¹ - °• قُيـود مُقَدَسـة •°

22 1 0
                                    

ألـفُ نَفسي بـِ قُيودٍ فرضتـها غصـبًا عـلى ذاتـي ، أترُكهـا تلتهمنـي بِبطـئ ، قـدستُها ..
فأصبحت تَحمل اللقب ، و المكـانة .. 
للأبـد ..

_____

إنتَهـت مُحاضَراتـي لِـ اليـوم ، أخـيرًا !!
إنّني حقًا مُتعبـة ، نظـرتُ لِهاتفي أتفَقدُ الساعَة

إنّها الرَابِعَةُ عَصرًا بِالفِعل

خـرجتُ مِن البَوابة الكَبيرة ، أسيرُ لِوحدي دون رِفاق يُشارِكُونني المَسير

ليس لِأنّني لا أمتلِكُ أصدِقاء ، بِالحقيقة أنا أمتلكُ الكثيرَ مِنهُم

لكِنني كُنتُ أتعمدُ الرَحِيل لِوحدي دائمًا ، كـي لا أتَعلق

فالتعَلُق أسوء مَا قد يمرُ بِه المَرءُ ، حقيقةً ..
أنا أفرِضُ على نفسي قَوانينٍ كَثيرة

أجبرتُ ذاتي على العملِ بِها و السير عَلى ماهيتها

دفعتُ باب المقهـى المُفضل لَدي ، لا أريدُ أن أعود لِـ المنزل الفَارغ الآن ، ليس قَبل ساعتين على الأقل

إتخذتُ مَقعدًا لي بِجانب النافِذة ، الكراسي المُريحة السوداء ، الطاولةُ الخَشبية ذات الشكل الدائِري ..

رقمُ الطَاولَة المَنقوشِ على نصب خشبي بِحجم كف يد طفل في العاشرة مِن عمـره 

سرحتُ في المنظَر أمامي ، الشارعُ العام الذي لا يَخلو مِن السيارات و المارة
الأشجار الكَثيفةُ تتحركُ بِفعل الرياح الشتويةِ المُنعشة بِالنسبة لِي على الأقل

تَوسّط خَدي كَفَ يَدي ، خصلاتِي السمراءُ القصيرةُ تسللت لِلجانب و شاركت الرياح الرقصَة الرومانسية

شردتُ أفكِر ..

بِلحظات مَسرُوقَةٌ مِن ماضٍ أسوَد ..
أينَ كُنت و أين صرتُ الآن ، بعد أن رمَت بِي أمواجُ الظروفِ المُتلاطِمة على شواطِئٍ من الغُربَة و اليَأس

وحِيدةٌ دون أحَد .. 

و مَع مرور الوقت .. ، ينسـاكَ الجَميع ، تُمسحُ مَلامِحكَ مِن الذاكِرة ، ينسـاكَ طَريقُ العَودة إلى المَنزل ، تنساكَ الأشّجار و الأزهارُ الموزَعة عَلى جـانِبيه .. ، تنساكَ العَصافيرُ و حَتى الفَراشات .

لا تَستغرِب حَتى إنْ نَستكَ الرمَـالُ و كـَلبُ الجِيران
بِـ بَساطـة ، أنتَ إخترتَ الرَحيل ، إخترتَ الإغتراب

لا أحدَ يُصدق أنكَ مُجبر ، لا أحدَ يُصدق أنكَ تحت ضغطٍ حَتَمَ عليكَ التَخلي ، لِـ البَـقاء على قَيدِ الحَياة ..
لِـ بناء مُستقبلِ مُشرق

 • يَغُـصُّ بِـالـغَائِبّين •Where stories live. Discover now