البارت الثامن

311 14 14
                                    

وتين القلب من سلسلة كانت أنثى
البارت الثامن
لولي سامي
ضحكت بتهكم ثم نظرت للاشئ أمامها ثم قالت / اللي حصل انهم بيتصرفوا اكنهم في الابعدية بتاعتهم ....
بيجاملوا بعض على الاذية ....
موجة الادارة الجديدة تتصل بموجهه الادارة اللي كنت فيها وتسالها عن تاريخي وطبعا مبيخلاش الأمر من التوصيات واللي بالفعل بدأ من اول اسبوع نقلت فيه ....
تخيلي أن الموجهة الجديدة حاولت تعطيل حركة ترقيتي بحجة أنها مشافتش شغلي ......
مانا نسيت اقولك أن قرار النقل جه متزامن مع ميعاد الترقية ....
وطبعا علشان اترقى محتاجة امضتها والحمد لله ربنا رزقني بأولاد الحلال اللي حاولوا بشتى الطرق أنهم يمشوا الورق بعيد عنها ...
وبعدين بدأ الاضطهاد أنها تدور في كل سجلاتي وتحاول تتصيد ايةخطأ و...
لكن حاولت اني مقعش بالغلط تاني لكن مش كل الظروف بتكون ملك ايدك !!!
صممت برهة وسحبت نفسا عميقا وكأنها تجاهد ذاتها في استكمال ما تسرده لتردف مكملة / خلينا متفقين إن مفيش موظف مبيغلطش....
فلما يكون كل مهمتها أنها تتصيد الخطأ فأكيد مسيرها تلاقيه ....
_ اكيد اي حد ممكن يغلط بأي وقت بس بتفرق غلط جسيم ولا يتعدى واول مرة ولا معتادة الخطأ ..
نطقت بملاحظتي لتسخر قائلة / مش قولنا كذا مرة بيطبقوا القانون على مزاجهم ......
_ حصل ايه تاني ؟؟؟
سالتها لارى بداية تغلغل الدموع بمقلتيها قائلة / بقالي كذا بوم تعبانة شوية فصراحة كنت بشرح يادوب الدروس ومكنتش بكمل الورق ولحظي الجميل جت لي ومسكت عليا غلطة وما صدقت أنها لاقتها فضلت تزعق وتتوعد ليا وطلبت إجراء استجواب وبرغم رفض وكيل المدرسة ومديرة المدرسة والمشرفة لإجراء الاستجواب علشان شايفني شايفة شغلي وأنها تعتبر اولى اخطائي ....
إلا أنها رفضت أنها تعدي غلطة زي دي وأصرت على عمل استجواب ورفعه للشئون القانونية واتخاذ اللازم .....
وقعدت تتوعد لي بنقلي لمدرسة بعيدة بمنطقة نائية وبمستوى أقل من التجريبي وقالتلي بالنص أنا منستش اللي عملتيه بالإدارة التانية .....
توقفت عن السرد قليلا وكأنها تشعر بالاختناق ثم بدأت دموعها تنسال على وجنتيها وقالت بين نحيبها / تعبت أنا تعبت ومش عارفه اروح فين ولا اعمل ايه الظلم وحش بس حقيقي الاضطهاد اوحش ....
وانا خلاص استهلكت جسديا ونفسيا ومش هقدر احارب .....
وفي نفس الوقت أنا وجوزي محتاجين مرتبي ....
والله كنت هقعد خالص واستقيل بس هنعمل ايه بعد كدة ؟؟؟؟
دليني اتعامل معاها ازاي وهي مصرة تأذيني من غير حتى ما اعملها حاجه.....
اتعامل إزاي وهما بأيديهم كل حاجه....
السلطة والقوانين وانا مفيش في ايدي حاجه حتى حرية الرد غير مكفولة لي والا اعتبروني بتعدى على رئيسي بالعمل .....

انتهت جلستي مع مليكة لاحاول طمأنتها بالتفكير في مشكلتها ومحاولة إيجاد حل لها برغم عدم معرفتي الكاملة بالشئون القانونية بالتربية والتعليم ولكني سأحاول .....
فحقا ما تشعر به لهو محزن ومخزي أن يكون هذا هو الحال بمدارسنا وما وصلت إليه مصالحنا الحكومية لمجرد تنظيم اوراق لا تسمن ولا تغني من جوع...
اتعلم ما الفرق بين الظلم والاضطهاد
الظلم شعور مؤلم ولكن الاضطهاد أكثر إيلاما
الظلم ينتهي بانتهاء الموقف أو بنهاية الظالم ....
أما الاضطهاد فهو عبارة عن ظالم يوصي الأشد منه ظلما لتستمر المعاناة وتصبح سلسلة لا نهائية من الظلم ....
انتبهت على مروان ابني الذي خرج توا من غرفته ينادي علي ومن الواضح على ملامحه أنه كان نائما ويطالب بالطعام...
لأتذكر أنني لم اعد شيئا يأكلوه لامسك بهاتفي واطلب لهم علب كشري فالوقت قد أزف ولم يعد أمامي متسع لإحضار طعام ....
بعد ساعتين حضر مازن وقد انهيت المذاكرة مع الاولاد ليدلف مازن طالبا الطعام باسرع ما يمكن لاقف أمامه بعلبة الكشري وانا خجلة من نفسي واحاول تبرير تقصيري قائلة / معلش يا حبيبي مليكة جارتنا زارتني النهاردة وكان عندها مشكلة وقعدنا مع بعض والوقت خدني ملحقتش أعمل غدا .....
استدار الي عاقدا حاجبيه سائلا / والمفروض اصوم علشان الست مليكة زارتنا ؟؟؟
ولا المفروض عليا اعمل ايه لما افضل طول اليوم من غير اكل وارجع البيت كمان ملاقيش اكل .....
مددت يدي بعلبة الكشري قائلة / لا يا حبيبي مانا جبتلك كشري ....
هدر قائلا / يعني اليوم الوحيد اللي مجبش كشري من برة ارجع البيت الاقيكي جايباه والله حرام ...
الف شكر لك ولمليكة هانم .....
ماهو تسمعي ليها ولمشاكلها افضل من انك تعملي اكل لجوزك وأولادك .....
خليلك الكشري مش واكل.....
تركني ودلف للغرفة وانا مازلت لا أبرح مكاني ....
لا اعلم ماذا علي ان افعل ؟؟؟
هل كنت بدأت بإعداد الطعام وهي معي ؟؟
ام كنت استأذن منها وهي بهذه الحالة ؟؟؟
أم كنت اعد الغداء ولكن لم يكن مقدوري حينها أن اذاكر لأولادي ؟؟؟؟
شعرت بالضيق من ذاتي وكدت أدلف خلفه اعتذر منه ولكن لم اجد ما أقوله له ...
فجلست مكاني ومازلت ممسكة بعلبة الكشري وشرعت في التهامها وانا افكر في كلا المعضلتين مليكة ووتين !!
حتى اتسعت حدقتي فجأة واضاءت بعقلي فكرة رائعة تمنيت أن تتحقق وتسير كما خططت لها ...
فنظرت تجاه علبة الطعام الفارغة بيدي وكأنها سبب الهامي لاقبلها قائلة / شكرا يا مازن تقريبا دي اللي كان فيها السر كله ........
----------------------------
وصلت وتين لمنزل والدها بإحدى القرى وفور دلوفها من باب المنزل تسمرت مكانها وجحظت عينيها من أثر الصدمة ليستقيم والدها فاردا ذراعيه أمامها وينطق بحب وبكل ترحاب / تعالي يا وتين يا بنتي ....
تعالي يا حبة القلب ......
كل ده يحصل ليكي وانا معرفش ؟؟
ارتمت بأحضان والدها وما زالت تسأل نفسها كيف حدث هذا ؟؟
انتهى سلام والدها لتتلقفها والدتها تشدد على احتضانها فهمست وتين باذن والدتها / جه امتى وازاي ده؟؟
فاجابتها والدتها بهمس / سلمي الاول وبعدين نتكلم ....

وتين القلبDonde viven las historias. Descúbrelo ahora