البارت السابع

7.8K 260 154
                                    

فتحت عيونها بصعوبه ورجعت أغمضتهم ويتردد بإذنها صوت وضحكات غريبه على مسامعها واغلبها ما هي مفهومه....رجعت فتحت عيونها بشويش وعيونها تناظر السقف باللون الأبيض ...تمت للحظات وبصرها شاخص للسقف ...ناظرت الشباك الملاصق لسريرها ...عقدت حواجبها باستنكار ...سريرها ما هو قريب من الشباك بهذي الصورة!!
تحس عقلها مقلوب وما هي عارفه وين مكانها....لفت نفسها تناظر المكان وكل جزء من جسدها يوجعها ...عقدت حواجبها باستنكار وهي تشوف أربع شغالات جالسات على الارض ومنشغلات بالاكل والسوالف!!
أرخت راسها على الوساده لما بدأ  عقلها يسترجع الأحداث....خارت روحها لما ايقنت كل شيء صار معها حقيقه ما هو حلم ...كتمت انفاسها للحظات لما حست بموجة بكاء رح تجتاحها ...ما تبغى تبكي ...لزوم ترضى بأرض الواقع ..وتترك الاحلام على جنب لوقت خروج عماد من السجن !!
نادرت جهة الشباك واضح إنه الوقت قريب المغرب ...من لما دخلت الغرفة وضعت رأسها ونامت بعمق من كثر ما جسدها ونفسيتها منهكه!!
استوعب عقلها إنها ما صلت الظهر ...نهضت نفسها بصعوبه وهي تهمس  بالاستغفار .. كيف فاتتها صلاة الظهر ...معها وقت تلحق صلاة العصر قبل اذان المغرب ...زمت شفتها بضيق من تصرفهم ليه ما احد صحاها على الصلاة ...تعجز عن وصفهم!!
تجاهلت نظرات الشغالات الي يراقبونها بدقه ...ناظرت باب صغير بالغرفه توقعت إنه الحمام ...توجهت له وهي تمشي بشويش  وكأنها سقطت من اعلى جبل ..كل شيء بجسمها ينغزها نغزات موجعه!
بعد وقت قصير طلعت من الحمام والمويه تقطر من وجهها ويدينها ...ناظرت منشفه معلقه على الجدار ..اقتربت حتى تمسح وجهها...
حست يدها تشنجت قبل ما تلمسها لما صرخت وحده من الشغالات عليها ممنوع تستخدمها هذي لهم!!
زمت شفتها بسخرية من هذا العالم ..حتى الشر يسري بدم شغالاتهم!!
توجهت للسرير الي كانت نايمه عليه ...رفعت عباتها ونشفت وجهها ويدينها فيهم ....جمعت شعرها المبعثر ولفته على بعضه بعشوائية ...لبست الشيله ...وناظرت من الشباك الغروب ...اعتدلت بوقفتها رح تكون القبلة من هذي الجهة ...رفعت يدينها وكبرت بعد ما نوت قضاء صلاة الظهر !!
بعد وقت أنهت الصلاة وهي جالسه وتردد الاذكار بخفوت ...والهدوء يحيط فيها ..قلبها وعقلها عند امها وابوها كيف وضعهم الحين ...تثق بعمها مطلق ثقه عمياء ومتأكده رح يكون قد المسؤوليه ويسد مكانها ...ويعتني بأهلها..بس قلبها ما يرتاح الا بشوفتهم!!
مسحت دموعها الي نزلت غصب عنها ...التفتت على الشغاله وهي تؤشر لها على الاكل اذا تبغى تأكل ..مطت شفتها بسخرية ...الصحون شبه
فاضيه... كأنها تبغاها تأكل الصحن هذا شيء ثاني!!
رفعت يدها وحركتها بالاكتفاء. ...ما لها نفس بشيء!!
وزعت نظرها على الغرفة الواسعه فيها  ٤ أسره ...مطت شفتها بسخرية من تفكيرهم وكأنهم يبغون يثبتون لها انها فعلاً شغاله في بيتهم ...
تنهدت براحه وجودها هنا أفضل من مواجهة عريس الغفلة ..
رفعت نظرها  لما اقتربت منها الشغاله وبلكنه مكسره نطقت: هذا السرير لي ...
حولت نظرها للشغاله الثانيه لما اقتربت ومعها فراش وضعته على الارض: هذا لك!!
ما تنكر انها تضايقت من هالموقف وكأنهم يبغون يرسلون لها رساله " نعامل الشغاله أفضل منك"
اخذت نفس عميق تقوي نفسها ..عادي ايام ورح تعدي ...وش حلاة النوم على الأرض !!
تحركت نحو الفراش وفرشته بالارض ...تمددت على طولها ودفنت نفسها تحت الغطاء ...
ما تبغى تشوف احد ولا احد يناظرها ...تسمع همهمات الشغالات من حولها .. اغمضت عيونها تنتظر اذان المغرب وعقلها ما ترك احد من اهلها الا زاره ..ونيران الشوق تشتعل بداخلها!
**
**
**
مجتمعين بالصالة يتقهوون وللحين البيت يكسوه الحزن .. قطعت الصمت مزنه بتساؤل: سألت عن مقصوفه الرقبه ؟!
ام مهاب الي فهمت مقصدها: سألت نيرا تقول صحيت قبل المغرب قامت صلت ورجعت نامت ورفضت تأكل!!
مزنه بكره: عساها تموت من الجوع .. تظن الحين رح نركض لبابها ونرتجيها حتى تتسمم!!
بالناقص منها ومن أهلها!!
ابو مهاب نجق بتساؤل: اعطتوها فراش
ام مهاب هزت رأسها بدون ما تنطق!
هز رأسه برضا: ابغى تعرف انها ما تسوى عندنا شيء...وحياة الدلع والرفاهيه عند ابوها تنساها ... تظن الحين رح نجلسها بجناح طويل وعريض يناسب مقامها ...الارض وكثير عليها!!
وعد بتساؤل: رح تبقى على طول بذيك الغرفه
ابو مهاب زم شفته بتفكير: لا ما رح تطول ..لانها رح تكون مرافقة امي الشخصيه... ابغى بالاول تعرف قدرها وبعدها تنتقل لجناح امي !
مزنه قاطعته باعتراض: انا
نطق  يوضح لها: يا يمه طول وقتك تشتكين من الشغالات ما يفهمون عليك وما تفهمين كلامهم ...الحين جاءتك شغاله تفهم هرجتنا !
مزنه وراقت لها الفكرة: ايه ايه والله ما خطرت في بالي ...والله تعبت من الشغالات ما يفهمون علي!!
وبنفس الوقت أشربها العلقم بيديني!
أبو مهاب ابتسم: عليك نور..خذي راحتك فيها !!
سنعيها هذي المدلعه!!
ام مهاب وجود غسق ما راق لها ابدا وخاصه بعد ارتباطها بمهاب ..تبغى تسرع الوقت وتزوج مهاب حتى ما يلتفت لها نهائيا وبنفس الوقت تكسر خاطرها ..بداخلها تشتت ما تدري وش الصواب !
مزنه برضا لكلامه : انا اعرف أربيها من جديد ... الواضح انه مطلق ما  يعرف يربي عياله
مهاب بقرف: بالاول يربي نفسه
وعد بتساؤل: هو سيء
قاطعها أبو مهاب: لو ما كان سيء ..كان ما تركوه اخوانه من سنوات طويله واستقروا بالخارج ..
تخيلي حتى بالمشكلة الي وقع فيها ما رجعوا وما وقفوا معه .. اكتفوا بالفلوس أرسلوا له !
وين صارت ذي الاخ ما يوقف مع اخوه!!
مزنه بكره وحقد: الله يأخذها من عائلة وحسبي الله عليهم ...للحين فيني غصه منهم ما قدرت ابلعها!!
ام مهاب وهي تناظر ام سيف داخله ..نطقت تغير الموضوع ..كرهت المشاكل وما تبغى طول الجلسه  تكون عن غسق: البنات وين ؟!
ام سيف تقدمت بهدوء : بغرفة هاجر يذاكرون!
ابو مهاب ناظر وعد: وانت ليه جالسه .. اطلعي ذاكري!!
وعد بكسل : يبه والله ذاكرت العصر وباكر ما عندي دوام !!
ام مهاب ناظرتها بتحذير: ترى مهاب متوعد فيك بعد ما غلطت قدامه هاجر وقالت له علامتك
قاطعتها بقهر: انا هاجر ذي لو اقص لسانها ما احد يلومني ...
ام سيف بهدوء وملامح الحزن للحين ترافقها: اطلعي يا يمه وانتبهي لدراستك!!
زمت شفتها بضجر: ان شاء الله !
عدلت ملامحها بابتسامة لما اعطاها ابوها نظره توعد على اهمالها!!
مزنه بانتقاد: يا جيل اليوم لو يطلع بيدهم ما يتحركون من مكانهم وعندالسوالف تلقى الوحده فيهم مثل اذان الفيل!!
ابو مهاب باستغراب: مهاب وكيان ما شفتهم
مزنه بهدوء: مهاب رح يغيب يومين عنده مشاغل ورح يجلس عند صديقه وكيان عند عيال عمه!!
ام مهاب بضيق على ولدها ...من بعد وفاة سيف وحاله تبدل والحين مع هالزواج ما عادت تعرف ولدها ...الضيق والسكون يغلفه ...نطقت لعلها تلقى طريقه ترجع ولدها مثل ما كان: يا ابو مهاب وضع مهاب ما هو عاجبني  وخاصه من بعد هالزواج
ابو مهاب رفع حاجب: اشتكى لك شيء؟!
نطقت باختناق : ليته يشتكي على الاقل يرتاح
قاطعها  ابو مهاب بهدوء: مع الايام بينسى كل شيء...ولما يكمل دراسة الدكتوراه رح نزوجه
قاطعته: والبنت الي حطتوها بحلقنا؟!
ابو مهاب بلامبالاة: وش عليك منها ...مجرد عامله تشتغل هنا بدون راتب
نطقت بعدم رضا: وش ذنبها تعيش حياتها معلقه ؟!
ام سيف نطقت بحقد وغل: مثل ما سيف توقفت حياته لا تزوج ولا تخرج ولا شيء من احلامه حقق وهي نفس الشيء...يذوقوا الي ذقناه!!
أبو مهاب بوعيد وهو يناظر للبعيد: رح يتجرعوا العلقم ...رح اخلي مطلق يبوس رجولي حتى اسمح له يشوف زولها وما رح يقدر !!
بس انت يا ام سيف امسكي أعصابك وحركتك الاخيره أتمنى ما تنعاد ما نبغى نبتلي فيها !!
ام سيف هزت رأسها  وبداخلها وجع ما خمد: ان شاء الله احاول!!
*
**
**
**
مر يومين على تواجدها بذي الغرفه امضت وقتها بالنوم حتى تهرب من الواقع .... واحيانا تتناول وجبه الغداء مع الشغالات وتكتفي فيها ....
عبست ملامحها من وجع ظهرها بسبب نومتها على الارض ...فرشه رقيقه ما  تحمي ظهرها من قسوة الارض!!
تبغى ملابسها من لما جاءت وهي بنفس الملابس ..والمشكلة تسأل الشغالات وما احد يرد عليها ويكلمها ...ما توقعت منهم ذي القسوة يمنعوا الشغالات يكلمونها...وش يقصدون بذي الحركه!!
رفعت نظرها لما اقتربت منها الشغاله:أم مهاب تبغاك بالصالة!!
عبست ملامحها ما صدقت وترتاح منهم ...ما لها خلق تقابل أحد...عدلت الشيله وتلثمت فيها ..ما تبغى احد يشوف ضعف ملامحها وروحها الهشه!!
وقفت بهدوء وتحركت لخارج الغرفه تبحث بعيونها عن الصالة ...ما تدري وش يبغون بالبيت يكون كبير هالكثر ...كانت تشوف بيت عمها مطلق كبير بس الحين تحسه صغير جنب هذا البيت ...
وقفت بتردد لما شافت ابو مهاب وبرفقتهم شاب والحريم جالسين بالصالة ...
ملامح ابو مهاب تدب الرعب بداخلها ...يتمتع بطول فارع وجسمه مليان ..تحس نفسها بحجم النمله جنبه ...عيونه الحاده تبث الرعب بكل خليه بجسمها ...شجعت نفسها تكون واثقه من نفسها و تتجاهل اي كلام واي اساءة  تتلقاها منهم ...رح تتجاهلهم حتى تحصل على مرادها ..متأكده يبغون يذلونها ويتفزونها بكلامهم ... رح تحاول تتجاهل كل شيء وكأنها ما سمعتهم ...
اقتربت بخطوات هادئة ووقفت بدون ما ترد السلام ..عجز لسانها عن نطق السلام لانهم بنظرها ما يستحقون!!
ابو مهاب رفع حاجب بعدم رضا : وعليكم السلام!!
تابع كلامه بانتقاد: كذا رباك مطلق؟!
تحاشت تنظر له تخاف تفقد قوتها ... وبنفس الوقت لسانها يتحرك يبغى يرد عليه وتمسح فيه الارض ...المشكلة ما تثق بجرأتها ...ثبتت نفسها ما رح ترد عليه خليه يموت بقهره...الحقران يبط المصران
رفع حاجب وهو يناظرها ساكته وكأنه يكلم الجدار...نطق بأمر: تعالي سلمي علي بالنهاية تكونين زوجة ولدي!!
ختم كلامه بنبره ساخره!!
ما فاتتها نبرته الساخره ...بلعت غصتها وزواجها للحين ما قدرت تتجاوزه ...لمحته وهو ينتظرها تتقدم تسلم ...كلام ابوها يتردد بسمعها لزوم تحترم الي اكبر منها حتى لو غلطوا عليها ...مع الزمن رح يعرفوا غلطهم ويعتذروا منا بنفسهم...مع انها تستبعد يكون في قلوبهم رحمه ... تبغى تسايرهم حتى تتجنب شرهم ....
تقدمت وضعت يدها بيده الممدوده...فتحت عيونها باستنكار للحظات لما رفع يده بطريقه حتى تقبل يده ...لو كان الامر بيدها كان تفلت عليه ...
ترددت للحظات وشيء بداخلها يدفعها تسايرهم لعلهم يطلقون سراحها..بس شيء بداخلها يحذرها ترمي كرامتها بالارض ...هو يبغى يذلها بذي الطريقه ...
احتارت ما تدري كيف تتصرف ... صكت على اسنانها بقهر وعجز لما نطق وهو ينفض يدها بقرف : ما علموك أهلك تقبلين يد الكبير من باب الاحترام!!
ما تحب احد يذم تربية اهلها لها ... وبنفس الوقت ما رح تسمح له يهينها !!
نطقت بنبره هاديه: علموني أقبل يد الكبير إلي يقرب لي ...ويكون محرم لي
ضحك بسخريه من ردها: والعقد إلي بينك وبين مهاب ..مو زواج؟!
نطقت بثقه وثبات: رح ييجي يوم وينتهي ويرجع كل شيء مثل ما كان
قاطعتها مزنه بقوة: بأحلامك...رح تبقين خدامه تحت رجولنا حتى تموتين وحيده بدون أهل!!
رفعت حاجب بثقه وبداخلها ثبات ما رح تتنازل لهم : انا مو خدامه عندكم ودوبكم تقولون بيننا عقد زواج ...وش هذا التناقض؟!
انا ما تمنيت بيوم من الايام اكون هنا ...بالعكس عندي طموح واحلام ورح تتحقق بيوم من الايام مهما عملتم ما رح توقفون بوجه عزيمتي..انا اضطريت اضحي وأوافق اكون بها المكان لأجل عماد ولأجل أشخاص  عزيزه على قلبي مستعده أضحي بعمري لأجلهم...
لا تظنوا اني ميته على هذا الزواج ..ولولا الحادث الي صار ما قبلت بولدكم
قاطعتها ام سيف والشرار يطلع من عيونها:تخسين ..
احمدي ربك صبح ومساء إنك على ذمته ..تراك واقفه له مثل الشوك بالبلعوم ما هو قادر يبلعك ...ويكون بعلمك تراه كان زواج على ورق بس لما وصلتنا سمعتك السيئة ..كان لزوم نتأكد من اخلاقك..فلا تظنين انه ما قدر يقاوم جمالك...لا تغترين بنفسك وناظري حالك بالمرايه!!
استفزها الكلام وهي جالسه تطعن بشرفها ...كلامها ثقيل ما قدرت تتحمله ...يبغون يتأكدون من عذريتها وكأنها بنت شوارع ... شدت قبضة يدها ..يقهرون يقهرون ...كتمت ضيقها ونطقت بهدوء عكس النيران الي بداخلها تشتعل : لا يضر السحاب نبح الكلاب ..انا واثقه من نفسي وما يهمني كلام الأعداء!!
ام سيف فتحت عيونها بقوة باستنكار من كلامها: وربي ما احد كلب غيرك
أبو مهاب قاطعها: انتهينا يا أم سيف !!
بعدها تابع كلامه وهو يناظر غسق بتوعد : وانت احترمي الاكبر منك أفضل لك ترى ما عندي صبر اتحمل بزر مثلك!!
مزنه تناظرها بتقييم: اعطيناك  راحه يومين ...ومن بعدها ايام الدلع والنوم راحت ..الحين توقفين مع الشغالات وتساعديهم ويا ويلك لو اشكتوا منك !!
ابو مهاب رفع حاجب وهو يسالها: تعرفين تجهزين القهوة ؟!
هزت رأسها بالرفض نكايه فيه وبداخلها تردد" جعلك بالسم"
اشر على الشغاله : خذي هالرفلة وعلميها السناعه !!
قاطعته غسق بهدوء: ابغى حقيبة ملابسي؟!
كيان الي يتابع المشهد من البداية بصمت ...نطق بنبره بارده حتى يستفزها: مهاب ارجع أغراضك مع ابوك ما رضي يدخل قمامتك للبيت!!
ناظرته غسق للحظات ..الكل يحاول يستفزها ويطلعها عن طورها ..ما عملت لهم شيء ليه كذا يعاملونها ....كتمت ضيقها ورجعت تكلم ابو مهاب: اتصل بمهاب خليه يروح لبيت اهلي ويحضر اغراضي
سكتت وهي تناظر ابو مهاب يضحك بصوت عالي مع ولده كيان ...عقدت حواجبها باستنكار ما تدري ليه يضحكون!!
كيان من بين ضحكاته: اتصل الحين يبه بلاه مهاب ينسى اغراضها
ابو مهاب بعد ما انتهت موجه الضحك : وربي انك عجيبه؟!
ما ادري الي فيك هبل والا قوة والا وش بالضبط ...للحظة حسيت اني اشتغل عندك وانت تتأمرين علي !!
اتوقع قال لك كيان ما ندخل بيتنا قمامه
ام سيف بمداخله: كافي إنا دخلناك وانت اكبر قمامه احضروها من الشارع!!
صكت على اسنانها تحاول تتماسك بعد كلامهم وتجريحهم ...تبغى ملابس تبدل ما تدري اي اسلوب تتبع معهم ...
رفعت نظرها لام سيف لما تابعت كلامها: جمعنا لك الملابس الي ما يبغونها البنات وبالعادة نرميها بالحاويه ..دامك موجوده رح ابعثهم مع الشغاله!!
قاطعتها غسق بقوة  وبداخلها قهر من ذي الحرمه: أنا ما ألبس من خلف احد ولا احتاج صدقه منك ومن بناتك ...دام ولدكم تزوجني مكفول فيني بكل شيء!!
مزنه بسخريه : ايه معك الحق الحين نتصل فيه حتى يأخذك للسوق بس ما قلت لنا اي سوق ؟!
غسق ناظرتها بكره وحقد ..وبنبره مستفزه قصدتها حتى تقهرهم مثل ما قهروها : السوق الي انذبح فيه سيف ...واذا ما تعرفونه اتصلوا بعماد يعلمكم بمكانه
ختمت كلامها وسرعان ما رجعت للخلف برعب لما هجم عليها ابو مهاب مثل الاعصار...
تبغى تهرب لابعد مكان ...رجولها تيبست مب قادره تتحرك ...فتحت عيونها برعب لما انقض بيدينه على رقبتها وشد بقوة وهو يصرخ: انا اذا ما طلعت روحك بيديني ما ارتاح ....بكل وقاحة وبجاحه تتكلمين!!
مزنه نطقت برعب وهي تقترب منهم: اتركها يمه ما تستاهل توسخ يدينك فيها!!
تحس ولدها مغيب عن وعيه وما يسمع كلامها ...صرخت على كيان واقف يناظر الموقف ببرود: تحرك ابعده عنها الحين تموت!!
تقدم كيان وبصعوبه ابعد ابوه عنها ..وهي ترافس بقوة من حرارة الروح!!
ام مهاب بعد ما تركها نزلت على الارض تتفقد غسق ودموعها تنزل غصب عنها ..ما تبغى زوجها يصير قاتل ..اكبر غلط ارتكبوه لما احضروها هنا ...نطقت بفزع وهي تناظر غسق بدون حراك: ماا تتحرك
ابو مهاب ناظر غسق بحقد وهو يشوفها مرميه بدون حراك: جعلها لا تقوم!!
حمل نفسه وطلع من البيت كله!!
ام مهاب ببكاء تناظر ولدها: كيان خلينا نأخذها للمستشفى او نعمل اي شيء!!
زم شفته كيان بضيق: ما فيها شيء ..بس فقدت الوعي!!
بشروني اذا ماتت!!
ام مهاب بانفعال من كلامهم: انقلع عن وجهي ...لا حول ولا قوه الا بالله!!
توجهت لجوالها واتصلت على مهاب متجاهله ام سيف وخالتها الي يناظروا الموقف بصمت!!
نطقت اول ما فتح مهاب الخط: وينك؟!
عقد حواجبه باستنكار من نبرة صوتها الباكيه:  انا بالسوق ابغى أشتري لغسق ملابس صاير شيء؟!
نطقت بنبره باكيه: تعال يمه بسرعه ولا تتأخر!!
قفلت الخط ونادت على الشغاله تساعدها ينقلوها للغرفه  !!
ام سيف تناظر الموقف ودموعها تنزل بصمت ...وعقلها يفكر بسيف كيف كان فاقد الوعي ومستسلم بدون حول ولا قوة!!
**
**
**
مستلقيه على السرير وللحين تحس بيدين ابو مهاب على رقبتها ..للحظات حست روحها طلعت ...هذا ما هو انسان..هذا  وحش!!
ماسكه دموعها بصعوبه ما تبغى تبكي قدام ام مهاب الجالسه قريب منها ..اكيد خايفه يصير لها شيء ويتحمل زوجها المسؤوليه ...ما هو حب او عطف عليها!!
وقفت ام مهاب وطلعو من الغرفه...تنهدت براحه لما طلعت من المكان ...اعتدلت بجلستها وشعرها يضايقها ويخنقها من لما جاءت ما سرحته ولا غسلته ....
حضنت وجهها بكفيها وهي تفكر بحياتها...لزوم تحفظ لسانها وخاصه قدام هالوحش مستعد يذبحها بدم بارد ....ما تبغى تموت قبل ما تشوف اهلها وتطمئن عليها ...لزوم تمسك نفسها امها وابوها ما رح يتحملوا يشوفنها بالكفن ..... وعدت عماد تنتظره لزوم توفي بوعدها!!
تنهدت بضيق الحياة هنا صعبه وفوق طاقتها ...رح تحاول تمسك لسانها وتتجاهلهم!!
رفعت راسها لما حست بدخول أحد ...عبست ملامحها لما شافت مهاب واقف قريب منها وبيده كيس صغير ...اقترب بملامح جامده..نطق ببرود: كيف وضعك الحين!!
زمت شفتها وهي تحاول تسيطر على دموعها ...يقتلون القتيل ويمشون بجنازته!!
زم شفته بضيق وهو يشوف حالتها المعفوسه .. شعرها معفوس ...عيونها تتراقص بالدموع وواضح انها ماسكه نفسها بصعوبه .... ناظر رقبتها ومكان اصابع ابوه واضحه ...غير الخدوش الي للحين واضحه برقبتها من خالته ..تواجدها هنا رح يخسرهم الكثير...ما يضمن أهله يمسكون انفسهم عنها وخاصه مع لسانها الطويل ...اليوم لولا لطف الله كان طلعت روحها بين يدين ابوه ...ما يبغى احد من اهله يكون قاتل بسببها ...ما يستاهل مطلق واهله يلوثون يدهم !!
تنهد لما ما ردت عليه ..وبنبره هادئة نطق: يا بنت الناس اشتري روحك ...قلت لك من قبل لسانك الطويل ابلعيه ...دامك رضيت تعيشين هنا ملزومه تتحملين اي شيء تشوفينه !!
نطقت بقهر من كلامه يبغون يجردونها من المشاعر والأحاسيس: وهم ملزومين يحترمون وجودي ما اسمح لاحد  يطعن بعرضي
مط شفته بتعجب: مو حنا الي طعنا بعرضك حنا سألنا عنك والناس تكلمت عليك ...اذا انت ما صنت نفسك لا تلومين الناس!!
بهتت ملامحها من كلامه وعقلها دخل بدوامه معقول ابنة عمها عندها علاقات
طردت هالافكار مستحيل غسق تعمل كذا ...ما عمرها لاحظت عليها حركات مب زينه!!
اكيد يتبلون عليها حتى يكسروا عينها!!
مط شفته بسخرية لما شاف الصمت غلفها ..واضح انها متفاجئة ..الظاهر ما توقعت احد يكشفها منهم ...نطق يطلعها من دوامة افكارها: اسمعيني زين يا بنت الناس من الحين تقبلي وجودك هنا ...انا مو موجود هنا طول الوقت حتى امنع الاذى عنك ...اقضبي لسانك حتى تضمني سلامتك...
وانسي شيء اسمه أهلك نهائيا..واسم اخوك ما ابغى اسمعه على لسانك ابدا ..لانه وقتها رح اكون انا بوجهك ...ما ابغى اتصادم معك واتصرف بتصرفات تجرحك وتوجعك نفسياً...
ختم كلامه وناظر امه الي تطالعها بضيق...بعدها مد لها الكيس بهدوء: اشتريت لك كم قطعه ملابس...اذا احتجت أي شيء تكلميني انا ..وغير كذا ما ابغى اسمع صوتك نهائيا بهذا المكان!!
اعتدل بوقفته وحمل نفسه وغادر بدون ما يعطيها فرصه تتكلم!!
ناظرت زولهم لما طلعوا من عندها وصوتهم يوصل لمسامعها وهي تسأل فيه: مشتري لها ملابس؟!
غمضت عيونها بضيق من رده: اشتريت لها من بسطه تناسب مقامها!!
شدت على الكيس بقوة ...وبداخلها قهر منه ومن كل أهله ...ما قدرت تسيطر على دموعها .... ما تدري ليه كلهم هنا يحاولون بأقصى جهد يحسسونها بدون قيمه !!
مسحت دموعها لما رجع لها وهو ينطق بهدوء: مع الاغراض جبت لك برقع تلبسينه...ما تطلعي خارج الغرفه والا انت متغطيه!!
ما ردت عليه ولا ناظرته وهي تمسح وجهها بكم عبايتها!!
ختم كلامه وغادر والضيق جاثم على صدره لما ناظرها تبكي بضعف ... ما يبغى يتعاطف معها لأنه بكل بساطة ما يثق بشيء له صلة بذي العائلة...وخاصه بعد ما خبرته امه بالمشكلة ... وكأنها تتشمت او فرحانه بموت سيف ...ما رح يسامحهم ابدا !!
*
**
**
كان ذلك الموقف اخر موقف تلتقي فيه بمهاب وابوه وزوجة ابوه ...ما تدري اذا موجودين او لا ما لمحتهم في البيت نهائيا ...وهذا الشيء ريحها كثير ...بدأت تتأقلم على الوضع مع مرور الأيام وتحاول تتناسى الوضع الي فيه ...لانها بكل بساطه ما تبغى ترجع لأمها بالكفن ..عندها احلام ولزوم تحققهم ...وما في طريقه الا انها ترضى بأرض الواقع وتسايرهم !!
الحياة متعبه هنا من بعد صلاة الفجر ما في نوم ... طول الوقت شغل بشغل...حتى لو كان نظيف يطلبون منها تعيد تنظيفه ...
تدخل الغرفه تنام على الساعه ١٢ ...جهد وشغل فوق طاقتها ..ما هي متعودة على الشقاء والشغل ...
قطعت افكارها والتفتت للشغاله وهي تنطق بأمر: البصلة لا تحترق!!
مطت شفتها غسق ورجعت تقلب بالبصل..تحس نفسها مثل قطع البصل تتقلى على النار وما احد حاس فيها ....
اقتربت منها الشغاله :كافي
قشري البطاطا وقطعيها!!
توجهت للطاوله. ..سحبت كرسي وجلست عليه ...تحس كل شيء بجسمها يوجعها من الوقوف ...
رفعت نظرها على دخول ام مهاب وهي تكلم الشغاله وتسالها عن الأكل!!
نزلت نظرها غسق تكمل تقشير البطاطا وهي تفكر بذي العائلة ..ام مهاب كانت افضل الشخصيات معها بالرغم انها مو متقبله وجودها هنا ...بس كانت ألطف الاشخاص...اما العجوز لسانها مثل الافعى بشعبتين!!
اما البنات للحين ما احتكت باحد فيهم ولا تلتقي فيهم ..تنظف غرفهم وقت الدوام ومن بعدها يكون اغلب وقتها بالمطبخ!!
عبست ملامحها لما سمعت ام مهاب تبغى كل شيء يكون جاهز ...ابو مهاب اليوم راجع ومعه زوجته ...الظاهر كانوا مسافرين تمنت انهم ما رجعوا وجلسوا هناك ...تنهدت وقلبها طار عند امها وأبوها اكيد الحين برا مسافرين ....ما رح تقدر تتواصل معهم حتى يرجعوا من السفر!!
ام مهاب كملت تفقد الوضع وتوجهت خارج المطبخ للصالة عند خالتها ...تنهدت بضيق خايفه زوجها يفقد اعصابه ...نطقت بتردد: خالتي لو تكلمي ابو مهاب يمكن يسمع منك انه يتجاهل وجودها ...ما نبغى مشاكل ووجع راس ... ذيك المرة ربنا سلمها من بين يدينه
مزنه هزت رأسها: رح اكلمه ما ابغى اخسر ولدي بسببها!!
وبتساؤل تابعت كلامها: تشتغل معهم!
ام مهاب هزت راسها: ايه ..ان شاء الله يبقى السكون متلبسها على طول ..وما ترادد بالكلام!!
مزنه : اعتقد حركة ابو مهاب ذيك المرة أدبتها وما ظنيت تقول شيء!!
ام مهاب برجاء: اتمنى هالشيء!!
**
**
**
عدلت نقابها بعد ما وضعت آخر طبق بدون ما ما تلقي نظره على الموجودين ...بغت تطلع من صالة الاكل ..بس وقفها ابو مهاب بصوته الحاد :وقفي!!
وقفت ونبضات قلبها تتسارع ...ما تبغى أي احتكاك مع هذا المجنون ...مستعد يذبحها بدم بارد ...غمضت عيونها للحظات تشحن نفسها بطول البال ....ناظرته ونظرته الحاده ترعبها... تابع كلامه بأمر: لما نجتمع على الاكل لا تغادري الصالة حتى نكمل أكل ..يمكن احد يحتاج شيء ..وقفي هنا لوقت نكمل الغداء!!
تحس نفسها سمعت غلط ....يبغى يذلها وكأنها خدامه تحت رجولهم وتحت رحمتهم ....ما تقدر تتحمل هذي الاهانه ....بداخلها غصات عجزت تبلعهم  ...حاولت تأخذ نفس عميق ما قدرت...مخنوقه مخنوقه رح تنفجر  ...كتمت انفاسها للحظات كمحاوله  اخيره تسيطر على نفسها ... بدأت تشحن نفسها بالايجابيه وتذكر نفسها بأمها وابوها وعماد يستحقون التضحيه ...كتمت البركان الي بداخلها بصعوبه وهي واقفه بثبات وثقه تحاول بأقصى درجه تثبت له ما همها كلامه ورح تبقى ثابته ويا جبل ما يهزك ريح!!!...وزعت نظرها تلقائيا على الموجودين  وهم يتناول الاكل وهي مثل العامود واقفه قريب منهم ...تتمنى ما يتأخروا بالاكل ..ما تضمن نفسها تنفجر من وجع الاهانه الي تتجرعه كل يوم منهم ......حمدت ربها انها متغطيه حتى ما احد يشوف ملامحها الي على وشك البكاء  وخاصه لما إلتقت نظراتها بعين وعد وهي تناظرها بشماته!!
صدت عنها والتقت عينها بعين مهاب للحظات ...بداخلها حقد وكره لهذا الانسان ..هو السبب بكل شيء ..لو رفض الزواج كان الحين هي بأحضان أمها وأبوها...دمر حياتها وكل شيء جميل رسمته بخيالها..ما رح تسامحه طول حياتها!!
قطعت افكارها لما نطقت وعد بأمر: أبغى ملح
ام مهاب ناظرتها بتساؤل: ليه الملح؟!
وعد بغرور: السلطه تحتاج لملح ...تحركي بسرعه!!
ناظرتها غسق وهي ماسكه نفسها ما تنقض عليها وتعلمها كيف تكلمها بذي الطريقه ...كتمت ضيقها وتوجهت للمطبخ وهي تردد بنفسها" جعلك بالسم الي يسم بدنك"
اول ما دخلت المطبخ ناظرت الشغالات يتناولوا الاكل وما احد انتظرها ...كل شيء هنا يقهر أعطتهم ظهرها ...ومسحت دمعه وتبعتها دموعها ما قدرت تكتمها أكثر ...
اخذت نفس عميق ..مسحت وجهها وعيونها ما تبغى يكون أثر لدموعها !!
أخذت الملح وخرجت من المطبخ بخطوات هادئة!!
**
**

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن