لا بِنايات ولا سيارات ولا جونغكوك !

التَفت، أَمام، خَلف، بجانبِي، لا أَحد !
لذا قُلت بِصوت صَد صَدى المَكان

" جونغكوك - كوك - كوك .. "

كان الصَدى يَتكرر بِأخر ثلاث أَحرف
لِيَصدح صَوت خَلفِي، لِيتَضح أَنه ذَاته
الإِعصار الذِي ظَهر لِي قَبل قَليل

شَرعت بالرَكض، إلا أَن شَهقة جونغكوك
أَوقفتَني !!

إِلتفت لأَراه واقفاً يَنظر الى الإِعصار
فَاتحاً عيناه لِمصرَعهما

كَانت أَطراف يَده تَرتَجف مِن الرُعب، وَ
فَمه مَفتوح أَثر الصَدمة ..

رَكضت نَحوه، أَهز بِكتفه ليتَحرك
" جونغكوك، لِنذهب

جونغكوك!!

هَل تَسمع !! جيوون "

لَم يَكن مَع إتصال!!
خَارج النِطاق لا يَسمع ولا يَتحرك.

بَدأت أَجر بِيده لكِن مِن دون جَدوى
بَقيت أَتوسل لَه، فالدَمار بدأَ يقترب
رُويداً رويداً مِنا

وَ أَخيراً حَرك رأَسه، يَنظر لي بِبرود
فَ قُلت أَستعجله

" هيااا !! جيون لينَرحل
سَيصل الدَمار الينا و يَلتهمنا "

أَخذت بِرسغه أَسحبها، إلا أَنه قال
لِي و بِرودة نَبرته لامَست أَجزاء جَسدي

" هَذا لِيس إِعصار مُدمر
بَل إِنه الأَول

وَ أَنا لَست أَنا
بَل المَدينه خَاصتُنا ..
هِي الثَاني ! "

بَقيتُ واقِفاً أُحدق بِه بِأستغراب
رافعاً حاجبي، ليس وقتها !!

وَ الإِعصار يَقترب، وَ سَيصل.

إلا أَنه نَظر الى الإِعصار تارَة
وَ أَعاد النَظر لِي تَارة أُخرى وَ لكن بِنظرة
خَائِفة، وَجه أَحمر تَبرز عِروقه كَأنها تَود الإِنفجار

لِذا وَ من دُون مُقدمات، سَحبتُ يَده
لأَركض بِه بِأقصى سُرعة مُمكنه

كُنت أَركض وَسط البِياض الغَريب
التَفت تَارة لأَتحقق مِن جونغكوك الذِي
يِطأطأ رَأسه و يَركض وَرائِي، وَ أَخذ نَظرة
خَاطِفة عَلى الإِعصار الذِي بَدت سُرعته تَتسارع

ثُم أَشحت نَاظرِي لأَركض أَسرع
فَبدأت تُخلق مُدن بِبنايات بَيضاء حَولنا
إِلا أَنها كَانت مَهزوزة و تَرتج أَثر الزَلازل التِي
تَرج الأَرض رجاً

Childhood friend _ صديق الطفولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن