الفصل الثاني: مكنون القلب!

24 5 2
                                    

استكمالًا لما حدث مع إليزا بعدما  أخبرها بمكنون قلبه..
ظلت إليزا تُفكر، ظل عالقًا بذهنها حماقة سؤاله لها، كيف له أن يفكر بها هكذا، ما هذا، هل هذه هي الصداقة بنظره، أن يختلس المشاعر، أن يتزوج امرأة ويستمتع بوقته مع أُخري، هل ظن نصّب نفسه ملكًا للأرض يشتهي بها من يشاء من النساء، وكل النساء مفتونات به!
ثم قالت بصوت مرتفع له : يالحماقة تفكيرك!
لم تتمالك مشاعرها، وبخته قائلة : انت لا تُدرك معنى الصداقة، وتظن أن النساء خواتيم أصابعك، انت لا تحترم النساء، مُتزوج من امرأة، وتُصارح الأُخري بحبك!
يالك من مُخادع.. أنا لا أرغب بك هل تفهم هذا، لستُ بحاجة إلى يوم أو عشرة لأفكر، أنا لا أكن لك أي مشاعر!!!
ثم تركته، ورحلت دون انتظار رد منه.
ثارت أعصابه، ثم قال من تظن حالها!
لم أتوقع أن تكون بهذه الحماقة، أهذا ظنها بي!
بكل الأحوال ستدفع ثمن هذا الحديث غاليًا، سأجعلها تندم يوم لا ينفع ندم!
بعد مضى 10 أعوام...
إليزا تعمل كمُحقق بقسم الشرطة، انتقلت إلى مدينة أخرى، نعم تلك الوظيفة هي ما سعت إليه فور إنتقالها إلى تلك المدينة إثر ما حدث لها بالماضي، لقد وضعت نصب عينيها هدف واحد هو الأخذ بثأرها مهما مضي الزمن، إليزا في ال 27 من عمرها، تذهب إلى عملها يوميًا، وتذهب إلى كلية الشرطة في عطلاتها لإكمال رسالتها فهي تسعى لتصبح رئيس كلية الشرطة بتلك المدينة.
تعيش إليزا يمسكن مع صديقتها إيما، إيما تدرس بكلية الطب وهي فتاة بعمر 18 عامًا، عندما قابلتها إليزا للمرة الأولى كانت إيما بعمر 13 عامًا، مُنذ تلك اللحظة التي أنقذتها إليزا بها من الموت، وهي تنظر إليها وكأنها كل ما تملك من العالم، كما أن إليزا تعتبرها بمثابة ابنة لها...
"الآن استمتع بالقوة والسلطة والمال، لا شيء سيقف بطريقي لأخذ ثأري بيدي" قالتها إليزا لانعكاسها بالمرآة...
"جل ما يمكنك أن تشعر به شعور إليزا بتلك اللحظة، هل مضت كل تلك السنوات العجاف، بكل ما حملت لها من ألم، واليوم يُمكنها أن تأخذ بثأرها، لقد دارت الدائرة مرة أُخري، وهذه المرة الكفة الغالبة لدي المظلوم لا الظالم، ولكن شعرة تفصل ما بين الحقوق والجور عليها، أدق من الشعرة ما يفصل بين استخدام ما تملك بوجه الحق أو الباطل، يُمكنك أن تُدرك بعد مضى 10 أعوام من ما حدث لها بالماضي أن تفهم ما يعنيه الصبر لترى مصرعهم أمامهم ليُشفي غليل صدرها، وتُخرج مكنون قلبها، ليهدأ من الألم الذي دام كل تلك الأعوام والآن آن له السكون".
قبل 10 أعوام من الآن..
في صباح اليوم التالي، قابلت إليزا كلًا من وليد وخالد، وسردت لهم كل ما صدر من كارم بالليلة الماضية...
صدم خالد قليلًا، ثم قال، ما هذا الذي تتحدثين عنه، يا إليزا ما هذا الهراء كيف جرأ علي قول هذا الكلام لكِ أم انه لا يدري بأنني أحبك ؟
صدمت إليزا وقالت : ماذا..!
تُحبني، ماذا يحدث لكم، أهذا عهدكم لي، لا أصدق كيف تفعلون هذا بي، أنا لا أثق بأحد، لكنني وثقت بكم، لقد صدمتني يا خالد!
تنهد وليد وقال بصوت مرتفع ماذا يحدث هنا؟ كيف تحبون إليزا رغم أنكم تدركون ما بقلبي لها!
دار بذهن إليزا التالي "صدمة أخري من صديق آخر" ثم قالت لهم : لا أتذكر متي أظهرت أو فعلت شئ يحسكم على أنني أكن مشاعر لأحدكم!
لا أريد معرفتكم بعد الآن لا أريد رؤيتكم بعد الان...
تركتهم، وذهبت إلي بيتي وأنا أريد أن أبكي كوني وثقت بهم...
تشاجر الرفاق فقال وليد : ما الذي قلته يا خالد! انت تعلم بمدي حبي لها كيف تقول هذا الكلام؟
فأجابه خالد : ماذا أعلم أنا، لا أعلم شئ، انتم كنتم تعلمون بمدي تقربي، وتعلقي بها، ماذا فعلتم بي، كيف تكنون لها المشاعر أيضًا!
أنا لست متيقن من شيء إلا أني  سوف أجعلها تندم علي رفضها لي!

جانب إليزا المُظلمWhere stories live. Discover now