٢٤

9.4K 266 148
                                    

مساء الخير للجميع ...البارت اليوم رح يكون بالماضي ...قراءة ممتعة 🌹

ناظرت غياث مستلقي على طوله بالصالة ويغط بنوم عميق ...أحضرت شرشف خفيف وغطته حتى ما يبرد ...تتمنى له راحة البال على طول حياتهم. ....تواجدهم هنا أفضل وأريح من ذيك المنطقة الي أخذهم عليها مطلق ...هنا نادرا ما يطلع بوجههم...مرتاحين وما احد يزعجهم ...عقدت حواجبها باستنكار لما فز غياث برعب ويناظر من حوله ...حاولت تعرف وش فيه ...ناظرها للحظات ..هز رأسه بالنفي ورجع انسدح بتعب ...واضح إنه شاف كابوس ...كوابيس الماضي ما تتركهم ...جلست على الكنبه وعيونها على غياث الي رجع يغط بالنوم من جديد ....أغمضت عيونها و بعض ذكريات الماضي تجول بخاطرها ....هزت رأسها بالرفض ما تبغى تتذكر شيء وتتعب أكثر. ....كل إلي تبغاه تعيش بآمان وسلام ....لحظات واستسلمت للنوم إلي من خلاله تهرب من عالم الأحزان .....
**
**
**
بالرغم من تقدم العمر ومرور سنوات طويلة على الأحداث الماضية إلي تجرعوا علقمها إلا إنها للحين لها تأثير كبير بنفسياتهم وحياتهم...وما قدروا يتجاوزوها ...هنا رح نتوقف ونرجع بالماضي لبعض الشخصيات ...حتى نأخذ لمحة بسيطه عن بعض أيامهم ....
**
**
توارت خلف الباب واحتضنت نفسها وصراخ أبوها يوصل لمسامعها ... أغمضت عيونها بقوة لعل صراخه المرعب ينتهي ..ورجولها تتراقص من شدة الخوف لحظات مروعه تجرعتها..وقت قصير وعم الهدوء بالمكان بعد ما ضرب الباب بقوة خلفه...دلالة على خروجه..... بدأت تهمس لنفسها تشجعها "خلاص راح" ... ما تدري وش فيها مب قادرة تتحرك ..... وقت قصير ...تأكدت تماماً من خروجه....تنفست براحه مشاجره انتهت بسرعة ...مسحت دموعها بطرف الكم ...شجعت نفسها وتحركت تشوف آثار المعركه الي خلفها من إعصاره إلي ما قدرت تفهم سببه!!
تحركت بخطوات ميته تجول عيونها بالمكان ..والضياع يمزقها بذي العائلة ...
تقدمت وهي تشوف أمها متكورة على نفسها وتبكي بقوة ...ناظرت أخوها واضح إنه حصل كم طراق ..يبكي بصمت وأختها تحاول توقف الدم من شفته ...
اقتربت من أمها بتردد ..وبصوت متردد ضعيف نطقت: ماما
سرعان ما تكورت على نفسها لما ضربتها بقوة وهي تصرخ بوجهها بجنون: اتركوني بحالي الله يأخذني و يأخذكم وأرتاح من حياة القرف!!
حملت نفسها لإحدى الغرف وضربت الباب خلفها بقوة ... تناظر أمها لما قفلت الباب خلفها وكأنه البيت اهتز من قوة الضربه ....كانت تحاول تسيطر على ملامحها وما تبكي...زمت شفتها بقوة ما رح تبكي ...كل محاولاتها الطفوليه باءت بالفشل ... بدأت دموعها تنزل بقوة وما قدرت تسيطر عليهم ..حاولت تكتم شهقاتها ما قدرت ...ما لها قدرة تتحمل أكثر !!
حست بيد على كتفها ..ناظرت توأم روحها لما مسحت دموعها وبعتب نطقت: ليه تكلمينها الحين!
نطقت ببكاء: كنت ابغى
سكتت لما باغتتها الشهقات وما قدرت تكمل كلامها ....لحظات وقطعت البكاء وفتحت عيونها بفجعه وهي تشوف أختها إيليف تبكي ..دوبها تهدي فيها ....ما هي متعودة تشوف إيليف تبكي بهذا الشكل !!
نطقت برعب وخوف: وش فيك ؟!
إيليف تكورت على الأرض ونطقت ببكاء: مب قادرة أتحمل ..اكرههم!
ليه يكرهونا ؟!
ناظرت أخوها لما اقترب بتعب والألم واضح على ملامحه ..رفع إيليف عن الأرض وبصوته المبحوح من البكاء: لا تبكي!!
ناظرتهم إيليف وهي تحاول ما تبكي بس كل محاولاتها فشلت ..حضنت إخوانها وجلسوا على الأرض دموعهم تنزل بصمت على هذا الحال الي يتكرر كل يوم!!
بعد وقت هدأت النفوس ... سبحان الله يتغير مزاج الاطفال بسرعه ...لحظات وانقلب حزنهم لضحكات طفوليه  تردد صداها بالمكان لما بدأ بطن إيليف يخرج أصوات دليل على الجوع ...
احتضنت إيليف بطنها بقوة والضحكه مغايره لعيونها الدامعة: بطني يبغى أكل!!
ناظرت أسيل أخوها لما عبس ملامحه بحزن : ما رح تطبخ لنا أمي!!
نطقت بحزن: ما أتوقع تطلع من الغرفه طول اليوم!!
إيليف بعبوس وهي تضغط على بطنها: وش رح نعمل!!
وليد نطق بأمل: يا رب خالتي تزورنا وتحضر معها
قاطعته بعبوس: شفتها من الدريشه طلعت من البيت ما في أمل!!
إيليف وقفت: تعالوا نشوف أي شيء نأكله!!
توجهوا للمطبخ يبحثوا عن أي شيء يأكلونه ...نطقت وهي تمسك خبز متيبس تركته أمها على الطاوله من إهمالها بهذا البيت ...
توجهت لأبريق الشاهي ..نطقت ببؤس: أعطيني صحن يا إيليف!!
وضعت الخبز اليابس بالصحن الكبير ومن فوقه الشاهي ...وتركته يذوب ..رفعت نظرها لوليد لما نطق بملامح بائسه خاصه مع انتفاخ شفته : في بيت عمي شفتهم يحطون معها حليب وسمن و
قاطعته بتساؤل وهي تناظر شفته المنتفخة: ليه ضربك ؟!
إيليف ردت عنه وهي تشوف عيون وليد  تذرف بالدموع من جديد: راح لبيت عمي ...وطرده عمي منصور ... وصار يصارخ وطلعت أمي على صوت الصراخ ..بعدها جاء أبوي وضرب وليد ليه يطلع من البيت وضرب أمي ليه تطلع ويقول لها مين سمح لك تفتحين الباب وتطلعين ...تكلم كثير وما فهمت وش يقول..
ضحكت أسيل بألم: أبوي لما يتكلم ما أفهم عليه يتكلم بسرعه .."بباتةاننوىىاتزووةةةىاتتىبتنززز"
ضحكت إيليف من قلبها على تعليق أختها وهي تقلد أبوها كيف يتكلم ؟!
وليد بدأ يأكل والغصه تخنقه: لو خالتي هناك كان دافعت عنا
إيليف بعبوس: عمي ليه دوم معصب مثل أبوي؟!
وليد بحزن : كنت ابغى افك غياث علشان كذا صارخ علي ... لو شفتم غياث رابطه على الشجره رأسه لتحت ورجوله لفوق ويضرب فيه
عبست ملامحها إيليف بألم من قسوة عمها: وليه ضربه؟!
وليد هز كتوفه: ما أدري!!
وبتساؤل نطقت إيليف: ليه بابا يقول ممنوع ماما تطلع!!
عقدت حواجبها أسيل لهذا السؤال الي عقلها الطفولي ما لقى له إجابه: خالتي جواهر تروح وتطلع ليه ما أحد يقول لها شيء
إيليف قاطعتها: خالتي قويه وما تسكت..ما هي هبلة مثل ماما!
ضحكوا على تعليقها ...وعم الهدوء والصمت بالمكان...
إيليف ابتسمت لما شافت خالتهم عند باب المطبخ : خالتي
اقتربت منهم وناظرت الصحن إلي اجتمعوا عليه !!..زمت شفتها بضيق من حال هالبيت ...أختها كل يوم تدمر نفسيتها أكثر ..تحس نفسها جالسه تفقدها ويدها مكبله ما هي قادرة تساعدها ...
انحنى رأسها بحزن وعيونها تلمع بالدموع وهي تشوف هالأطفال كل يوم يذبلوا أكثر ...نطقت بتساؤل وهي تعرف الإجابه: وين أمكم ؟!
ايليف نطقت بضيق: بالغرفه!!
هزت رأسها وتركتهم متوجهه لأختها !!
وليد بخيبه وحزن نطق: ما معها أكل؟!
ايليف بعبوس: ليه ما نهرب من هذا البيت ونروح عند ناس أحسن من أمي وأبوي
وليد تحمس: ايه بس وين؟!
نطقت برفض بالرغم من الجفاء بينها وبين أمها إلا إنها متعلقه فيها وما تقدر تفارقها : ما رح أترك أمي!
تركتهم وتوجهت لغرفة أمها ...لقت الباب مفتوح دخلت بشويش وعيونها على أمها الي تتكلم وتبكي ..وخالتها تمسح على رأسها بحنان تواسيها...
اقتربت واكتفت بالنظر ...شوفتها لأمها بنفس المكان تريحها ...عقلها ما يستوعب تبعد عنها لحظات ...
رفعت نظرها لما نطقت خالتها بعتب : صدقيني هالأطفال ما لهم ذنب !!
اذا الزفت عاملك كذا تهملين الاطفال والبيت ؟!
ناظري البيت كيف مبعثر متى اخر مرة نظفتيه؟!
نطقت وهي مستمره بالبكاء: أنا أموت كل يوم وما أحد حاسس فيني ...ما أبغى بيت ولا عيال ... أنا عيالي ما أبغاهم ..كل الي أبغاه مكان بعيد ابتعد عن كل شيء من حولي ...تعبت تعبت ...ناظري جسمي ما فيه عظمه صحيحه..ويا ليت على ذنب ...اكرررررره الحياة معه .. متى يستوعب أبوي هذا الشيء ؟!
أنا طاقتي انتهت !!
ختمت كلامها وعيونها ما وقفت دموع...
تنهدت جواهر بضيق ما تدري كيف تواسيها : أبوي ما رح يقبل... يقول الا الطلاق ما رح يقبل فيه !!
ختمت كلامها وناظرت الصغيره واقفه تناظرهم بصمت والدموع تلمع بعيونها ..ما تفرق بينهم : تعالي وش اسمك؟!
قبل ما تتحرك رفعت أمها رأسها ونطقت بصراخ: برااااااا .. أنا قلت ما أبغى أشوف أحد منكم !!
تجاهلت صراخ أمها وتوجهت ركض لها ودفنت رأسها بحضنها بقوة !!
جواهر انفطر قلبها وهي تشوف هذا المشهد ..بالرغم من قسوة أختها عليهم إلا إنهم متعلقين فيها ويحبونها ...هي متأكدة أختها تحبهم ومتعلقه فيهم بس الضغوط النفسية الي تعيشها هي السبب !!
مسحت على شعر الصغيره وبصوت مبحوح من البكاء نطقت: وين إخوانك؟!
ما رفعت رأسها من حضن أمها ..تبكي بصمت ..ما تبغى تفارق أمها ...خايفه من اليوم الي ما تشوف فيه أمها...
جواهر نطقت لما شافت الصغيره تبكي وما لها نيه ترد: بالمطبخ يأكلون خبز وشاهي!!
سكتت للحظات بعدها تابعت كلامها بنصيحه: الأطفال ما لهم ذنب بمشاكلك مع الزفت ...ناظريهم كيف الشحوب والنحف ظاهر عليهم ..بالله مين يصدق أبوهم أغنى رجال بالديره وهذا حالهم ؟!
ميساء أبعدت أسيل عنها وبروح ميته نطقت: تعرفين الموت البطيء؟! أنا جالسه أعيشه بكل لحظة ...ما عندي شغف للحياة ولا شغف لأي شيء ... أنا ميت بس جسدي للحين يتحرك ما أدري متى رح يموت هذا الجسد ..بس صدقيني أحسه قريب ...
