"ما قصةُ الخادمه! منذُ متى اصبحتَ ترسُل عليَّ خدمك لأُجهز سيارتك تايهيونق؟"
قال بصوتٍ مرتفع لأن المسافة بيننا كانت بعيده، بعيده حقًا.

"الى الجامعه"
همستُ له اركب في الخلف بعد ان امضيتُ آخر ايامي اجلس بجواره، انظُر فيه، يشعُر بي ويصمت، نُجري الأحاديث التي اختارُها، و يكذبُ علي

ركبَ السيارة صامتًا بعد ان رأيتُهُ يُطقطق عُنقه بقلةِ صبر، تجاهلتُ وجوده اضع سماعاتي على رأسي واستمعُ للخواء رغمَ صخب الموسيقى الذي يدقُ في أُذناي دونَ هواده

وآهٍ كم يُشعرني اختلافنا بالبُكاء، آهٍ كيف تضربُ ألحانَ منزله الهادئه جُدرانُ رأسي المسكين، وكيف يحنُ قلبي اليه رغم قلة اعتيادي!

لم المسهُ لمره
لم اشعُر بكفه تذوبُ بين كفوفي
فلماذا اتوقُ إليه بهذهِ الكثره!

لماذا وجودهُ امامي الآن يجرشُ ما تبقى لي من مشاعر!

"تايهيونق"
التفتُ برأسي اليه قبل ان انزل من السياره، خفتُ لوهله ان ابكي، ان اركُض لمعانقته، لكن صمته كانَ اكبر من كلينا

"اظُنني لن اصطحبُكَ اليوم، لدي عملٌ آخر"
تمددت شفاهي بُسخريةٍ كبيره لحِظَها فورًا
ما الفرق؟ منذُ أسبوع وانتَ مُنشغل، نزلتُ دون الرد عليه او الالتفات، رغم اني كنتُ احملُ في داخلي طفلًا بكّاء يرجو رؤيته

جونغكوك كُنتَ بي اكبر من كُل الكلمات، ابعد من كل النجمات، كنتَ قاسٍ دومًا، لا بل عطوفًا علي، وكاذب

كانت نظراتُ الاحتيال التي تربصتني بها دومًا تثلجُ صدري المُحترق، وانا كُنت اشدّ رجُلٍ غاضب، لكني معك تذوب صلابتي كما لو كنتُ لا اعرفُ معنى القهر يومًا، أخبرني؟ لمَ لا تتحدث؟ لمَ لا تغوصُ في وجداني وتقتلعُ شكوكي عنك بأنك مُحال ان تخدعني، وانك لم تُكن مُجرد كاذب كان يُمثل كل لحظاتنا سويًا !

حتى وانا الآن انظرُ بضياعٍ كبير بعد مرور اربع ساعات في هذا العالم حولي، والصخب لا ينكف ينخَر أُذناي حتى نزفت، وانتَ وغد لا يُجمّلُك شيء من ذكرياتنا إلا ان عقلي الآن مُرتاحًا لأنكَ به، لأُنه لا يُفكر بشيءٍ سواك

مثل لحظةٍ توقفت فيها عقاربُ الساعه، مثل معطفٍ صوفي في ليلةٍ مُثلجه، مثل كُوبِ شايٍ ساخن فوق تلٍ ضخم.. كان عقلي هادئًا مثلك تلك اللحظات.. لأنكَ به

"اليوم سيجتمع أثرى أثرياء روسيا في أشهر أنقاض العاصمة لإقامة مأدبة عشاء، اللعنه تخيل الثراء فقط"

شتاءٌ أخرسWhere stories live. Discover now