دوَار البَحر |✓| فِيلكِس و تشَان.

الفَصلُ الخَامِس : مِهرَجَان الدّمَاء.

Vote and Comment
.
♡
.

كَانَت رُؤيَة كرِيستُوفَر يَفقَد عَقلَه مثِيرَة للسُخرِيَة. كَان يَظُنّ أن كّل كلِمَة علَيهِ هوَ. إن كُنتَ تهَامِس صدِيقَكَ بخُصُوصُ مجَلّاتكَ الإبَاحيّة ستَسمَع كرِيستُوفَر بَانغ يَصرُخ مِن بعِيد؛ هِيه أنتُمَا!! فِيمَ تتَهامَسَان، هَاه؟ خَائفَانِ لتِلكَ الدّرجَة أن يَسمَعكُمَا أحَد؟!

كَان وَاثقًا أن فرِيقَ الإدَارَة يخَطّطُ لقَتلهِ علّهُم يَأخذُون مَالًا أكثَر لأجلِ ' إنقَاذهِم السّفِينَة منَ المتَمرّدِين '، كَان يشَكّك بالجَمِيع، حتّى بجَان. لَستُ مقَرّبًا منهُ لكِنّ الغرِيبَ يَستطِيع أن يَدرِي أنّه كَان يهَلوِس.. قَد أخفَى كلّ ما يُمكِن أن يكُونَ سلَاحًا، و أغلَقَ علَى سُترَات النّجَاة، هكَذَا، لَن يَستطِيع أحَدٌ قَتلَه أو الهرُوبَ من مصِيرِه معَه.

فِي هذِه النّقطَة، الجمِيعُ كَان يحَاولُ تهدِئتهُ لكِنّ أحَد أتبَاعهِ خَالفَ التيّار؛ " كرِيس، فرِيق الإدَارَة يخَطّط لشَيءٍ مَا. " قَال بيِير حِينَ اختَلَى بكرِيستُوفَر " أرَادُوا منّي أن أنضَم لهُم، ضدّك و ضدّ الكُل. اليَوم العشرُون مِن تمُوز، قُربَ شَطّ سَامُوَا. سيَحدُث شَيءٌ مَا وَقتهَا.."

فِي نَفسِ اليَوم، كرِيستُوفَر أمرَ بمَجزَرَة رَاح ضحِيّتهَا ستّة رجَالٍ مِن فرِيق الإدَارَة.. و بيِير معَهم – بمَبدَأ، إن لَم يَكُن بيِير حرِيصًا علَى أسرَار فرِيقَ الإدَارَة، فلَن يكُونَ حرِيصًا علَى أسرَار كرِيستُوفَر –.

مكَبّرَات الصّوتِ ردّدَت مُوسِيقًى بصَوتٍ عَالٍ علّ المَجزَرَة تكُونُ ظلًا لَا يَنتَبهُ لهَا أحَدٌ. لكِن الصّرخَات و الدّم أوضَح مِن أن تُخفِيهَا نُوتَات مَا.

كَانَ بيِير أوّل الضّحَايَا، عِندَ الحمّامَات العَامَة قَد امتَزجَ دمُه بالمِيَاه السّاخنَة حَيثُ احتَضنَه كرِيستُوفَر منَ الخَلفِ و انهَال علَى صَدرِه و رقَبتهِ بالطّعنِ مرَارًا، هامسًا قبَيلَ لَفظِ بيِير لأنفَاسِه الأخِيرَة؛ " ارقُد بسَلَام، وَاشٍ وَغد ".

السّتَة البقِيّة كَانُوا تحتَ رعَايَة يُوهَان، دَانتِي وَ لُوسيَان. كَان التّخلّص مِنهُم سَهلًا، طَعنَة أو طَعنتَان ثمّ رَميُ الهَدفِ فِي المحِيط لأسمَاك القِرشِ البَيضَاء. رَغمَ أنّ أحدَهُم قَاومَ بشِدّة.. رِيس، قَد تعَرّض لطَعنَتينِ لكِنّه استَطَاع الهرَب مِن لُوسيَان، لسُوء حظّه قَابلَه دَانتِي فِي نهَايَة الرِوَاق.. لكمَه ففَقَد رِيس توَازنَه مَا جعَل رَميَه فِي أعمَاق المحِيطِ الهَادِي هيّنًا.

كَان لرِيس شقِيقٌ وجَب التخَلّص منهُ تَاليًا، فاِهتَم لُوسيَان و دَانتِي بتَثبِيتهِ علَى السّرِيرَ بعدَ اقتحَام غُرفتِه، ثمّ اعتَلَاهُ يُوهَان.. و هنَا، أعتَقدُ أنّهُم اعتَادُوا علَى قَبضِ أروَاح النّاس، إذ يُوهَان لَم يُنهِ حيَاة جُونز مبَاشرَة إنمَا استَمتَعَ بتَركِ جرُوحٍ علَى جلّ أجزَاء جسَدِه قبَيلَ طَعنِه عندَ فَخذَيهِ و ذرَاعَيهِ حتّى لَا يمتَلكَ فرصَة للهرُوبِ أو المقَاومَة.. ترَكوهُ حيًا، و تشَرّف دَانتِي بسَحبِه لمؤَخرَة السفِينَة لرَميِه للقُرُوشِ التِي وجَدتهُ وَجبَة طَازجَة.