**
**
**
بعد وقت نزلت من الحافلة... تحتاج وقت حتى توصل لبيتها لأنها نزلت على الشارع الرئيسي ..
بداخلها شعور الرضا عن تصرفها ..وما أحد له حق يعترض على تصرفها ...ما ترضى على نفسها تكون عالة على احد وتسمع كلام هي بغنى عنه...
بلعت ريقها وهي تشوف سيارة مهاب امام البيت واقفه...ما لها نفس تتشاجر مع احد ....
استغربت إنه ما نزل من السيارة ...السيارة مظلله  ما تقدر تشوف ملامحه ورد فعله على تصرفها ...ما يهمها ما في شيء يربطهم كل واحد بطريق ..وما رح تسمح له يتدخل بحياتها...
تحركت للداخل بدون ما تلتفت لسيارته وبداخلها استغراب إنه ما نزل من السيارة... أول ما دخلت البيت انصدمت وهي تشوفه واقف بالصالة !
وكأنه ابو مهاب الي قدامها.. النيران تشع من عيونه...وقبل ما تنطق اي حرف نطقت جواهر بغضب: وش ذي التصرفات ؟!
غسق حملت ايليف الي ركضت لها ..قبلتها بخفه وهي تحاول تستجمع قوتها قدامهم ... والكل يناظرها باستنكار لتصرفها ...
نزلت ايليف من حضنها وعيونها على جواهر الي نطقت بغضب : انت اوفر ... وما ينسكت عن تصرفاتك !!
كله من غياث الي افرط بدلالك وتربيتك ...بس بعد اليوم ما رح أسمح بذي المهزله !!
غسق نطقت بهدوء: ما يطلع لك تحاسبيني بعد ما رجعت وتركتيني بدون مكان ..اهم شيء عندك بناتك أمنت لهم مقعد المستقبل!!
جواهر نطقت مثل الاعصار: ولك عين تراددين؟!
غياث نطق بملامح ما تتفسر : يمه
جواهر قاطعته بغضب: ما ابغى اسمع منك شيء !!
اسمعيني من اليوم وطالع دامك تعيشين بهذا البيت غصب عنك تمتثلي لقوانينه!
غسق مطت شفتها بقهر من تسلطها ...وبهدوء نطقت: ما احد يجبرني على شيء ما
سكتت لما استقرت كف جواهر على خدها وهي تنطق بغضب: انكتمي ..صوتك ما ابغى اسمعه ...انقلعي لغرفتك قليله أدب!!
مهاب مسك جواهر بجمود يبعدها عن غسق حتى يضمن إنها ما تهجم عليها ..واضح عمته ما رح ترسيها على خير : اتركيها ...غسق صادقه المفروض ما تركتيها خلفك وانت تعرفين ما لها مكان بالسيارة!!
جواهر بقوه اشرت عليها: قالوا راجعه مع رؤى بسيارة كيان ..ما ادري عن حضرتها ناويه تفتعل هالمشكله حتى تهرب ...تقول لأبوها تبغى تهرب وتسافر عند الزفت عمها ...غبيه اذا ظنيت عماد يطلق زوجته علشانك ..حتى زوجه ثانيه ما رح يرضى فيك ..قليله أدب!
غسق النيران الي بداخلها تشتعل من جواهر ..جالسه تتمادى أكثر ..وتضربها قدام  الكل ...والي يقهرها سلبية أبوها ..اذا مهاب خصمها وقف بينها وبين جواهر ..وهو واقف يناظر بصمت كالعاده ...غبيه إن ظنت رح ييجي اليوم الي يكون فيه سندها ...وفوق هذا الكلام الي بينهم نقل الكلام الي قالته لجواهر...والحين حضرتها جالسه تفسر الكلام كذا قدام الشخص الغلط " مهاب" كل مرة لزوم يصير شيء ويثبت لمهاب إنها على اطياف عماد ..مستحيل تقدر تقنعه بعكس هذا الشيء ....بداخلها بركان يغلي من جواهر ومن كلامها الي مثل السم ...عجزت تبلع غصتها وهي تناظر أبوها وامها يتابعون بصمت المشهد ... ما رح تنتظر احد يدافع عنها ..عندها لسان وش طوله يوقف جواهر عند حدها .. وبكل قوة نطقت: ما رح أكون أقل أدب من بناتك الي دوم رازات حالهم مع عيال اخوالهم حتى يتزوجوهم ..وين ما يكون حضرة الدكتور مهاب ترزين حياة لعل وعسى يتزوجها ... تتكلمين عن قلة الادب والعادات والتقاليد وتاركه بناتك مع رجال ما يحل لهم ..العادات والتقاليد ما قالت لك إنه الأدب لما ترجعين من المزرعه تأخذين بناتك معك ...والا الناس ما تنقد الا علي...وبناتك الملاك ما احد يتعرض لهم ..طول وقتك مرسلتيهم عند بيت خالهم لعل وعسى يتزوجها مهاب ...لا تتعبين نفسك ..هذا هو قدامك اخطبيه مباشره ما له داعي للف والدوران وتتواسطين عند أم سيف وأم مهاب حتى يخطوبنها له!!
ناظرت مهاب لما نطق بغضب: خلااااااص وش هالكلام هذا ؟!
زفرت باختناق ..بعد ما بذلت جهد كبير بالكلام ...ناظرت حياة الي انسحبت وهي تبكي من كلامها!! ..وتبعتها لارا !!
جواهر ملامحها ما تتفسر من كلام غسق ..احرجتها قدام مهاب نطقت والنيران مشتعله بداخلها: انت وقحه بزياده ...تخسين توصلين لمستوى حياة ...
تحركت تبغى تضرب غسق وتطلع حرتها فيها ..بس مهاب مانعها: اتركني أعلمها الأدب!!
غسق مطت شفتها بسخرية: علمي بناتك الأدب وبعدها تعالي
قاطعها صراخ مهاب: وبعدين ؟!
ما تحشمين أحد !! ....ما يجوز لك تتكلمين على عماتك كذا ... وخاصه حياة ..الكل يشهد بأخلاقها وأدبها
نطقت بقهر من كلامه ودفاعه عن حياه: يمداك تروح تخطبها!!
مط شفته من ملامحها الناريه ..قبل ما يتكلم نطقت جواهر بقهر: انت وحده مكيوده ..والغيرة رح تذبحك ...وش ذنب بناتي إذا مهاب عافك وما يبغاك. ... وش ذنب حياة حتى تحقدين عليها كذا ؟!
تراها مو هي الي قالت له يطلقك...واذا ناسيه ترى الكل وقف بوجه مهاب حتى ما يطلقك ..بس هو ما يبغاك ...ما هو قادر يبلعك والا بالزور تبغين تعيشين معه
قاطعها مهاب بضيق: خلاص يا عمتي ..كلامك بدون معنى ...
جواهر للحين بداخلها حره وما طلعتها : لا ما انتهينا ...اسمعني هذا أنا أخطب حياه لك على سنة الله ورسوله ...
قاطعها مهاب بضيق ما يبغى توصل المواضيع لهذا الحد: يا عمتي حياه الف واحد يتمناها ..ما هو وقته هالكلام..انت الحين معصبه .. وحياة ما تنخطب كذا ..تستاهل الي يتعنى لها ...وبالنهايه انا اعتبرها
قاطعته جواهر قبل ما يقول إنه يعتبرها مثل اخته : اتركني أبغى اجلس تعبت!!
جلست جواهر وهي تحتضن رأسها بين يدينها من القهر والعصبيه ...
اقترب غياث من أمه يتفقدها: يمه انت بخير!!
جواهر أبعدته وهي تحس بالاختناق : اتركني !!
غياث كتم ضيقه وهو بين نارين امه وابنته: يمه انت بخير!!
جواهر بقهر : دام ذي الزفته معي ما رح اكون بخير ..ما تشوفها كيف تراددني وما تحترمني ...جعلني للحريقه اهم شيء عندك غسق
مهاب يناظر غياث وهو يحاول بأمه ..ناظر اسيل تناظر بصمت وما تحركت من مكانها ...
كتم ضيقه وناظر غسق واقفه تناظر أبوها بسكون ...ما يدري كيف تفكر ..ما كانت كذا ...
اقترب منها ونطق بعتاب: ما تعرفين تمسكين لسانك ؟!
تراها بالنهاية جدتك واحترامها واجب من احترام أبوك...
ما ناظرته وتحركت لغرفته وهي ماسكه دموعها بالغصب ..انسحبت حتى ما تبكي قدام مهاب .....قفلت الباب بالمفتاح وهي تفكر تبعد عن الكل وتستقل لوحدها ....جلست على السرير وقبضت على الفراش بقوة وكلام جواهر وهي تخطب حياه لمهاب بقوة عين ..وش هالوقاحه  هذي !!..والي قهرها كلام مهاب " حياة تستاهل الي يتعنى لها ""
واضح الاخ مضبط وضعه وينتظر اللحظة الي يتعنى لحياة ....بداخلها نار تحرقها مو قادرة تطفيها !!!
وفوق هذا أمها وأبوها ما قربوا منها وواضح إنها جواهر شحنتهم عليها بنجاح!!
ما تدري وش تبغى منها ذي الحرمه ..خلاص تعبت منهم ...ما رح تجلس بهذا البيت ..ويصير فيها نفس حياتها مع مطلق ..تنذل علشان مكان السكن والفلوس!!
ما تبغى تسكن هنا لو تعيش بالشارع ما جلست هنا. ...جمعت أغراضها ودموعها تنزل من القهر اقتربت من المرايه مسحت دموعها ..عدلت لثمتها ..حملت الاغراض وطلعت من الغرفه بقرار ما في رجعه فيه
!!
وقفت لما شافت ابو مهاب متواجد ما تدري متى جاء ..شجعت نفسها لما نطق ابو مهاب باستنكار: وين طالعه؟!
نطقت بصوت مهتز: ما رح اجلس بهذا البيت دقيقه وحده ...لو اجلس بالشارع ما جلست هنا
!!
جواهر بغضب؛بقلعتك !!
مهاب ابتسم بسخريه ما شاء الله واضح الفيوزات عندها ضربت !!
غياث اقترب كم خطوة وباختناق نطق: غسق ارجعي نتفاهم
غسق برفض: قلت لك من قبل نعيش لوحدنا .. أنا هنا ما أقدر أعيش ...
ابو مهاب بطول بال: وين رح تجلسين ؟! تراك بنت لوحدك!!
نطقت بعناد: ايليف معي في!!
مهاب زم شفته ما يدري انجنت والا تستهبل وبكل قوه تقول البنت معها
اسيل تقدمت من غسق وهي تؤشر لها حتى ترجع الأغراض للغرفه!!
غسق برفض: ما رح ارجع... أنا هنا ما رح اجلس!؛
أبو مهاب بحده : اسمعي مني لك خيارين إما تجلسين هنا والحين نصلح بينك وبين جدتك او تعالي لبيتي وتعيشين هناك !!
وغير كذا وربي اسحب إيليف لبيتي ... وقتها تتمنين تشوفين ظلها وما تلمحينها .. حركات الجنان هذي اتركيها ..والحين وش قلت!!
ناظرته بعجز تروح لبيته الي طردها منه وتعيش مع ناس ما يبغونها ...ما تضمن يأخذ منها ايليف ويحرمها تشوفها ...لو طلعت الحين وين تروح ؟! .
خطوة مجنونه منها ...لفت وجهها وتحركت راجعه لغرفتها !!
أبو مهاب نطق بضيق: لا حول ولا قوه الا بالله..وش فيها اعدادات عقلها ضاربه!!
جواهر بقهر: ما سمعتها وش تقول عن حياه
مهاب بحزم: يا عمتي قلت لك حياة الف واحد يتمناها .. وأنا اعتبرها مثل اختي ومستحيل اظلمها معي .. وإن شاء الله ربنا يرزقها الشخص الي يستحقها!!
ابو مهاب بصرامه ناظر اخته: وبعدين مع سالفه الخطوبه هذي ... وش هالمسخره ..تبغين مهاب يتزوج عمة طليقته ؟!
اسمعيني زين غير غسق ما في زواج لمهاب .. وإن تعسرت الامور بينهم مستحيل أقبل بزوجه له من أهلنا .. رح تكون غريبه عن العائله ..ترى غسق من العائلة ومن احترام امها وأبوها ما يتزوج مهاب من قريباته...وغير كذا ما عندي!!
مهاب ارتاح بعد كلام ابوه يمكن تهجد عمته وتترك السالفه ...
الحين الأهم عنده المجنونه الي داخل ..وش يضمن له ما تغافلهم وتهرب ..ويمكن تتفق مع مطلق ...
ناظر غياث جالس الهم والكدر تلبسه ...موقف لا يحسد عليه مشتت بين ام قويه وتبغى تثبت وجودها وبين ابنته الوحيده الي افرط بدلالها وما تبغى احد يتدخل بأمورها ....
عقد حواجبه باستنكار لما نطق غياث باختناق: أنا من باكر رح اشوف شقه لنا وننفصل عنكم
جواهر فتحت عيونها باتساع: تطلع من بيتي علشان الزفته؟!
غياث باختناق من الوضع: مو مستعد اخسر ابنتي الوحيده...ما استبعد عنها تهرب ...ما اقدر اعيش بدون ما أشوفها مبسوطه ...يا يمه لا تحمليني فوق طاقتي!!
ابو مهاب بتأييد: دام إنه وجد وظيفه انا أشوف إنه يستقل في بيت لوحده بعيد عن المشاكل وهو الافضل!!
جواهر حركت شفتها تعترض بس ابو مهاب كان اسرع نطق يقطع عليها : جواهر انتهينا ...هذا أفضل حل ...باكر رح أمرك يا غياث ونشوف بيت قريب من هنا !!
غياث هز رأسه بتعب: ان شاء الله!!
أبو مهاب ناظر جواهر: الحين راجع للبيت ما أبغى اسمع أي احتكاك بينك وبينها ...اعتبريها ما هي موجودة!!
ختم كلامه وأشر لمهاب حتى يغادروا ..ابتسم مهاب للكائن الصغير الي تعلق فيه تبغى يحملها...
أبو مهاب بهدوء: احملها والله إنها اجمل شيء حصلنا عليه من كل هالمشاكل!!
اسيل ناظرتهم بعد ما غادروا ...تحركت لغرفة غسق بدون ما تناظر غياث الي جلس عند امه يحاول يرضيها !!
**
**
**
جالسين بالصالة وايليف ما تركته بحاله كل شوي تنقز على أكتافه أو بحضنه أو تشد شعره ..زفر بضجر: وبعدين !!
أبو مهاب ضحك لما شدت ايليف شعر مهاب بقوة وهي تقلده: ادين!!
مزنه بعبوس: نزلها على الارض ...ما تعرف تسكت هالبنت !!
ام سيف مطت شفتها بسخرية: يعني خلاص رح ينفصل غياث عن أمه!!
ابو مهاب هز رأسه: غسق وجواهر ما يجتمعون!!
مزنه بعدم رضا: ما ادري ليه غياث مهتم لغسق هالكثر وينفذ كلامها بدون اعتراض!!
أنا أول مره اشوف اب منقاد لابنته مثل كذا !!
والي يسمع يقول جواهر تصبحها بطراق وتمسيها بطراق !!
حامليتها على كفوف الراحه
أبو مهاب بجديه ناظر مهاب: ما فكرت ترجع غسق ؟!
ناظر كل هالبراءة وش ذنبها تتشتت بينكم!!
ناظر مهاب ايليف وبيدها لعبة سرعان ما عبس ملامحه لما ضربته على جبهته فيها ...كتم غيضه وهو يقول: والله ما اشوف البراءه الي تقول عنها ...هذي جنيه !!
ام مهاب سحبت ايليف لحضنها واحتضنتها: بالله لا تصرخ بوجهها بعدها صغيره!!
مهاب يفرك جبهته بقهر: ما احد دلعها غيركم!!
أبو مهاب بابتسامة: حدك خفيدتي ..والحين خلينا بسالفه أمها ..ما تبغى ترجعها ؟!
أعطي نفسك فرصه ثانيه
ام سيف باعتراض: وليش ترجعون لنفس الغلط أنا اقول يشوف حياته مع بنت جديده بدون مشاكل الماضي!
مزنه بحده: أبفهم انت ليش كارهه هالبنت كذا ...تراها ما لها علاقه بالماضي...لو ما في بينهم بنت كان بكيفهم ...بس دام بينهم طفله غصب عنهم يرجعون ..انا سكتت قلت نعطيكم مساحة تبعدون عن بعض وترتاح النفوس ..لكن الحين خلاص رجعها وانتهينا!!
أبو مهاب بتأكيد: وأنا اقول كذا !!
ام مهاب بتردد: بس أم سيف قالت لجواهر رح نخطب حياة لمهاب
مهاب احتدت ملامحه من تدخل ام سيف بحياته .. نطق بانفعال: ومين سمح لكم تقررون عني؟!
الف مرة قلت لكم حياة اعتبرها مثل اختي ...لا عاد تحرجون البنت وتحطونها بمواقف محرجه...وخذوها من الآخر زواج اقارب ما ابغى !!
ولا احد يبحث عن عروس بالوقت المناسب أنا اقول لكم اخطبوا لي فلانه !
ام سيف مطت شفتها بقهر من رده:وليه تتعب نفسك هذا انت اتصل بجواهر وقول لها أي عريس يتقدم لغسق ارفضوه لوقت يطيح الحطب الي برأسي واخطبها من جديد!!
هز رأسه بضيق من تدخلاتهم: بالضبط كلامك صحيح !
مزنه بانتقاد: دامك تبغاها ..ليش تطلقها من الأساس ؟!
رفع عيونه للسقف بضجر ..صدق يرفعون الضغط...ناظر أبوه الي نطق بضحكه: الله يكون بعونك اذا استلموك ...اطلع وأنا ابوك ارتاح ....ويوم زواج كيان يصير خير!!
**
**
**
من الصبح جالسه بالغرفه على السرير بصمت ..وتأنيب الضمير يؤنبها بخصوص حياة ...ما عمرها آذتها بكلمه ...كلامها كان ثقيل عليها ... أرسلت لها رساله اعتذار وإنها ما تقصد تطعن فيها ...ما تدري إذا رح تقبل اعتذارها او لا !!
ما تدري وش اصابها البارحه وانجت بتصرفاته ...ابتسمت بمراره لما حملت اغراضها وكانت ناويه تطلع من البيت ..ما تدري وش كانت شاربه لما عملت كذا ...
نقزت لما سمعت طرقات خفيفه على الباب ...تحركت بهدوء وفتحت الباب مثل ما توقعت ابوها ....فتحت له مجال حتى يدخل ...هز رأسه ودخل بخطوات هادئة بملامح ما ريحتها ...
اقتربت منه لما جلس على الكرسي ونطق بهدوء: انا شوي وطالع مع خالي ابو مهاب نشوف شقه وننتقل لها
ناظرته بعيون مستنكره .. ينتقلون من هنا ..ويتركون جواهر ...وكيف رضيت جواهر يتركونها ....نطقت بتوجس: ليش تبغى تنتقل الحين وبالمزرعه لما كلمتك رفضت؟!
غياث نطق بضيق وعتب: لما  يكون عقل ابنتي بحجم حبة السمسم وتفكر بالهرب ..وقتها مضطر اترك أمي حتى أضمن إنها ما تهرب!!
نطقت وهي تحس بالاحراج من تصرفها : وأمك وافقت؟!
ناظرها بعدم رضا: جدتك ما وافقت وزعلت!!
تنهدت بضيق ما تبغى تحمل أبوها فوق طاقته ...وتكون انانيه..نطقت باعتذار: أنا آسفه يبه ..ما أدري البارحه تصرفت بطريقه غلط ...بس كنت متضايقه كثير وأنا أحس نفسي عاله عليهم وما لي مكان بالرجوع ..والبنات ما يبغوني معهم ...حسيت نفسي ثقيله عليهم ...ما رح أكرر اغلاطي ... وأنا اعتذر للمرة الثانية ...وحتى سالفه الهرب والسفر مجرد كلام ..
ما له داعي ننتقل لبيت ثاني ....كانت ساعه غضب وما ادري وش هببت بالكلام!!
غياث بضيق:بالمزرعه ما تركناك بس قالوا راجعه مع رؤى ... أنا أحب ما علي اشوفك مبسوطه ومرتاحه
قاطعته باختناق: مرتاحه يبه انت لا تشيل همي ..مجرد أشوفكم قدامي هذي نعمه من ربي!
غياث بتردد: ومطلق!!
غسق بحقد : انت ادعي إنه ما يطلع بوجهي لأني ما اضمن نفسي ارتكب فيه جريمه!!
ابتسم براحه على كلمتها يعني ما رح تروح عند مطلق ..نطق بهدوء: اتركي عنك الجنان ما ابغى اخسرك !!
هزت رأسها بطاعه : إن شاء الله يبه!!
غياث يبغى يصلح الأوضاع:وش رايك
نطلع اليوم ونصلح الاوضاع بينكم!!
هزت رأسها بالرفض: ما لي خاطر أغادر الغرفه ..ولا تجبرني مثل ذيك المره ..اطلعوا واستانسوا وأنا رح اكون بخير!
هز رأسه بالنفي:كيف نطلع بدونك
نطقت بلامبالاة: عادي اطلع مع أمي خليها تغير جو من مشكلة البارحه!!
غياث برجاء: أبطلب منك يا غسق طلب ... قدام أمك حاولي انهي المشاكل ..ما نامت طول الليل وهي تبكي ...خايفه إنك تتركيها وتهربين
غسق بندم على كلامه: وربي مجرد كلام ..انا ما اقوى على فراقكم .. قلت لها البارحه مجرد كلام عابر بس عيت تقتنع
غياث نهض : قومي الحين معي ..وتصرفي طبيعي حتى ما تقلق عليك ..سنوات انتظرنا انها تكون بخير ما نبغى تنتكس حالتها من جديد!
هزت رأسها بهدوء: إن شاء الله!!
تحركت معه لخارج الغرفه بخطوات هادئة ....دخلت الصاله ولاحظت عبوس جواهر لما شافتها ...
تجاهلت هذا الشيء واقتربت من أمها بابتسامة عريضة.. قبلت رأسها : كيف وضعك الحين!!
اسيل ابتسمت لها ما تبغى تفقدها ..هزت رأسها أهم شيء عندها تشوفها بخير!!
اقتربت غسق من جواهر وقبلت رأسها وبهدوء نطقت: اسفه يا جدتي!!
بالرغم انها حستها ثقيله على لسانها إلا إنها نطقتها ..ما فاتتها فرحة أبوها بتصرفها ...ما تبغى تكسر ابوها وتحرمه فرحته بتواجد أمه معه الي ما قصرت معهم بشيء ..ما رح تكون انانيه ... وبالنهاية هي جدتها رضيت وإلا ما رضيت !!
ما فاتتها ملامح جواهر المصدومه من تصرفها ...جلست جنب أمها ...ونطقت بخفوت: ايليف ما رح ترجع اليوم؟!
غياث سمع سؤالها نطق براحه بعد مبشرات الصلح بينهم : خالي رافض يرجعها يقول يبغى تكون عندهم كم يوم!!
هزت رأسها بتفهم وما ناظرت جهة جواهر الي للحين الصمت يخيم عليها وما نطقت بشيء!!
وقفت بهدوء وتعذرت تبغى ترتب غرفتها !!
**
**
**
انتهت الاجازه وما طلعت من باب البيت ....ما دخلت بجدال أو نقاش مع أحد من بعد ذيك السالفه ورجعت مثل قبل ..رجعت لقوقعتها وصمتها الي عزلت نفسها فيها ...كذا بعيد عن المشاكل ...
ارتاحت بعد حصولها على تقدير ممتاز....جهزت جدولها وكل أمورها ..باكر دوامها ...ما جهزت ملابس جديده ما لها نفس تطلع برا الغرفه ....
رح تنسق مع صديقاتها وتنزل للسوق وتشتري الاغراض الي تنقصها!!
التفتت على ايليف بصدمه وهي تشوف بيدها دواء ...ركضت بسرعه وسحبته من يدها بقوة متجاهلة بكاء ايليف ...زفرت من الرعب الي حست فيه ..ما تدري كيف وصلت لدواء المسكن كان هنا ...هذي البنت قردة ما هي طبيعية ...
ضحكت لما حست بإيليف عضت ساقها  ...حاولت تبعدها من بين ضحكاتها ...بس ايليف حاقده وبقوة عليها !!
بصعوبه أبعدتها عن ساقها ... ناظرت مكان العضه وش هالبنت المفترسه ....
نطقت بقوة: ايليف!
مدت لسانها ايليف بغيض من غسق وطلعت تركض للخارج!!
ضحكت بخفه غسق على حركاتها ...بالرغم من شطانتها الا إنها معلقه بروحها ...لازم تشوف حل لها تخفف من مشاكستها ...مطت شفتها بسخرية طول وقت الحمل وهي تدعي يكون الي في بطنها ولد ...سبحان الله جاءت بنت بتصرفات اولاد !!
جمعت شعرها بعشوائية وتوجهت للمطبخ تشرب اي شيء ....دخلت المطبخ وردت السلام على الشغاله ... أخذت عصير وجلست بالمطبخ تشربه بهدوء ...
وصلها صوت أبوها ينادي عليها ...
شربت العصير على نفس واحد ..وبعدها تحركت للصاله ...اقتربت وهي تشوف جواهر وبناتها جالسات ...ردت السلام بهدوء ...من بعد الموقف الي صار بينهم العلاقه رسميه ... وما راجعت حياه بالكلام ولا ردت حياة على رسالة الاعتذار !!
غياث بهدوء: تطلعين على السوق اليوم ؟!
هزت رأسها بالرفض: لا ما احتاج السوق!
غياث بإصرار: اليوم عندي عطله تشترين تجهيزات للجامعه!!
جلست مقابل ابوها وبهدوء:مثل ما تبغى!!
جواهر مطت شفتها من بعد ذلك الموقف غسق ما ترفض شيء لأبوها ولاتجادل ولا تناقش .. وإن جلست معهم الصمت يخيم عليها ...ترد على السؤال بقدر الحاجه ..رجعت مثل قبل معتزلة ..وهو الافضل بنظرها ...لسانها طويل وما تقدر تتحمل وقاحتها ...وصلت فيها تجبر غياث يفكر بالرحيل عنها ...ما تدري وش الي غير رأيه وهون عن الانتقال ...ما يعجبها تربيه غياث لها ....
ابتسمت غسق على ايليف متعلقه بأسيل حتى تأخذها برا البيت ....
حياه بضحكه: مسكتك هذي النشبه ..ما رح تسكت حتى تطلع!!
جواهر بهدوء: اطلعي فيها بالحوش يمكن تسكت!!
غياث وهو يناظر اسيل متوهقه معها: ما رح يعجبها الحوش ...تعالي اجلسي رح تسكت بعدها!!
جلست اسيل جنب غسق متجاهلة ايليف الي جلست على الارض تبكي...
احتضنت اسيل راس غسق وبدأت تمسح على شعرها بلطف ...غسق بخفوت ابتسمت:بسم الله جاءت ايليف الله يستر منها!!
ايليف بغيره وهي تشوف رأس غسق على كتف اسيل وتلعب بشعرها ... بدأت تضرب بغسق وتحاول تبعدها عن اسيل وهي تردد نفس الكلمه: ماما ماما ماما!!
لارا ضحكت على حركه ايليف : تعالي نروح برا!!
ايليف بإصرار حتى تبعد غسق عن اسيل!!
جواهر بضيق من ازعاجها: وربي إنها عن عشر اطفال بالازعاج ..ابعدي غسق فكينا من صوتها !!
غسق ابتعدت وابتسمت لما جلست ايليف بحضن أسيل وبيدها تبعد غسق عنهم!!

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن