرًا في حياتي ليتعذب منامي معي!
ولماذا والخوفُ شيءٌ لا يمكنني تغريبهُ عني قد يتصور لي الماضي بتلك الطريقه البشعه؟

عدتُ ممدًا احتضن غطائي وأبكي فقدي الكبير بصمت، شددتُ عليه بيدي وانظاري معلقةً بزُجاج نافذتي المشوش بعد ان ضربت الأمطار موسكو فجرًا، لم تشرُق الشمس بعد لكن ضوئها بدأ يكسو السماء بجوها المُعتم، ولا اعلم حتى هذهِ اللحظه لمَ تتزامن أحزاني مع اكثر الأجواء كآبه! ولمَ رأيتُ حياتي في السابق كوهمٍ لم يحصل رغمَ اني عشته!

خرجت التنهيداتُ من صدري بثقل محاولًا اقناعُ عقلي بأني المُسيطر الوحيد على حياتي، لا احدَ سواي، لن استسلم لهُ بعد الآن، لن اكونَ ضحيةً لشيءٍ مضى! ليس بعد كل هذا الوقت الطويل والجُهد من الشفاء!

"لن أخذلني"
همستُ لنفسي مرارًا بينما استقيم لأُخرج حبات الدواء وابتلعُها دفعةً واحده

"صباحُ الخير"
قلتُ مباشرةً بعدما رفعتُ هاتف المنزل الذي يصلُني بالخدم نحو أُذني والتوتر يتصبب حتى من نبراتي

"صباحُ الخير عزيزي تايهيونق"
ابتسمتُ بوسع مرتاحًا، آه كم أُحب هذا الصوت

"كيفَ حالُكِ سيده ايزابيلا العزيزه؟"
قلتُ مباشرةً حينَ وصلتني حيوية تحيتُها الصباحيه بصوتها المُطمأِن

"بخير شكرًا لسؤالك، بماذا أخدِمُك؟"

"هلّا اخبرتي الخدم بإحضارِ الفطور الى غرفتي من فضلك؟"
نعم الآن انا من اصبحت اطلب وجباتي

شتاءٌ أخرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن