سأبتعد

47 6 1
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظت إيف كعادتها باكراً .. تستحم .. ترتدي ملابسها وتنزل لتناول الفطور ..
شردت قليلا ..( يجب أنا أنساه، بات يرهق أفكاري، هذا كان وعدي لأمي، سأقفل قلبي للنهاية، سأدرس وأصبح أهم طبيبة هنا ، ولن تلهيني عن حلمي يا حبيبي الوسيم، سأبتعد عنك، سأبتعد! )

يجلس الجميع على طاولة الطعام يتناولون الفطور وتشارك رنا الحديث عن جولاتها ونشاطات الجمعيات .. وكل من مجد وإيف شارد بأفكاره ويمثل الاستماع لحديث السيدة رنا ويومئ لها برأسه باقتناع..
.. نظرت إيف لمجد ثم تذكرت حديث صفاء عن إغوائه .. لتتخضب خدودها من مجرد التفكير في الأمر وتدير رأسها لرنا بسرعة ..

ابتسامة شقية رسمت على ثغر مجد الذي لاحظ بطرف عينه ما جرى .. فأعاد نظره إليها يعيد ما سمع أمس في عقله !.. ويفكر.. لديها وجهٌ سبحان الخالق .. عينين بلون الزمرد .. أنف رسم باتقان، خدود ندية وفم لذيذٌ خلق للتقبيل.. رقبة مرمرية جميلة وعظام ترقوة مدهشة رسم عليها شامة تزينها تشده لتقبيلها وبقوة! ..
- ماما شو رأيك نشاط الجمعية الجاي نعملو هون بالفيلا
- احم .. الي بتشوفيه ماما .. انتي خبريني قبل بوقت لجهز أموري بس.
- لك يخليلي ابني حبيبي، صحيح نسيت خبركن .. بكرا الصبح جاي وليم .. إيف وليم بيكون ابن اختي ف أنا رح خبرو إنك بنت رفيقتي وعم تدرسي هون .. هوة من عمر مجد كانو بالمدرسة سوا
- اوك ماما رنا الي بتشوفيه ( قالتها مع ابتسامة وما زالت حمرة الخجل تزين خديها )
- والله منيح جاي وليم .. الي زمان ما شفتو .. بعد ما سافر ماعد حكينا خلاني الشغل انسا كلشي
- معناها ماما فضي حالك هالكم يوم الجاي فيهن مشان تعوض
- أكيد رح حاول
ثم يعود ويرمق إيف بنظرات أخجلتها
- ماما أنا رح اطلع جهز حالي للجمعية ، إيف حبيبتي انتبهي ع حالك وركزي بدروسك واذا احتجتي أي شي بالجامعة بتخبريني فورا
لتهديها إيف أجمل ابتسامات الشكر والامتنان وتومئ برأسها بموافقة...

- إيف ممكن تعطيني صحن المربى
تمد إيف يدها بصحن المربى لمجد الذي كان ينظر لجواله بيده، فمد اليد الأخرى بدون النظر اليها ليمسك يدها "بالخطأ!" فيقصف قلب إيف وتسحب يدها بسرعة لتسكب الشاي ويسقط صحن المرى وسط فوضى عارمة ... تقف بخجل من فعلتها .. ( سيعتبرني مراهقة سخيفة! لما لا تنشق الأرض لتبتلعني! عينيها متوسعة بصدمة تنقلها بينه وبين الصحون المكسرة )
- أنا بعتذر كتير .. م مم ما انتبهت
- بسيطة ايف ما صار شي
يقترب منها فيمسك يدها يتفحصها ( ونبض وريدها يفضحها !) وباليد الأخرى يمسك خدها وقد اقترب منها حد استنشاق شذى عطرها!
- صرلك شي احترقتي بمكان!؟
تعود للوراء وكأن كهرباء سرت بجسدها لتقول بسرعة
- لا، لا أنا منيحة بس، تت تتتأخرت عالدوام ، أنا رايحة بالاذن سيد مجد .
أخذت حقيبتها وركضت مسرعة لتغلق الباب خلفها وتختفي سريعاً، وهنا.. حرر مجد ضحكاته التي حبسها بأعجوبة ، أخذ شهيق طويل، ثم ما لبث أن لام نفسه ( هل هذه مراهقة متأخرة مجد ام ماذا، ربما من المعيب أن تتلاعب بمشاعر الفتاة المسكينة ) عند هذه النقطة شعر بسوء فعلته وقرر أن يبتعد عنها ، فهو لن يلعب بمشاعر فتاة بريئة، ولن يخون حبيبته جمان !!!
لكن!! ملمس يدها كالحرير ، وخدها الجميل!! ، عطرها الساحر كالإدمان .. ربما يود أنا يستيقظ على هذا العطر .. وينام وهو يستنشقه .. و ... حسنا مجد كفاك مراهقة وركز بعملك !!! )

عشقي السريWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu