"إن كان ثمة أمل بالحياة للناجين من جحيم الحرب المروعة، فإن خلاصهم لا يتوقف عند النجاة من جحيم القصف وغياهب السجون، إذ إن أثرا بالغاً سيرافقهم ويقضِ مضاجعهم، فلطالما اختزنت ذاكرتهم صور الحرب بكل مواجعها، تلك هي الصدمة أو مرحلة ما بعد الصدمة كما يسمها...
*قبل لا تبدون تقرون أي بارت شغلوا لطمية باسم الكربلائي(لاترد مات الورد).
حياتها الملائكية..🌾 الشهيدة أحلام علي حُسين العنزي من مواليد بغداد ١٩٦٢م، ترعرت في منطقة البيّاع منطقة المجاهدين، كان بيتها بيت دينٍ وعِلمٍ وجهاد، كبرت على العقيدة السليمة ومواجهة الباطل، كانت محجبة مُتدينة وسط إخوة متدينين، كان مُحيّاها يفيض بالصفاءِ الروحي، وكانت تختار الكلمة الطيبة والحانيّة دومًا.. لجأت وبمباركة أُخوتها إلى نشر الثقافة الإسلامية في أوساط بنات محلتها بإتقان، وكانت تهتم بالجانب الثقافي والإصلاحي وكانت قدوتها العلوية بنت الهدى، فكانت توزع مؤلفاتها على الفتيات، كانت كالفراشة تؤدي عملها بحماية أخوتها الدُعاة وتحت أنظارهم حتّى أصبحت من المقربات للفتيات بعد فترة تقدم لخطبتها الشهيد الداعية المُهندس عِماد، وتَم الزفاف بأجواءٍ إسلامية هادئة، كان الشهيد يشبهها، كانا يملكان نفس الهدف لذا ساعدا بعضهما على الإستمرار في طريق الجهاد، ثم رُزقا ببنت أسمياها ” آلاء “ كانت حياتهم هادئة من ناحية ومليئة بالجهاد والمقاومة من ناحية أُخرى.. * مذكرات سجينة، ج¹. #ليلة_الشهداءما قبلَ التحليق.. حتّى جاء ذلك اليوم.. وهو يوم إعتقالها وزوجها وطفلتهما، وذلك بعد إعتقال أخوتها السبعة من قِبل أمن صدام اللعين حاوطوا الأوباش الرعاع المنزل الهادئ بعد منتصف الليل، وأعتقلوهم ثم قيدوهم بالجامعة الحديدية، تعلقت الشهيدة برضيعتها ذات الثمانية أشهر فأحتضنتها بكفّيها المُقيدتين بالسلاسل، كانت مدهوشة، كيف عرفوا المنزل! أما زوجها المُقاوم فكان ثابتًا وشامخًا.. ما إن وصلوا حتى نُقلوا إلى غرفة التعذيب في الشعبة الخامسة، وأستمروا في تعذيب المجاهد بأبشع الطرق، مزقوا جسده وغيروا معالم وجهه الملائكي منذ الساعات الأولى للإعتقال، وكان صامدًا رغم كل هذا ولم يعترف! وجاءوا بأحلام وطفلته، عذبوا زوجته أمامه.. وبقيَ كذلك رغم أن صُراخ زوجته وطفلته كان يقطع قلبه ..الوداع الأبدي.. تغيرَت ملامح الشهيدة أحلام بسبب التعذيب النفسي والجسدي، وكما وصَفَت حالها والدتها التي جمعها اللقاء الأخير بإبنتها في موقف المديرية النسوي حيثُ إستلمت الوالدة المفجوعة حفيدتها: كانت تتحدث أحلام بخفوتٍ ووهن، وتصف ما صنع الأوباش بها وبزوجها ثم أخبرت والدتها بالوصية.. ” ماما، إنه الفراقُ الأبدي، والملتقي في الجنة إن شاء الله تعالى، أُوصيكم بتربيةِ طفلتي آلاء على الدّين وحُب الخير للعراق، فهي وديعتي فيكم “ إحتضنت رضيعتها للمرة الأخيرة وكانت دموعها من تتكلم، قبلتها كثيرًا وسلّمتها إلى الوالدة المفجوعة بالإثنين، حتّى إبتعدت رضيعتها عن أُمها إلى الأبد.. وحلقَ الأب ثم الأُم، رحلت أحلام وعِماد وأجتمعا في الجنة كما تعاهدا، عند إله لا يُظلم في محضرهِ أحد وتركا قطعة منهما هُنا تنتظر اللقاء.. * مُذكرات سجينة، ج¹هذا الموقف لا يُمكن وصفهُ بالكلام... ” في أحد أيام الأُسبوع الأول من إعتقال أبو آلاء وتعذيبه، أدخلوا عليه زوجته أحلام، أجلسوها عند قدميه وما إن رأته حتى صرَخت بصوتٍ مختنق من الفزع، اقتربت من رأسه كان كأنه ذبيحة ممدة على الأرض ، كان مُكبل اليَدين مصبوغٌ بالدم وقد كَسروا عظام رجليه ويديه، كان جثة هامدة تنتظر ساعة الموت، نادته صارخة ولولا زوجته وشريكة آلامه لما شعر بالذي كان جالسا عند رأسهِ، استرد إحساسه ببقايا جسمه، ماذا يقول؟! حاول فتح عينيه بصعوبةٍ بالغة، فالجراح ونزف الدم قد شمل أغلب مساحات وجهه وجسده اكتفى بتحريك بعض اصابع يده الزاحفة نحوها وأمسكَ بأناملها، كان كأنه يريد طمأنتها وأن يشدّ من عزمها ويذكرها أن الدّنيا زائلة، لا تستحق هذا البكاء والنحيب! “ . . . . . . . . . . .
. . . . . . . .
#متابعة للحساب+تصويت وتعليق بين الفقرات.
#شاركوها وي اصدقائكم.
#متابعة لحساب الانستا:
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
