الـبــدايـة: بَيْنَ الْمَـوجِہ وَ اَلْنُـجُـومِہ

1.2K 47 34
                                    

استيقظ مفزوعا.. يستجمع انفاسه المتناثرة.. يضع يده على قلبه الذي يكاد يخترق ضلوعه من شدة دقاته المتتابعة.. بينما تلتهمه اجنحة الظلام..

نطق بكلمات متقطعة.. بنبرة بالكاد تسمع.. وسط انفاسه الملتهبة..
" أ.. ألن توقـ..ف لـ.. ـعبك القـ..ذر... "

قهقه خلف الستار بصوت خشن احدث صدىً في المكان..
ورد بنبرة ساخرة..
" الآن حان وقت القذارة الحقيقية.. الم تطلب فرصة.. منذ شهر انقضى كنت في نفس المكان تتوسلني وتركع على ركبك بان امنحك فرصة ثانية.. لا بل ثالثة فقد استنزفت فرصتك الثانية ولم تعد ترغب بها..
لقد حان الوقت.. لقد اشتقت لافعالك المسلية لذا فخذ فرصتك.. اذهب عبر البوابة السابعة.. واحضر منقذك.. لقد اخترته بنفسي اذهب تعرف عليه واحضره قبل منتصف ليلة الجمعة.. ان فشلت فستعلق في قذارتي للأبد.. "
التهمه ظلام دامس وارتاده الم قاتل مس اطراف جسده كأنما روحه انتشلت!!
..........

فتحت عينيها ببطء.. تنظر نحو السقف..
حاولت الجلوس لكن ثقل راسها المتالم لم يسمح لها..
ساعدت نفسها بصعوبة وجلست على السرير تتلمس مؤخرة رأسها بخفة.. بينما تستوعب انها في المستشفى.. حاولت تذكر مالذي حدث لها لكنها مهما حاولت فلا تستذكر سوى صفحة بيضاء خالية من التفاصيل..

" اه مالذي حدث لي كيف وصـ.. "

صمتت للحظات لتنتبه لنبرة صوتها المتغيرة..

"يا الهي ماهذا!! اه.. صوتي.. اااا..مالذي حدث لي.. يا الهي صوتي العزيز اين انت.. ماهذا الصوت الرقيق.. ااااااااااااا"
تتحدث بسرعة وتوتر وكلما استمعت لصوتها استغربت تغيره.. ولم تجد مبررا لذلك..
قاطع صراخها دخوله مسرعا..

"مالذي حدث.. هل استيقظتي هل انت بخير؟!!"

هدأت من هلعها بعد سماع صوته.. شعرت بدفء غريب اجتاح صدرها.. مشاعر الحنين والشوق بدأت تربت على قلبها.. صوت خافت همس بداخلها..
" أبي !! "
فقد ذكرتها نبرة صوته بنبرة أبيها الفريدة.. تلك البحة الممزوجة بنبرة رجولية عميقة تتخللها زفرة خفيفة..
انه صوت ابيها.. الذي لم ولن تخطأ في تمييزه بين آلاف الأصوات.. انه صوت دفئها وحنينها.. انه الصوت الذي يذهب وحشتها ويضم جراحها.. منذ اختفاء ذلك الصوت اضحت حياتها فارغة.. ولم تعرف طعما للسعادة والطمأنينة..

انتشلت نفسها من حبل افكارها بعد ان قاربت الدموع من النزول من عينيها..

ردت بنبرة كئيبة..
"من أنت.. مالذي حدث لي كيف وصلت إلى هنا؟؟"

جحيم الأبديةWhere stories live. Discover now