مطت شفتها بابتسامة موجوعه بعدها تابعت كلامها: قريب أرحل عن هذا العالم الأسود
قاطعتها جواهر وفكرة فراقها ما تقدر تستوعبها: اتركي عنك ذي الخرابيط...بدل ذي السلبيه الي تعيشين فيها ...كوني أقوى ودافعي عن أطفالك ولا تتركيهم
قاطعتها بروح خاويه..ودموع الوجع والقهر تنساب على  خدودها : انا عندي أم وأب وينهم ؟! قولي وينهم ؟!
أنا كل يوم أتجرع الذل والعذاب ما شفت احد وقف معي ؟!
يا ليت أخذوا دور المتفرج...فوق سلبيتهم يحطون الحق علي ؟!
أنت تعرفين كل شيء .. أعطيته قلبي وتنازلت كثير بس علشان يكون دوم راضي عني ..ومع ذلك ما يعجبه وكل يوم يطلع لي بسالفه جديدة ... تعبت منه
جواهر خنقتها الغصه وهي تشوف اختها تذبل قدام عيونها وما هي قادرة تساعدها ...نطقت تشجعها: تجاهليه وتحملي كم سنة ما تدري ربنا يغير الأحوال ... أنا مستعده أدبر أمورك وتأخذين عيالك وتهربين لمكان ما يلقاك فيه الزفت
قاطعتها وكل الأبواب مقفله بوجهها ما عادت تشوف خلاص لذي الحياه : ومنصور يتركك؟!
جواهر عبست ملامحها لمجرد ذكره : الله يأخذ سيرة العاطل!
ما عليك منه ... أنا أتدبر كل شيء ...بس أحتاج لوقت حتى أرتب أموري !!
هزت رأسها بتسليك وفكرة الهرب بدأت تلعب برأسها ...ليه ما تهرب لمكان ما يعرفها فيه أحد ؟!
حتى جواهر ما تعرف مكانها لأنها ما تضمن يضغطوا عليها وتخبرهم بمكانها ...بس كيف ؟ والأهم وين ؟!
تهرب مع الصغار مستحيله ما تقدر تتدبر أمرهم ...لو هربت بنفسها ولما تهدأ الأوضاع ترجع تأخذهم ؟!
انفطر قلبها لما أسيل مسكت يدها بتملك وكأنها تقرأ أفكارها: ماما لا تهربي مثل إخواني!
عقدت حواجبها باستنكار: إخوانك ؟! وين يهربوا ؟!
جواهر بضيق: الاولاد رح يضيعوا والسبب انتم ؛
أسيل بعبوس : يهربوا بعيد عنكم!
أنا ابغى اكون معك !!
احتضنتها ميساء بقوة ...هذي البنت اقرب وحده لها ومتعلقه فيها بزياده ..نطقت بنحيب: ما رح اترككم يا ماما!
جواهر زفرت بضيق: فكري بذي الطفلة لو تركتيها بتدمر ..متعلقه فيك كثير!!!
حاولي مرة ثانية يمكن ربنا يهديه !!
سكتت للحظات بعدها نطقت وقلبها يغلي غليان منه وخاصه مع الخرايط الي بوجه وبجسد اختها.. وأكثر من مرة تكلم أهلها بس زوجها ثعلب يقنع ابوها إنها ميساء ما  هي مضبوطه..ويتمنن عليهم إنه ساتر عليها ..ألف قصه حب بينها وبين رجال حلفت لها ميساء مرات كثيرة ما تعرفه ولا عمرها شافته ...وهو يحلف إنه شافها واقفه معه ولقى رسائل ورقيه منه محتفظه فيهم ...نطقت بحقد وكره له: الله يأخذه أخذ عزيز مقتدر مثل ما ظلمك !!
نطقت بقلب يعتصر من الألم: لا تدعي لا تدعي
جواهر بقهر من غباء أختها: لا تقولين للحين تحبينه وما
قاطعتها ميساء بقلب ميت وملامح بائسه: اي حب؟!
لو تدخلين قلبي تلقينه أسود .. أنا كل يوم أكره كل شيء من حولي ...أكره كل الناس ..حتى عيالي أحياناً أكرههم..حتى انت تمر علي أيام أكرهك ..أبوي وأمي وإخواني أكرهكم كلكم ....حتى أنا أكره نفسي ... أحياناً أناظر نفسي بالمراية ما أعرف نفسي ..اقول من ذي ؟!
جواهر ناظرتها باستياء ... اختها حالتها النفسيه متأزمه وإذا ما طلعتها من هذا البيت رح تنجن رسمي أو تنتحر ...ما رح تتحمل أكثر !!
بدأت دموع جواهر تتساقط بخفه وهي تناظر ميساء ارخت رأسها على الفراش ومحتضنه اسيل بقوة ...الي يشوفها مين يصدق انها ميساء ؟!
ميساء المعروفه بجمالها ونعومتها ..قلبها كان  كله حيويه وحب للحياة ...مثل الفراشه بالربيع لما تتنقل بين الأزهار ...وين راحت الحين ؟! ما تشوف منها الا هيكل جسد بدون روح !!
ما تشبه ميساءالي تعرفها !!
مسحت دموعها وتوجهت للتسريحه ..تناولت المشط وقررت تمشط لها شعرها ..ما تدري متى اخر مرة سرحته ....
فكت شعر ميساء الطويل ..فتحت عيونها ميساء بضعف .. نطقت جواهر بصوت محروق : لا تتحركي رح أمشط شعرك!!
هزت رأسها باستسلام وغمضت عيونها للنوم لعلها ترتاح من شبح حياتها!!
جواهر تناظر شعر ميساء بحسره هذا الشيء الوحيد الي بقى من جمالها ..بالرغم من اهمالها فيه إلا إنه للحين محافظ على جماله ...
ما رح تسكت أكثر من كذا رح ترتب أمور هربها من هنا .. لأنه بكل بساطه ما تتحمل فكرة فقدان أختها وتوأم  روحها !!
**
**
**
دخلت البيت بعد ما قضت وقت طويل عند ميساء ...نفسيتها بالحضيض وما لها نفس تقابل أحد !!
ناظرتهم وهم مجتمعين على سفرة العشاء ...
عبست ملامحها لما نطق منصور والأكل يطلع من فمه: الي ينقلع ما يرجع؟!
الشيء الوحيد الي تحبه بنفسها شخصيتها القويه ..بالرغم من بطش منصور الا إنها قدرت تضع بعض الحدود بينهم وما يتجاوزها ...تجاهلت كلامه وعيونها تجول بين أطفاله ...في واحد من بينهم مفقود ...ما قدرت تفهم سبب كره منصور لولده وليه يعامله بذي الوحشيه ... وكأنه ما هو من البشر ...كل هذا لأنه ما قدر يضحك على امه ويشفط فلوسها..بس هذا الطفل وش ذنبه..نطقت بغصه : وين غياث!!
نطق سعد بلامبالاة وهو يأكل: أبوي ربطه بالشجرة برا
ما قدرت تسمع باقي الكلام ..طلعت ركض للخارج وصوت ضحكات منصور توصل لها ....لما اقتربت من الشجرة أخذت نفس عميق تحاول تسيطر على شهقاتها وهي تشوف غياث بهذا المنظر!!
اقتربت وعجزت تسيطر على شهقاتها وبداخلها تردد وش هالذنب الي اقترفه هالطفل !!
بدأت تفكه وهي تحاول إنه ما يسقط على الأرض ...بعد وقت قدرت تحرره ...احتضنته وهي تمسح على رأسه ...كان ما بين واعي وفاقد للوعي ...نطقت ببكاء: غياث غياث تسمعني!!
حملته بحضنها وتوجهت مباشره لغرفتها متجاهله ضحك منصور لما مرت وهو ينطق: يا حنونه!!
قفلت الباب ووضعته على فراشها ....توجهت لخارج الغرفه تحضر مويه وبعض الأكل ....
رجعت له ومع الوقت بدأ يستعيد وعيه ...نطقت بصوت حاني: كيفك الحين !!
يناظرها بضياع وبداخله خوف وترقب يدخل أبوه بأي لحظة ويضربه !
انكمش على نفسها وبدأ يرتجف من الخوف ولسانه يردد: يضربني يضربني!!
لامت نفسها كيف سهيت عنه وما تذكرت تطمئن عليه ...نطقت وهي تمسح على رأسه: لا تخاف أنا معك ما رح يلمسك ...ما رح يلمسك!!
ختمت كلامها واحتضنته بقوة وهي تحاول تكتم نحيبها وصورة غياث وأسيل وإيليف ووليد وميساء قدام عيونها .. أشخاص كل يوم يتم تعنيفهم بدون ذنب ...ما تدري أي قلب بصدر الي حولها .... وكأنها قلوبهم من حديد أو حجاره ..ما في رحمة ولا رأفه ...
أكثر شيء يكسر خاطرها هذا اليتيم ...وش ذنبه يتحمل حقد وكره منصور لأمه.... تحس بضياعه بهذا العالم ..طفل ذكي ليه يدمره وكأنه ما هو من لحمه ودمه !!
بعد وقت تنفست بعمق لما حست بأنفاس غياث ارتاحت ...ابعدته عن حضنها ..مسحت على شعره بحنان : كيفك الحين ؟!
ناظرها بنظرات طفل مكسور ..نزل نظره وشفته تهتز تنذر بموجه بكاء جديده!!
رفعت رأسه بيدينها ..ودموعه بدأت تنساب على خده النحيل:لا تبكي انت رجال ...الرجال ما تبكي !!
مسح دموعه بيأس من توقفها .. وبتبرير نطق: أنا كنت اكتب الواجب ما سمعته لما نادى علي!!
عبست ملامحها بقهر من منصور علشان كذا يضرب الولد ...قلبها ما عاد يتحمل أوجاع زياده لما تابع كلامه من بين شهقاته: قطع كتابي الأستاذ رح يضربني لأني ما حليت الواجب!!
هزت رأسها بتفهم لحزنه ..طفل متعلق بالدراسة ويحب شيء اسمه تعليم بس مكتوب عليه يكون عند اب همجي يقتل روح التعلم بداخله ...نطقت تواسيه: لا تهتم أنا أشتري لك كتاب ...لا تهتم
نطق بخوف طفولي : بس
قاطعته : ما تثق فيني؟!
تحركت من مكانها احضرت فلوس وأعطته وبتنبيه: اخفيهم عن إخوانك ..وبالمدرسه روح عند المدير واشتري كتاب جديد بدل الي أتلفه أبوك..اتفقنا!!
ختمت كلامها بابتسامة واسعه تشجعه ومن داخلها قلبها يتمزق من شدة الألم!!
ابتسم بعيون دامعه...يباغته شعور يخنقه لما يلقى احد يهتم فيه ...ما في غيرها تحميه من بطش أبوه ..بس لما ما تكون موجوده يطلع المر من عيونه ....ما يدري ليه أبوه متزوجها ...هي واضح تكره أبوه  بقوة حتى ابوه دوم بغيابها يسبها ويشتمها ويكرهها بس ليه متزوجها ...
ناظرها وجمالها المبهر يلفت نظر الكل لها ..كيف قبلت بأبوه وهو عنده درزن عيال ؟؟
اسئلة كثيرة بعقله ما لقى لها أجوبه...كل الي يتمناه هذي الجوهرة ما تترك بيتهم ...ما ينادي عليها الا خالتي جوهرة لأنها بنظره فعلاً إنها جوهره غاليه وابوه ما يستحقها!!
**
**
**
واقفه بالحوش عند الباب  تناظر غياث يلعب مع إخوانها ...تخاف إذا راحت تلعب أمها تطلع من البيت وتتركهم ...اكتفت تناظر الاطفال من بعيد ...تعبت من الوقوف جلست على الارض وعيونها عليهم .. ابتسمت على صوت ضحكات إيليف مع غياث ..تحس بينهم انسجام كبير ...
ابتسمت لما نادى عليها وليد : تعالي
سرعان ما عبست لما نطق غياث: ما نبغى الحين تخرب اللعبة كل شوي ترجع للبيت تشوف خالتي!
مدت لسانها بغيض له ...ودخلت تتفقد أمها ... ارتاحت لما شافت أمها جالسه على الارض ومسنده رأسها للجدار ..تقدمت منها وبتردد نطقت وهي تمسح على بطنها: ماما
ميساء اليوم خلقها ضايق بزياده وما فيها حيل تقوم ...ما قدرت توصل للمطبخ وتشرب مويه ..ذبحها العطش بس جسمها اليوم خارت قوته ....نطقت برجاء: ما لي خلقك ..اطلعي برا عند إخوانك!!
اسيل جلست عندها خافت امها تبغاها تطلع علشان تهرب ..هزت رأسها بالرفض: ما ابغى ..أبغى أكل
قبل ما ترد التصقت أسيل بأمها لما دخل أبوها وهو رافع خشومه للسقف ..وصوته يتردد بالمكان من سكون الي يعم الصالة : أشوفك مسطوحه هنا !!
قومي تحركي خذي الأغراض عندي عزيمه ...ساعتين بالكثير يكون كل شيء جاهز!!
صرخ لما شافها تناظر الفراغ بروح ميته وكأنه يكلم جماد ...وين الإنسانه الي تفز أول ما تشوفه والإبتسامة تشق وجهها وهي تحاول ترضيه ..بس الحين اكيد عينها زاغت وتبغى الطلاق أكيد شافت له شوفه لكن هو الي رح يراويها إلا الخيانه ما رح يسمح لها تستغفله وبكل قوته نطق: بتقومين والا كييييييف؟!
ختم كلامه بنظرات ناريه ....بدون ما ينتبه على اسيل الي دفنت وجهها بصدر أمها من الرعب !!
ما عادت نظراته ترعبها ..قلبها مات على يدينه بنجاح ...بالرغم ما لها حيل تتحرك الا إنها قررت تقوم رحمه بذي الطفلة الصغيرة حتى ما تنرعب زيادة!!
أبعدتها بشويش عنها ..بصعوبه نهضت نفسها حتى تأخذ الأغراض ...تجاهلت كلامه وهو ينطق بقرف': الله يقطع هالوجه وكأنها عجوز على حفة قبرها!!
وضع الأغراض على الارض ..انحنت حتى تتناولهم ..سرعان ما شدها من شعرها وهو يغلي غليان من سكوتها وتجاهلها له: على وش شايفه نفسك كذا ؟!
ناظرت بالمراية ؟!
هذا لو انت بجمال جواهر وش تقولين ؟!
ايه أهلك ضحكوا علي ودبسوني فيك ..حسبي الله عليكم يوم خدعتوني وتزوجتك بدون شوفه شرعيه...يا حسافه المهر الي دفعته فيك!!
ترك شعرها بقرف بعد ما شده بقوة ...ما يدري وش فيها صايره عديمه إحساس ...حتى دمعه ما نزلت ...رح يكسرها أكثر وأكثر ..ما يدري وش رح تكون رد فعلها لما تعرف إنه الاكل الي رح تعمله على شرف زواجه ...مشتاق يشوف رد فعلها ...قرر يتركها ويطلع قبل ما يفقد اعصابه ويضربها من تجاهلها له ...ما يبغى يكسرها وعندها اكل لزوم تجهزه ...ضحك بصوت مرتفع ما يقدر يكتم فرحته لذاك المشهد ...كيف رح يكون موقفها لما تعرف إنها طبخت عشاء خطوبته!!
دخلت للمطبخ مباشره وصوت ضحكاته تتردد بإذنها ..ما تدري صاير مجنون ساعه يصارخ وفجأة يضحك ...وضعت الاغراض على الطاوله وما قدرت تحبس دموعها أكثر ....جلست على الارض ما لها قوة تعمل أي شيء ..تلمست شعرها تحسه تقطع من يده ...ما بقى شيء يشوه الا شعرها ...
انفطر قلبهالما تقدمت اسيل ونطقت ببكاء: ماما انا اساعدك!!
ميساء تعوذت من الشيطان ونطقت بصوت مبحوح: روحي إلعبي لما أجهز الأكل أناديكم!!!
رفضت تطلع وجلست على الارض تراقب امها تطبخ..تحسها بأي لحظة رح تسقط على الارض من شدة التعب !!
اسندت نفسها ميساء لما حست بعدم التوازن ...لحظات ورجعت لوضعها الطبيعي ..ناظرت صغيرتها كيف خايفه عليها ومتعلقه فيها ...لو صار لها شيء مين يواسي عيالها وبالأخص أسيل ؟!
لزوم ترتب اوراقها من جديد وتعيش حياتها عشان صغارها الي ما لهم ذنب بشيء ..لزوم تدعس على قلبها وتحاول تكون أكثر قوة ... بدأت  تشحن نفسها بالايجابية ورح تنتظر جواهر تهربها من هذا المكان ...هذا افضل حل لها ولأطفالها ....
جهزت أكل لأسيل وضعته قدامها بابتسامة حزينه بدون ما تعلق!!
ابتسمت أسيل : شكرا ماما
بدأت تأكل وبحياتها ما تذوقت ألذ من أكل أمها ..له نهكه خاصه !!
مر الوقت وهي جالسه على الارض وعيونها تتابع تحركات أمها بدقة ....
لحظات وعج المكان بصوت ضحكات إخوانها ....ابتسمت  أسيل براحه لما شافت أمها مستنده على الجدار وتناظر إخوانها بإبتسامه جميله!!
فرحتها لا توصف من زمان ما شافت ابتسامة أمها ...
تقدمت إيليف وبشقاوة نطقت: بطني يقرصني
ميساء مستنده على الجدار ومسترخيه بعد تعب تجهيز الأكل .... نطقت بخفوت : غسلي يدينك انت وأخوك وتعالوا!!
وليد بحماس قفز : يا سلام!!
ابتسمت على حركته.... ووضعت لهم أكل على الأرض ... جلست على الأرض وأسندت ظهرها للجدار وعيونها على الصغار يتناولوا الأكل والرضا واضح على ملامحهم!!
نكست رأسها باستياء ...كلما تحاول تتجاوز الي مرت فيه تفشل ....بذلت كل جهدها من البداية حتى ينجح هذا الزواج بس فشلت ما هو بيدها ...وش ذنبها إذا شكلها ما أعجبه ..وش دخلها بعاداتهم وتقاليدهم الي الرجال ما يشوف زوجته الا يوم الزواج !!
صكت على اسنانها بقوة من الغباء الي فيها ومن مراهقتها الغبية ...كانت بعمر ١٤ لما قالوا بدر خطبها ...وقتها طارت من الفرحه كان كل همها تكون عروس مثل ما تسمع من البنات وتعيش قصة حب مع شخص كل البنات يتمنونه ...بدر كان اسم على مسمى وكان سلف جواهر الصغير ...كان معروف بالديره صاحب مال وجمال واي أحد يتمنى يزوجه لابنته ...ومن كثر كلام البنات عنه تخيلته ملاك نازل من السماء ... وما أحد يقدر يوصل له ...ولما خطبها بغى يغمى عليها من الفرحه ..ما قدرت تتخيل نفسها رح تصير زوجة" بدر" ... وبدون استخاره ولا شيء مباشرة وافقت بالرغم من اعتراض أمها وحتى جواهر ما شجعتها بس ما أخذت بكلامهم ... أصلا سواء وافقت أو لا أبوها أعطاها لهم وكل التشاور الي عاشته مجرد شكلي ...لكن هي ما انجبرت عليه لأنها تبغاه من كل قلبها الي تعلق فيه ...من كثر ما سمعت عنه ....تخيلت حياة اسطوريه رح تعيش معها ..كان فارس احلامها الي ينزلها عن الفرس الأبيض...رسمت أحلام وردية كثيرة بعقلها الصغير ....وما توقعت للحظة كل هذي الأحلام رح تندثر بيوم من الايام ...ما فكرت للحظة إنها ما تنال إعجابه ...كانت صدمة وانكسار لها بيوم الزواج لما ظهر عليه صدمته وانزعاجه من شكلها ..للحين كلامه خنجر بصدرها ما قدرت تنساه وهو يردد بكل بجاحه ووقاحه" قالوا لأهلك أرمل حتى يضحكوا علي ويدبسوني فيك ... أنا شرطت وقلت ابغاها مزيونه مو جوكر ..هذا شكلك وانت بالزينة.... أنا بدر تكون زوجتي بهذا الشكل ..وربي الا تندمون واخليكم تندمون على تدليسكم "
بعد ما تركها كانت بحالة صدمة ..عقلها ما استوعب كلامه ورجح إنه مقلب أكيد مقلب ....
تنهدت بضيق من ذيك الذكرى ..وقتها صارت مشكله وكان يبغى يرجعها لأهلها لأنهم ضحكوا عليه وزوجوه ذي الجوكر ...كلامه وهو يقارن الفرق بينها وبين جواهر يذبحها ...ومع تدخلات العائلة قفلوا على الموضوع ..ومنصور جلس معه لوحدهم وبعدها سكت وتمم الزواج على مضض....
أهلها اضطروا إنه يتم الزواج حتى الناس ما تتكلم عليهم ...وما أحد فكر بقلبها إلي تحطم ...حتى هي دعست على قلبها حتى تنال رضى بدر!!

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن