مُقدّمَة

69 4 5
                                    

Vote and Comment
.

.

المُحِيطُ لَا قَانُونَ بهِ، تذَكّر هذَا جيّدًا.

"بِئسًا .." تَمتَمتُ لَحظَة ارتِطَامِي بالأرضِ، و غَضَبِي دفَعَنِي للَكمِهَا مجَدّدًا و كَأنّها سبَبُ تعَاستِي. العَيشُ فِي آشفُورد لَيسَ خيَارًا بَعدَ الآن، أفقَر أحيَاء أسترَاليَا لَا ينَاسبُنِي و لَا شقِيقَتَيّ. أمِي مَاتَت حِينَ أنجَبَت أولِيفيَا و وَالدِي قَد توفّى مَرضًا قَبل أشهُر تَاركًا إيّاهمَا لِي.

لتَوّي طُرِدتُ مِن عمَلِي لهزَالَة جسَدِي و ضُعفِه و لتَوّي وجَدتُ طرِيقًا أخرَى، المُلصقُ أمَامَ عَينَيّ حقِيقِي و الأرقَامُ التِي نسَجَتهَا أصَابعِي قَد أوصَلَتنِي بشَركَة الصّيدِ فِي بُورت لِينكُولن.

.
.

" مَاذَا تَعنِيه فِيلِكس؟؟ أنتَ لَن تغَادرَ لعَامَين علَى مَتن قَاربٍ رخِيس! المحِيطُ خطِر، لِيكس.."

زمَمتُ شَفَتَيّ فذَا تمَامًا مَا توَقّعتُه كرَدّ فِعلٍ علَى قرَارِي، تنَهّدتُ قلِيلًا حِينَ شفَنتُ أولِيفيَا تَستَرقُ النظَرَ مِن بعِيدٍ.. لَا أدرِي مَا إن كَان قلِقَة علَيّ مِن المحِيطِ أو غضَبِ رَاشِيل.

" المَال جيّد. و اتّصَلتُ بعمِي، سيُقلّنَا معًا للمِينَاء، ثمّ ستغَادرَان معَه. سأغَادرُ فِي السّابعِ و العِشرِين مِن هذَا الشّهر. " حَاوَلتُ أن أبدُو صَارمًا عَكسَ عَادتِي علّها تُدرِكُ مدَى رَغبتِي بالمشَاركَة فِي هذِه الرّحلَة، لكِنّي لَم أتلقّى سوَى صَفعَة و صَرخَة " لَن أبكِي علَيكَ إن مُتَّ!" و يَا لَيتهَا فقَط تفِي بكَلمَاتهَا ذِي.

.
.

" جرِيمَة! جرِيمَة! " الكلِمَات ترَدّدَت علَى مسَامعِي، و أفَقتُ معَ بقِيّة الطّاقمِ لنَستَكشِفَ هذِه " الجَرِيمَة "، لكِن كلّ مَا وجَدنَاه هوَ الكَهلُ تشَاك، المَسؤُولُ عَن الطَبخِ للطّاقمِ فِي رِحلَة تَستَمرّ لعَامَين. اليَومُ هوَ السّادسُ و العِشرُون، و غدًا نَنطلِقُ لكِنّي بقِيتُ فِي السفِينَة حتّى أكمِل مَا علَيّ مِن تَرتِيبَات للرّحلَة هَاتهِ.

أعَدنَا تشَاك للنّوم و لَم يكُن الأمرُ سَهلًا، كَان يَرتَجفُ و كَأنّه مَحصُورٌ بَينَ ثلُوجِ آلَاسكَا. يعِيدُ كلمَة جرِيمَة أو يَهذِي بهَا. لكِن حِينَ ظنَنّا أنّه هدَأ و عُدنَا لحُجرَاتنَا، سمِعنَا شَيئًا مَا يَرتَطمُ بالميَاه؛ تشَاك رمَى نَفسُه فِي ميَاه المحِيط و لحُسنِ الحَظ لَا نزَال عِندَ المِينَاء.. كَان يدُور فِي حلَقَات فِي المَاء، يَصرُخ " جرِيمَة! جرِيمَة! " حتّى تمّ إخرَاجُه منَ المَاء و إرسَالهُ لبَيتِه.

.
.

" إذَن.. سنَتأخّر فِي الإقلَاع حتّى نجِد طَبّاخًا للطَاقَم..؟"  سألتُ و السّيجَارَة التِي رمَيتهَا علَى الأرضِ توًا دعَستُ. فقُوبِلتُ بهَمهَمةٍ و إيمَاء رَأسٍ مُوجَبة. الطّبَاخ العجُوزُ فقَد صوَابهُ، أكَان حظًا؟

لطَالَمَا كَان تشَاك سمِيثْس مَعرُوفًا بَينَ البَحّارَة، قوِيّ الإرَادَة و العَقلِ فتَمّ اختِيَارُه لرِحلَة تدُومُ عَامَينِ فِي المحِيطِ لصَلَابَة صوَابهِ و لكِنّه فَقَد قَبلَ بَدءِ الرّحلَة حَتّى.. غَالبًا كَانَ علَى الطّاقَم الاِستِمَاعُ لهُ فَالآتِي أعظَمُ. وَ بدِيلُ تشَاك قَد وصَلَ مُنتَصَف نهَار السّابعِ و العِشرِين؛ الطّبَاخُ وِيليَام؛ أوّل ولِيمَة لأسمَاكِ القِرشِ.

————————

Hello, it's been so long since I came to this platform and I'm deeply sorry for the long absence.

Now I came back with the new book " Seasick " that's based on a real story which happened in China.

I hope you enjoy this one the way you enjoyed my last two books, have a good day.

all the love, Rina.

دوَار البَحر |✓| فِيلكِس و تشَان.Where stories live. Discover now