ولمّا لحظتُ نظرات بياترس المُترقبه تُحدق بشيءٍ خلفي حاولتُ الالتفات لأرى  لكني لم استطع، واصبحتُ اطير داخل حلقةٍ سعيده صنعها والدي الذي امسكني بغتهً من خصري وبدأ يدورُ بي

ضحكتُ عاليًا انظُر للسماء البيضاء فاردًا يداي كما لو كنتُ أُحلق حقًا ولم يلمسُ شيءٌ من الخوف صدري حينَ رفعني أبي اكثر حتى تولتني الرياح تدورُ بي معه، لم اخف ولو للحظه من السقوط فقد كنتُ بين ايدي أبي انا

"أبي أبي توقف ارجوك"
لم تتوقف ضحكاتي، ولم يتوقف شعوري عن السعاده ابدًا، احسستُ بوسع قلبي، بأنهُ قادر على حمل كل شيء، بأنه ملتحفٌ بالبياض اكثرَ من غيمه

"أستطيعُ والدتك؟"

"لن افعل"
ضحكتُ بصدق بصوتٍ اعلى وانا اسمع تهديداته المضحكه وصُراخ والدتي من بعيد وهي تنبهُه لئلا اسقط وتتذمر من كلينا دونَ توقف

بدأتُ الهث بعمق حينَ توقف، ودونَ تفكير بضياع أنفاسي امسكتُ يديه أُحاول الإفلات منه قبل ان ينقض على بطني ليُكمل سلسلة تعذيبه بإضحاكي لكنهُ تشبّثَ بي يُسند رأسهُ على كتفي ويتنفس بعمق

"توقف، الهي اشعر بالدوار"
قال ضاحكًا يحاول التقاط انفاسه فهدأت حتى هدأ وابتعد يُحدق بي

"يا لكَ من فتًى شقي تايهيونق!"
أشار بإصبعهِ نحوي متذمرًا ثم ابتعد يحمل بياترس على اكتافه ويصرُخ يحاول اللحاق بي بعد ان بدأتُ اركض الى أمي دون تريث واختبأُ خلفها

"حسنًا دعهُ ريستوس ارجوك ولنأكل فقط كلاكما اصغر من بعض"
اوقفت أُمي بكلتا يديها قدوم والدي الذي تلاشت ضحكته وبدأت ضحكتي عندما تذمرت منهُ بدلًا عني

"أطفلٌ انت مورتيمر! لمَ تلعب معهما في حين اني غاضبةٌ هُنا؟"
وضعَ أبي بياترس على الكُرسي وعاد يحتضن وجهُ والدتي الطهور محاولًا مراضاتها

"همم حقًا انتِ غاضبه؟ لمَ لا تلعبين معنا بدلًا من الغضب اذن؟"
اقتربَ أبي بقوه يحاول تقبيلها، اشحتُ عيناي سريعًا، لكني اعدتُها حينَ دفعتهُ امي ضاحكةً بإحراجٍ شديد وهي تركُض هربًا منه حولَ طاولة الطعام وأبي يُلاحقها وهوَ يُشيرُ لي بإمساكها لكني لم اكُن افعل شيء سوى عرقلته وبياترس تأكل فطائر التوت مُشجعةً والدي على إمساكِ والدتي التي صارت تتوعدها وتضحك بصوتٍ اعلى من قبل

شتاءٌ أخرسWhere stories live. Discover now