لأجل والدتي

176 18 2
                                    

إسكريبت/ لأجل والدتي .. بقلم/ سارة بركات

"النهاردة هكلم أبوكي قالها وروحي راحت ياني"
كان واقف قدام المراية بيدندن مع الأغنية اللي شغاله بسعادة وبيقفل زراير أكمام القميص وبعدها مسك الكرافتة، إنتبه لوالدته إللي بتدخل أوضته بإبتسامة وسعادة من حالته، قربت ناحيته وأخدت من إيده الكرافتة مسك إيديها ولفها حواليه بسعادة وهو بيدندن مع الأغنية وكانت سعادتها مماثلة لسعادته وبعد ثواني ثبت في مكانه بإبتسامة كبيرة وسابها تلبسه الكرافته وهي مبتسمة بسعاده مش مصدقة إن إبنها الوحيد هيخطب النهاردة، آخر صورة ليه في خيالها هي فاكراه بيها كانت وهو طفل صغير مكانتش منتبهة إنه كبر ولحد الآن مازالت شايفاه طفل صغير ... بعد ماخلصت باس إيديها الإتنين بسعادة وباس راسها وأخدها في حضنه ..
يحيى:"تسلم ايديكي يا أجمل ست الكل في الدنيا."
هند:"الله يسلمك يا حبيبي."
فضلت تبصله بحنان ومش مصدقة خلاص إنه كبر ..
يحيى:"مالك يا ماما؟"
هند بحب وهي بتمسك وشه بإيديها الاتنين:"مش مصدقة إنك كبرت يا يحيى، بقيت شاب زي القمر ليك شغلك ومركزك، ماكنتش أتوقع إن اليوم ده هييجي، هيبقى ليك شريكة حياة تانية إن شاء الله بعد فترة وهتبعد عني و...."
يحيى إبتسم بتأثر وإتكلم يقاطعها بهدوء ..
يحيى:"مين قال إني هبعد يا ماما، انتي هتفضلي معايا طبعًا وأكيد نادين مش هتمانع بده، أنا دايما بحكيلها عنك ونفسها تتعرف عليكي وماتقلقيش هي كويسه وبنت ناس وبتحبني جدا ومش هتزعلني."
هند:" أنا واثقة من إختياراتك يا حبيبي، وإنك بتختار صح دايما."
باس إيديها الاتنين وكمل بهزار ..
يحيى:"طب يلا عشان إحنا متأخرين، وهي هتتخانق معايا وأنا مش حِمل خناقات."
هند:"عينيا يا حبيبي هلبس الطرحة وإنت البس جاكت البدلة عشان ننزل."
هز راسه وهي خرجت راحت أوضتها وهو لبس جاكت البدلة ومسك موبايله وبعت رساله لحبيبته..
"النهاردة يوم جديد ومختلف في علاقتنا، نادين عايز أقولك إني بحبك وهفضل أحبك وسعيد بالخطوة إللي أنا بعملها دي لإني بحلم بيها بقالي كتير، أنا جايلك في الطريق يا حبيبتي."
حط الموبايل على تسريحته وحط برفانه وأخد نفس عميق .. كان بيحب نادين من سنتين، تبقى زميلته في الشغل وقعد فترة كبيرة على ما إعترفلها بحبه ... بعد ثواني وصلتله رسالتها فتح الرساله ..
"وانا كمان، ماتتأخرش."
إبتسامته إختفت من طريقة الرد إللي واضح إن مافيش فيها أي مشاعر بس برر إنها يمكن تكون مشغولة ده غير إنه مش حابب حاجة تعكنن مزاجه فبررلها ردها بكذا مبرر في دماغه ... رمت موبايلها على التسريحة وكملت تزيين..
؟؟:"كان يحيى صح؟".
همهمت لصاحبتها اللي قاعدة جنبها وإللي إسمها سمر..
سمر:"كان بيقولك ايه؟"
نفخت بضيق ..
نادين:"يوه منك بقا، قومي من قدامي، أنا ماصدقت قدرت أظبط شعري."
سمر بغيظ:"أنا غلطانه، انا رايحه اساعد طنط يكش البعيدة تحس إنها سايبه مامتها واقفه على رجلها من الصبح في المطبخ."
نادين تجاهلتها وكملت اللي بتعمله، أما صاحبتها خرجت من الأوضة وراحت تساعد والدة نادين .. حطت المكياج بتاعها وإللي كان صارخ وكل إللى في دماغها إنها خلاص العيون هتكون عليها وخاصة في الشغل وده بسبب إنها كسبت يحيى شخص أخلاقه كويسه مستواه المادي كويس طموح جدا مركزة عالي في شغله والناس كلها بتحبه، هتحتاج إيه تاني فيه كل المميزات إللي كل بنت بتتمناها؟ بعد ما خلصت خرجت من أوضتها وراحت للمطبخ تتطمن إن كل حاجة كويسه، إبتسمت لأصناف الأكل إللى مامتها عملتها ..
؟؟:"إيه إللي انتي حطاه في وشك ده؟؟ وإيه الفستان إللي إنتي لابساه ده؟؟ ده منظر تقابلي بيه عريسك؟؟ يقول علينا ايه؟؟ معرفناش نربي؟؟"
بصت بضيق لمامتها ..
نادين:"أنا كده، وهو قابلني على حالي ده، وأنا عجباه كده؛ فمالهاش لازمة اني أغير من شكلي واستايلي وأخدعه من أول مرة، يحيى عارفني كويس."
مامتها زعلت من الأسلوب إللي كلمتها بيه ودعتلها بالهداية وكملت إللي بتعمله بحزن من ردها، وسمر كانت مندهشة من طريقتها الوحشه في تعاملها مع مامتها قدامها!! وقالت في سرها ..
"لا حول ولا قوة إلا بالله."
.. بمرور الوقت ..
كان واقف بإبتسامة جميلة قدام شقتها ومامته مأنكجاه بسعادة .. رن جرس الباب وبعد ثواني كان الباب إتفتحله ... كان والدها إللي فتحله الباب بإبتسامة كبيرة ..
؟؟:"أهلاً يابني إتفضل."
يحيى ومامته دخلوا البيت بإبتسامة وسلموا عليه وهو رحب بيهم جدا، دخلوا وقعدوا في الصالون معاه وهو بدأ يكلمه ويدردش معاه شويه يتعرف عليه .. أما نادين كانت بتظبط الميك أب بتاعها وشعرها وإبتسمت برضا  على مظهرها قبل ما تخرج .. كانت والدة نادين واقفة بره أوضتها وماسكة صينية العصاير  إللي هتقدمها للضيوف .. وأول أما اخرجت ..
نادين:"نعم يا ماما واقفة هنا ليه؟؟"
والدتها:"خدي عني الصينية يلا وقدمي الساقع لعريسك."
تادين بقرف:"فكك يا ماما، إيه الجو البلدي إللي إنتي عايشه فيه ده؟"
والدتها بضيق من أسلوبها:"إتعودي .. دي عيشتنا وتقاليدنا ودايما بنعمل كده، عيشي عيشة أهلك بقا."
نادين كانت هتعترض قاطع إعتراضها سمر ..
سمر بهدوء:"خلاص عنك يا طنط انا هقدم العصير ماتتعبيش نفسك."
والدتها بإعتراض:"لا يا بنتي، لازم هي إللي تقدم العصير، الناس يقولوا ايه؟."
سمر:"مش هيقولوا حاجة يا طنط، بساعدك وخلاص عادي، هاتي عنك."
هزت والدة نادين رأسها بيأس وإدت الصينية لسمر إللي بصت لنادين بطرف عينيها، وبعدها مامت نادين راحت للضيوف ترحب بيهم مع جوزها ..
سمر لنادين بتأفف:"يلا ياختي قدامي، عشان عريسك أكيد مستنيكي على نار."
رفعت نادين راسها بغرور ودخلت الصالون إللي يحيى ومامته قاعدين فيه .. يحيى أول اما لمحها قام من مكانه بإبتسامة كبيرة، ولكن إبتسامته إختفت بسبب مظهرها ولكنه حاول يعدي الموضوع عشان ده يوم سعيد بالنسبالهم هما الإتنين .. هند قامت لما لقت يحيى قام ولقته بيبص على البنت إللي دخلت وإلى حد ما حست بإنزعاج من مظهرها، بس قررت إنها تطنش مظهرها ده طالما إبنها بيحبها وعايزها مش هتعارضه في قراره أبدًا ..
والد نادين إتكلم وبيبص لوالدة يحيى:"دي عروستنا نادين بنتي الوحيدة، وحبيبة قلبي إللي طلعت بيها من الدنيا دي."
نادين إبتسمت وقربت من هند عشان تسلم عليها ..
نادين:"إزيك يا طنط؟"
هند بإبتسامة هاديه وهي بتتغاضى عن مظهرها عشان خاطر يحيى:"إزيك يا عروستنا؟ عاملة ايه؟"
نادين بإبتسامة:"الحمدلله يا طنط."
بصت ليحيى بإبتسامة وهو ردلها الإبتسامة بعيون بتلمع من الفرحة ..
نادين قعدت جنب باباها وسمر دخلت ورحبت بيهم وكانت واقفة ناحية نادين وكانت لسه هتقدملهم العصاير هند قامت بتلقائية و بطِيبة  من مكانها تساعدها في تقديم العصاير إتكعبلت في طرف السجادة ووقعت على سمر إللي كانت هتقع على الأرض ووقع من إيديها صينية العصير على نادين إللي شهقت فجأة بسبب إللي حصل .. كل ده حصل في ثواني .. كانت نادين متغرقة بالعصير وفستانها وشكلها باظوا .. هند شهقت وراحت بسرعة ناحيتها ومسكت طرف حجابها بتلقائية تمسحلها هدومها بيه ..
هند بإحراج وحزن:"أنا آسفة يا حبيبتي مكنش قصدي أنا ماخدتش بالي، ماتزعليش مني أنا....."
نادين بصراخ:"إنتي متخلفة؟؟!! ايه إللي إنتي هببتيه ده؟؟؟ إنتي إزاي تعملي كده؟"
وبعدها بصت ليحيى إللي واقف في مكانه مش مستوعب إيه إللي حصل وبيحصل حواليه!!، لإن الموقف إللي قدامه حصل بسرعة وعلى غفلة ..
نادين بصوت عالي وغضب:"شايف أمك يايحيى، مستقصدة تعملها عشان مش طايقاني ومش حباني، أنا اخدت بالي وأنا بسلم عليها وسكت وعديت عشانك، لكن كده كتير أنا....."
قاطعها صوت أبوها الغاضب..
"نادين إسكتي."
نادين بغضب:"لا مش هسكت، الست دي مش عايزانا نتجوز و......."
قاطعها صوت يحيى بغضب ووقف قدامها وخلا مامته إللي دموعها بتنزل تقف وراه ..
يحيى بغضب:"ولا كلمة فاهمة، إلا أمي يا نادين، أمي مش بالشكل إللي إنتي شايفاه بيها ده أبدا، وأقسم بالله لولا إني محترم وجود أبوكي كنت عرفتك مقامك كويس عشان شتمتي أمي."
والدها إتدخل:"يابني هي ماتقصدش إهدى و أقعد كده هي....."
نادين بسخرية ليحيى وهي بتقاطع أبوها:"اه بقا ماتقول إنك إبن أمك، الحمدلله انك إتكشفت على حقيقتك من أولها أحسن كنت هتخدع فيك بعد فوات الأوان .. يا ... يا إبن أمك."
يحيى بغضب:"أيوه أنا إبن أمي فعلا، ست جميلة و محترمة وأخلاقها عالية ربتني لوحدي وخلتني البني آدم إللى واقف قدامك دلوقتي، البني آدم إللي إنتي وغيرك تتمنوه، وإللي لولا تربيتها ليا كان زماني مديت إيدي عليكي دلوقتي، لكن أنا تربيتي ماتسمحليش إني أمد إيدي على بنت، أمي ماربتنيش على كده، أيوه أنا إبن أمي، إبنها الوحيد إللى طلعت بيه من الدنيا دي كلها، أنا إبن أمي إللي ربنا سبحانه وتعالى خلا الجنه تحت رجليها وده لإن الجنة تحت أقدام الأمهات، أنا إبن أمي وإللي يحبها أحبه وإللي يكرهها أكرهه كره العمى، أمي هي حبيبتي ودنيتي إللي لو الأرض مشالتهاش أشيلها أنا على راسي طول العمر، إللي مستعد أضحي بأي حاجة عشانها، أمي إللي إنتي شتمتيها دي أحسن مني ومنك من أي حد وجزمتها فوق راس الكُل."
بص لوالدها بغضب وحاول يتكلم  بهدوء لكن كلامه كان حاد شويه ..
يحيى بإنفعال:"إتشرفت بحضرتك، لكن مافيش نصيب زي ما حضرتك شايف، أسلوب التربية مختلف شويه شكرا لحُسن الضيافة."
مسك إيد مامته وخلاها تمشي وراه وهي بتعيط  وخرجوا من الشقة.. نادين كانت مبتسمة بس إتفاجئت بقلم على وشها من أبوها ..
أبوها:"يا ينت ال*** فضحتينا قدام الناس، إمشي على أوضتك، وانتي محبوسة ومش هتخرجي من أوضتك أبدًا إلا لما تتعلمي الأدب."
بمرور الوقت ... يحيى دخل شقته هو وأمه وقفل الباب وراح لأوضته من غير مايقول كلمة واحدة وقعد على سريرة بحزن ... هند كانت واقفه بره أوضته حزينة عليه، خبطت على الباب ودخلت..
هند:"يحيى."
رفع راسه ليها لكن هي نزلت في نفس مستواه ومسكت وشه بإيديها الإتنين ..
هند:"أنا آسفة يابني على إللي حصل النهاردة ده وخلاك تزعل كده، لو عايزني أكلمها أعتذرلها هكلمها إنت عندي بالدنيا دي كلها يابني، أنا هعمل المستحيل عشانك و......."
يحيى بحزن وهو بيقاطعها:"انتي بتقولي إيه يا ماما؟؟ تعتذريلها ليه؟؟؟"
هند:"عشان إللي حصل ده ياحبيبي، أنا مكنش قصدي إن ده يحصل وتزعل كده."
يحيى بإبتسامة حزينة:"لو فاكرة إني زعلان عشانها؛ فلأ ده مش صح ، أنا زعلان عشان كنت أعمى كل الفترة دي، ويوم أما تظهر على حقيقتها تبقي إنتي الضحية، الإنسانة إللي عمري ما أقبل إن أي حاجة تمسها .. انا زعلان عشانك يا أمى.. زعلان إن أنا السبب في اللي حصلك النهاردة، زعلان إنها اهانتك، وزعلان كمان إني معرفتش أمد إيدي عليها لإنك ربتيني تربية حسنة."
أخدته في حضنها ..
هند بحزن:"لا ابدًا يا حبيبي ماينفعش تزعل،  ده إنت تحمد ربنا إنها ظهرت على حقيقتها بدري، كله خير يا حبيبي، ربنا يهديها ويصلح حالها، لكن انت يابني ماتلومش نفسك على إللي حصل النهاردة ده."
يحيى بحزن:"إزاي ملومش نفسى يا أمي،  إزاي؟؟ هفضل أحلم باليوم ده كإنه كابوس، وهفضل زعلان على الموقف إللي أنا حطيتك فيه ده طول عمري."
هند:"ماتقولش كده يابني، أنا هنسى كل ده يا حبيبي، مش عايزة أي حاجة تأثر عليك ركز في حياتك ومستقبلك وربنا يعوضك خير."
فضل ساكت وبيبصلها حزن وبعدها إتنهد وباس إيديها الإتنين وإتكلم بهدوء ..
يحيى:"حاضر يا ماما، انتي بس سامحيني على إللى حصل النهاردة."
هند بإبتسامة حنونه وهي بتطبطب على كتفه:"مسامحاك يا حبيبي وراضية عنك دايما."
مرت الأيام والشهور ويحيى بيحاول ينسى كل إللي حصل وكل اللي بيعمله إنه بيركز في مستقبله وبيحاول يتعايش ..
إسكريبت/ لأجل والدتي .. بقلم/ سارة بركات
وفي يوم من الأيام .. كانت هند واقفة في المطبخ بتحضر الغداء ويحيى شغال على اللاب توب بتاعه ومركز في شغله بس خرج من تركيزة على صوت جرس الباب .. قام من مكانه وفتح الباب وإتفاجئ ببنت محجبة واقفة قدامه بإبتسامة محرجة وجنبها على الأرض شنطة كبيرة .. شنطة سفر .. عقد حواجبه و حس إنه شاف البنت دي قبل كده بس فين؟؟ مش فاكر ..
؟؟:"خالتي هند هنا؟"
يحيى بصلها بإستفسار من سؤالها "خالتي!" ..
يحيى بعدم فهم:"اه موجودة، أقولها مين معلش؟"
البنت بصتله بإستغراب من عدم معرفته بيها بس ردت ..
؟؟ بإستغراب وإحراج:"أنا سندس."
يحيى:"تمام لحظة."
راح المطبخ وبدأ يكلم مامته ..
هند بإستفسار وإنشغال:"مين يا حبيبي اللي رن الجرس؟"
يحيى بلامبالاة:"دي واحدة إسمها سندس عايزاكي بره، والمُضحك كمان إنها بتقول عنك خالتي."
ضحك ضحكة خفيفة وهو بيبصلها لكن هند ملامحها إتغيرت بذهول ..
