الفصل الأول : ذات مساء...

60 8 3
                                    

ذات ليلة مطيرة، تحديدًا في منتصف الليل، كانت هناك، تجول الطرقات، سائرة بهذا الحي المُظلم، لا يُضيئه سوى مصابيح الطرقات، مُغطي جسدها بالكامل بالدماء، ظهرها، ذراعيها، وجهها، قدميها، وصوتها المرتجف، تلك التنهيدة، والباحة الصوتية الجلية في أحبالها الصوتية، لقد أمضت الليلة تصرخ كثيرًا، تتوسل لأجل حياتها، الدموع، الخزي والعار، العالم بأجمعه ضدها!
كان خطأها الوحيد هو أنها كانت أجمل مما ينبغي أن يتحمله رجل!
لقد دفعت مُقدمًا لأجل حياتها القادمة، الثمن براءتها!
أحيانًا جمالك، قلبك، لطفك ولين شخصيتك، طيبتك أكثر من اللازم، وما تملك يمكنه أن يقودك إلى أبواب الجحيم البشري، عندما تُصادف الشياطين بعمر مُبكرة...
خسرت إليزا كل شيء تلك الليلة، هناك شيء واحد قد ربحته، أيقظت جانبها المُظلم، تحرر شيطانها الكامن بداخلها بتلك اللحظة مع سقوط قطرات المطر، أقسمت إن أمدها الخالق بطيلة  العمر أن تصبح كابوس أولئك الظلمة بكافة بقاع الأرض!
- - -
بعد عدة أعوام، بدأت إليزا حياتها الجديدة، ولكن...
الماضي لازال يلاحقها، لازال الألم الكامن بداخلها حيًا، كامن بشكل أعمق مما ظنت، لم تستطع الغفران، كلا لن تغفر أبدًا، بل بدأت خطتها للإنتقام، عند تلك اللحظة التي أدركت بها أنها لن تحصل من جراء كافة محاولاتها تحقيق العدالة مهما انتظرت ومضى الزمن!
- - -
في مقهي بأحد الاحياء، كانت هناك امرأه تجلس، بجانبها تلاث أصدقاء، خالد طويل القامة ذو شعر حريري أسود قاتم، ويتصف وجهه بالوسامة، وليد طويل القامة ذو شعر قصير وعيون خضراء، كارم ذو جسد عريض مفتول العضلات يتميز بلون بشرته القمحية، ولون العيون البني، وبينما اشتد الحديث بينهم حدة... قالت إليزا بصوت هادئ دعونا من هذا الحديث ولنتطرق إلي حديث آخر، فبدأت الأمور تهدأ بينهم، الجميع ينظرون إليها بإعجاب، وإلى أحدهم الآخر نظرة تحدي، من سيفوز بقلبها، إنها تلك الجميلة ذات الملامح الطفولية، وخُصلات الشعر البنية الممزوجة باللون الذهبي، لطالما كانت أجمل النساء بأعينهم، أكتسب أحدهم الجرأة وقرر أن يُخبرها بمكنون قلبه، وانتابه هذا الصمت الذي يساوره سؤال واحد هل ستقبل بي؟
بعدما طال الحديث، انتهي اليوم، ذهبت إليزا إلى مسكنها، لا تدري كيف مر هذا اليوم، ولكنه مر، ثم جاء الصباح، وذهبت لتلتقي بهم من جديد، ولكن أتي كارم أولًا، وتحدث معها، ضحك كثيرًا، ثم صدمها بقوله.
"أعلم انك مصدومة، ولكن قد وقعت بحبك، إليزا ٱغرمتُ بكِ من أول لقاء بينا، لا أريدك أن تتسرعي، سوف أتركك، واذهب سأنتظر جوابك...
دار بذهن إليزا الكثير حين قالت لذاتها" أهذا صديقي مُنذ أعوام، إنه تزوج مُنذ سنوات، كيف يفكر بأنني قد أفكر به، كيف تجرأ على سؤالي، أن انتظره، ما هذه الحماقة".

جانب إليزا المُظلمWhere stories live. Discover now