سأمرض؟ انا مرضتُ منذُ اللحظه الأولى التي ماتت فيها بياترس بين يداي وحتى اليوم، غير اني لم اشفى ابدًا ولم اسعى لذلك لأن كل ما حولي يُمرضني.

"سُحقًا وما شأنُكَ بي!"
صرختُ فيه حتى آلمني رأسي وقد وددتُ لكمه، هربتُ منها سنواتٌ طويله كيف تجرؤ على جعلي اواجهها بعد هذا العُمر؟

كانَ أبي شخصًا آخر معي حتى في غضبه وقد رضيتُ اختلافه لكني لم ارغب ابدًا معرفه جانبهِ المظلم ولا تعامله مع العصابات التي كنتُ اسمعهُ يتهاتف معهم دومًا، كنتُ اعلم ان أبي ينتمي لهم واعلم كيف كوّن ثروته وشَغِلَ منصبهِ هذا لكني لم اود سماع تلك الحقيقه بهذهِ الشفافيه المُطلقه.

احتضنتُ وجهي باكيًا وقد استشعرتُ ضعفي يُغيرني كل يوم لأبشع صوره.

ادركتُ ان النفس اسوء ما حصل، فها أنا قطعتُ عمرًا كاملًا معي ولم افهم رغبات نفسي حتى الآن! متى كنتُ سعيدًا واحببتُ ذلك ومتى كنتُ مكتئبًا اودُ الموت، ما هيَ احوالي التي أُريدها!

لمَ اختزالُ الأوجاع مني باتَ مُستحيلًا في عيني !

"وصلنا"
همسَ مُجددًا وقد كنتُ اعلم منذُ عشر دقائقٍ مضت من توقف السياره، حملتُ معطفي وحقيبتي ثم نزلت ولم آبه لوجهي الباكي وعيوني المُحمرّه

لم اعُد املكُ شيئًا اتمسُكُ بهِ بعد اليوم.
واعلم وانا اقولُ تلك الجُمله بكُل كُرهي. صدري الملعون لا زال يحنُّ لأبي وأمي!
فهل هذهِ ضريبةُ العائله؟ ان لا تنجو منهم ابدًا !

فحقًا لم انجو، يسكُن الليل صدري كل يوم، واتعذّبُ في رأسي كقاتل، كتبتُ قدري ان نهايتي ستكون من عائلتي.

"مورتيمر تايهيونق"
قالَ من خلفي فتوقفت ولم أقطع الكثير من المسافه بيني وبينه، لكني قطعتُ مسافاتٍ أكبر في عقلي حينَ نطقَ اسم عائلتي ليذكرني بحقيقتنا كما لو كنتُ لا اعلم خُبثَ نواياه

"ألا تُريده؟"
لوّح لي بهاتفي الذي نسيته فعدتُ إليه لأخذه ولا اعلم كم كانت ابتسامتهُ المُرتسمه تجرشُ قلبي حتى الصميم بهذا العُمق

"مورتيمر تايهيونق"
اغمضتُ عيوني حينَ سمعتُ والتر يقول من خلفي، كان العالم مُجبرًا على ايضاح مآلي الذي لا مناصَ منه لهذهِ العائله.

"اللعنه عليكم جميعًا"
همست مكتئبًا كلما تردد اسمي بتلك الطريقه، فتحتُ عيوني انظُر لمن يقف امامي وبيدهِ هاتفي واعلم انهُ كان ينظُر لكم سجرت عيوني وكم بكت

شتاءٌ أخرسWhere stories live. Discover now