هند بذهول:"إنت ازاي نسيت سندس؟ الله يسامحك يابني، عديني."
سابت إللي في إيديها وخرجت من المطبخ وإتفاجأت بيها واقفة عند الباب ..
هند بصوت مسموع:"إخص عليك يا يحيى، سايب بنت خالتك واقفه بره على الباب وماتدخلهاش."
بصت لسندس وأخدتها في حضنها ..
هند بإشتياق:"حبيبتي يا نور عيني حمدالله على سلامتك، تعالي يا حبيبتي، ادخلي نورتيني يا قلب خالتك."
وجهت كلامها ليحيى ..
هند بأمر:"شيل الشنطة دي وحطها في أوضتي، عشان سندس هتنام جنبي."
كل ده ويحيى واقف مستغرب إللي بيحصل، وبيسأل نفسه مين دي؟؟ وهل دي بنت خالته فعلا؟؟ بس أنهي واحدة فيهم؟؟ مش فاكر بجد.. هو بيود خالاته وبيصل الرحِم لكنه مايعرفش حاجة عن بناتهم من صُغره، لإنه دلوقتي بقا شاب وإنشغل في حياته وهما في بلد تانية غير بلدهم الحالية .. شال الشنطة وحطها في أوضة مامته وبعدها خرج ..
هند بسعادة ليحيى:"تعالي يا حبيبي، واضح إنك نسيت سندس، بس أنا هفكرك بيها .. فاكر بنت خالتك سمية إللي كنت بتضرب العيال عشانها في الشارع لما كنا بنروح البلد؟"
يحيى حس بإحراج من مجرد الذكرى دي وسندس هي كمان كانت محرجة .. بس يحيى إتكلم بينه وبين نفسه بإستفسار..
يحيى:"يعني دي البنت إللي كنت بحب الضفاير بتاعتها؟"
هند بإبتسامة من ملامحه:"شكلك إفتكرت، أهي دي بقا سندس، نسيت أقولك إنها هتقعد عندنا فترة عشان جالها شغل هنا في القاهرة."
سندس إتدخلت بإحراج:"ماما إتفقت مع حضرتك على أسبوع لحد ما ألاقي سكن مغتربات إن شاء الله."
هند بضيق وهي بتبصلها:"سكن إزاي وانا موجودة هنا، البيت هنا هو بيتك، وانا هعتبر نفسي ماسمعتش منك ولا من مامتك حاجة، بلاش جنان يابنت سمية، وإنتي إزاي ماتقوليش إنك جايه النهاردة؟؟ كنت عملتلك أكله حلوة يا حبيبتي تسندك بعد طريق السفر الطويل إللي كنتي فيه ده."
سندس بتبرير:"ياخالتو الموضوع جه فجأة وبعدين يا حبيبتي أي أكل من إيدك حلو."
هند بتنهيدة:"طب يلا قومي غيري هدومك دي عشان خلاص الغداء قرب يخلص."
سندس كانت لسه هتتكلم هند قامت من مكانها وسابتها وراحت المطبخ .. لكن يحيى كان واقف قدامها بإبتسامة محرجة ..
يحيى:"نورتي."
سندس بإبتسامة محرجة:"شكرا لحضرتك يا أبيه."
يحيى لوهلة إتعجب من الكلمة دي، بس بعدها إفتكر إنها كانت دايما بتقوله كده... حاول يفتح كلام معاها ..
يحيى بإستفسار:"إنتي بقا خريجة إيه؟"
سندس:"كلية تجارة، وجالي شغل هنا .. محاسبة."
يحيى بإستغراب:"هو مش المفروض في شركات في بلدكم؟ أنا آسف ماقصدش أرخم وبتمنى ماتفهمنيش غلط،  بس غريبة إيه اللي يخليكي تيجي القاهرة وتسيبي بلدك؟ وخاصة إنك بنت؟ ليه البهدلة والغربة؟، طب إللي أعرفه إن الرجالة هي إللي بتتغرب في القاهرة من قرى وبلدان مجاورة وأحيانا بتبقى الغربة كمان بره مصر، بس ليه تتغربي؟"
سندس بإبتسامة وتفهم لسؤاله:"في شغل في بلدي بس المرتبات تعبانة هناك عن هنا طبعا؛ وحتى لو قبلت بالمرتب فأنا هفضل محلك سر مس هتطور ولا هتعلم حاجة جديدة، فحبيت أكافح وأسافر واشتغل وأعتمد على نفسي، لإني بزهق من قعدة من البيت."
إبتسم لإصرارها الواضح...
يحيى بإستفسار:"رايحه إنترفيو بقا ولا إتعينتي خلاص؟"
سندس:"لا إتعينت خلاص، هبدأ من بكرة إن شاء الله."
يحيى:"غريبة .. طب ليه ماجيتيش هنا وقت الانترفيو؟"
سندس:"كنت باجي صد رد."
هز راسه بتفهم ...
سندس بحمحمة:"ممكن أعرف أوضة خالتي فين؟"
شاورلها على الأوضة وهي دخلتها .. مر اليوم بجو عائلي لطيف محبب بالنسبة لهند إللى مبسوطة بوجود بنت أختها معاهم، لكن يحيى كان محرج وسندس كمان كانت محرجة لإنهم أول مرة يتقابلوا بعد ما كبروا .. في اليوم التالي .. كان يحيى بيجهز نفسه عشان ينزل للشغل وبالفعل خرج من أوضته وهو شايل شنطته ولسه هيفتح الباب مامته وقفته ..
هند:"معلش يا يحيى خد سندس في طريقك يا حبيبي، عشان ماتتبهدلش في المواصلات."
يحيى كان لسه هيتكلم ..
سندس بإعتراض وهي بتخرج من الأوضة:" لا أبدا يا خالتي، هروح لوحدي، روح انت شغلك يا أبيه."
يحيى بإبتسامة هاديه:"طالما أمي حبيبتي قالتلي خد سندس معاك؛ فأنا هوصلك، إنتي عايزاها تزعل مني ورزقي يقف ولا ايه؟؟"
هند بتدخل:"بعد الشر عليك ياحبيبي، ربنا يرزقك كل خير ويوقف في طريقك أولاد الحلال."
يحيى بإبتسامة:"آمين .. يلا ننزل يا سندس؟"
هزت رأسها وهي وشالت شنطتها وخرجت معاه من الشقة ..
نزلوا تحت وركب عربيته وكانت محتارة تركب فين؟؟ حست انها هتبقى قلة زوق منها لو ركبت ورا وهو قدام كإنه السواق بتاعها .. حركة وحشه خالص .. وفي نفس الوقت شايفه إنها ماينفعش تركب جنبه.!
يحيى بإستفسار:"في حاجة ياسندس؟"
بصتله من الشباك وهي واقفه ..
سندس:"ممكن أروح أنا طيب لوحدي؟ مش عايزة أتعب حضرتك معايا."
يحيى بزهق وهو بيشاور على الكرسي إللي جنبه:"إركبي يا سندس، الله يهديكي."
هزت راسها وقعدت بإحراج جنبه ويحيى بدأ يتحرك .. فضلوا على الحال ده أيام .. يحيى يوصلها للشغل ولما يخلص شغله بيعدي عليها يروحوا سوا بأمر من مامته طبعا .. وطبعا عشان الطريق مايبقاش ممل كانوا دايما بيتكلموا في أي حاجة زي مثلا يومك مشي إزاي؟ عملت/ي ايه النهاردة؟ .. وفي يوم من الأيام .. يحيى كان راجع من الشغل وهي جنبه في العربية وباصة للشباك .. يحيى ركز معاها للحظة وتخيل ان حجابها إللي بيطير من فعل تيار الهواء ده هو شعرها إللي مش عارف شكله لحد دلوقتي او مش فاكر شكله وعايز يشوفه عشان يفتكره .. فاق وإستوعب تفكيره ده وإستغفر ربنا في سره وبص قدامه .. بس إستغرب سكوتها ده ..
يحيى بإستفسار:"إنتي كويسه؟"
سندس إنتبهت على يحيى اللي بيكلمها وبصتله بإستفسار ..
سندس:"نعم يا أبيه؟ بتناديني؟"
يحيى بتكرار:"انتي كويسه؟"
سندس:"اه الحمدلله، بس في حاجة عايزة أستشير خالتي فيها ومحتارة."
يحيى بإستفسار:"إيه هي؟"
سندس بتنهيدة:"انا لقيت سكن وعايزة أمشي، *كملت بإحراج* عشان ماينفعش أفضل كتير عندكم، أنا عارفة إني اتكلمت مع خالتي كذا مرة في الموضوع ده وهي رفضته، بس أنا بجد متضايقة و عايزة أمشي."
يحيى بإستفسار وتعجب:"ليه تمشي؟؟ إحنا ضايقناكي في حاجة؟!"
سندس:"ماقصدش يا أبيه، بس قصدي يعني .... قصدي."
كانت مكسوفة من الكلام اللي عايزة تقوله ..
يحيى بإستفسار:"قصدك إيه؟"
بصت قدامها بخجل وإتكلمت بصوت متحشرج:"مكسوفة من وجود حضرتك، متعودتش إني أقعد مع شاب في بيت واحد، شاب غريب عني .. قصدي يعني مش من محارمي .. قصدي...."
سكتت ومعرفتش ترد تقول ايه ووشها إحمر ..
يحيى إبتسم بس خبى إبتسامته وإتكلم بهدوء..
يحيى بتفهم:"مافيش حاجة تتكسفي منها من ناحيتي، وحتى لو الموضوع ده مضايقك وحازز في نفسيتك أوي هنشوفله حل بعدين، لكن دلوقتي أنا آسف مافيش مرواح لسكن."
نفخت بضيق وبصت قدامها وهو ضحك على رد فعلها ده .. وبعد دقايق حبت تتكلم وزهقت من السكوت ..
سندس:"بقولك يا أبيه."
يحيى بإبتسامة:"أخيرا نطقتي وأنا اللي فاكرك هتفضلي مقموصة مني لحد ما نوصل."
سندس:"خلاص هو موضوع اتناقشنا فيه وخلص."
يحيى:"تمام .. في حاجة عايزة تكلميني فيها، إيه هي بقا؟"
سندس:" اه في فضول جوايا ناحية حاجة عايزة أعرفها، لان خالتي متكلمتش عنها بالتفصيل، حكت الموضوع من بره كده."
يحيى بضحك:"وانتي جايه تسأليني انا على الموضوع ده؟؟ انا مالي ومال حكاوي مامتي بس."
سندس بحمحمة:" ما هو الموضوع يخصك يا أبيه."
يحيى بتعجب:"يخصني؟! طب إسألي طيب."
سندس:"خالتي كانت حكتلي قبل كده إنك كنت خاطب او كنت هتخطب وماحصلش نصيب مش متذكرة أوي، ممكن أعرف إيه التفاصيل لو مش هيضايقك أصلي بحب القصص دي أوي."
يحيى إبتسم وإتكلم بهدوء:"مافيش تفاصيل، كانت زميلة قديمه ليا في الشغل، إتشديتلها وحبيتها وروحت إتقدمتلها......."
حكالها تفاصيل القصة  ..
سندس بإستفسار:"وبعدين؟ طب هي فين دلوقتي؟"
يحيى بعدم إهتمام:"معرفش، من بعدها هي سابت الشغل ولا أعرف عنها اي حاجة."
سندس بتلقائية:"طب هي كانت حلوة؟"
يحيى بصلها في اللحظة دي وبيحاول يفتكر ملامح نادين لكنه نسيها وكل إللي شايفه ملامح سندس ..
يحيى:"مش فاكر."
فاق وإنتبه من سرحانه وبص قدامه ..
سندس بإبتسامة:"اللي مالهوش خير في أهله،  مالهوش خير في حد."
يحيى بإبتسامة وهو مركز في طريقة:"ده أكيد،  ربنا يهديها ويصلح حالها."
سكتت شويه وحبت برده تفتح في الكلام ..
سندس:"بس يا أبيه هي إزاي تقولك إنك إبن أمك؟ آسفة على اللفظ يعني، الطبيعي أصلا انك تختار مامتك في وقت زي ده."
يحيى بإستفسار:"هو ليه الاعتراض على الكلمة نفسها؟؟ كلنا أولاد أهالينا المشكلة فين؟؟ ليه الناس واخداها شتيمة؟؟"
كانت هتتكلم وتوضح قصدها ..
يحيى وهو بيقاطعها:" فاهم وعارف تقصدي إيه، بس المفروض المسمى يختلف، طبيعي أنا واحد شايف أمى بتتهان قدامي من واحدة مايربطنيش بيها أي حاجة، اه حبيتها وإتمنيتها تكون حلالي في يوم من الأيام لكن لما هي تخطت حدودها مع أمي وقفتها عند حدها."
سندس بإستفسار:" أفهم من كده إن لو لا قدر الله في يوم من الأيام حصل مشكلة بين مامتك و زوجتك ومثلا الاتنين غلطانين هتنصر مامتك على زوجتك؟؟"،
يحيى بإعتراض:" مش بالمبدأ ده أو بتفكيرك ده أبدا، أنا إتعلمت من غلطي، إتعلمت إني لازم أعرف الإنسانه اللي هتجوزها الأول كويس جدا طباعها وحياتها وتفكيرها ما أخليش الحب يعمي عيوني عن الحقيقة وخلاص، وبناءا عليه مش هيكون في مشاكل لاني عارف طبع والدتي كويس، مافيش أطيب منها، لكن لو هي شديدة كنت هرتبط بواحدة تعرف تتعامل معاها والأمورتبقى سلسة وهادية بينهم، كل حاجة بتعتمد على الإختيار ووضوح كل حاجة من بداية العلاقة وهي إللي بإيديها تختار."
بصتله بعدم فهم ....
يحيى بتوضيح:"إللي هتجوزها لازم تكون عارفة والدتي كويس وهي عارفاها، وتبقى عارفة يعني إيه بر الوالدين، مش مجرد اما تلاقي واحد بيبر أهله تقول ده بتاع أهله، ولو ياستي حصل مشكله بينهم هوصل لحل بينهم ونتكلم بالعقل وهراضي الاتنين، لكن مش هاجي على واحدة عشان خاطر التانية دي والدتي ودي مراتي كل واحدة ليها مكانة عندي، عشان كده بقولك المفروض المسمى يختلف، بدل إبن أمه يبقى المسمى عديم الشخصية أو وأي لفظ يدل عليه يعني."
هزت راسها بتفهم وعاجبها طريقة تفكيره جدا وهو صح في كلامه ...
مرت الأيام على الحال ده .. يحيى وسندس بيتقربوا من بعض وبيتعرفوا على بعض أكتر ومامته طبعا شايفه ده وبتدعيله إن ربنا يعوضه خير ... وفي يوم .. كانت سندس قاعدة متوترة  بعد ما قفلت مع مامتها اللي كانت بتتطمن عليها وبتفكر هي ليه مقالتش لمامتها؟؟ ..  إنتبهت على خالتها وهي بتناديلها ..
هند:"سندس، سرحانه في إيه يا حبيبتي؟ بناديلك من بدري؟ خير في حاجة مضايقاكي؟"
سندس بإبتسامة هادية:"مافيش يا خالتي، في موضوع كده شاغلني."
يحيى كان معدي من جنبهم وماسك فنجان القهوة إللي خلصه ورايح بيه ناحية المطبخ، بس منتبهوش ليه ..
هند بإستفسار:"في إيه مالك؟"
سندس بتنهيدة وإرتباك:"زميلي في الشغل عايز يتقدملي ومحتارة أوافق ولا...."
قطع كلامها صوت الفنجان إللي وقع في الأرض إنتبهوا الإتنين لوجود يحيى إللي الفنجان وقع منه وإتكسر ونزل عشان يلمه من على الأرض .. سندس شهقت ونزلت معاه على الارض عشان تساعده ..
سندس:"على مهلك يا أبيه."
لكن هند إبتسمت من إللي حصل ده .. كانت بتلم  معاه القزاز بتوتر ..
يحيى:"ماحصلش حاجة يا سندس، أنا هلمهم، إرتاحي إنتي."
مسك ايديها بهدوء وبتلقائية وأخد القزاز منها وقام من مكانه من غير مايتكلم وراح للمطبخ .. لكن سندس كانت محتارة وإللى خلاها تحتار وتندهش أكتر إنه مسك ايديها عشان ياخد القزاز منها من غير ماتنتبه ..  قامت من مكانها ورجعت قعدت جنب خالتها بهدوء وكانت بتحس بخجل كل أما بتفتكر إنه مسك إيديها، وكل ده بيحصل وهي ناسية إن خالتها جنبها .. يحيى قعد في أوضته بعد الموقف ده ومحتار هل القرار إللي بيفكر فيه ده صح ولا غلط؟؟ محتاج يفكر ويوزن الأمور كويس .. سندس كانت سرحانه في الموقف إللي حصل ده بس فاقت على صوت خالتها ..
هند بإستفسار وإبتسامة:"ها يا حبيبتي كنا بنقول إيه؟"
سندس بإرتباك وهي بتبصلها:"كنا بنتكلم عن زميلي إللي في الشغل إنه محتاج يتقدملي، ومحتارة أقول إيه لماما؟ أو أفتح معاها الموضوع إزاي؟"
هند بإبتسامة:"صليتي إستخارة الأول؟"
سندي:"لسه بصراحة."
هند:"طيب عايزاكي تصلي إستخارة الأول ولو الأمور تمام هبقىى أفتح أنا الموضوع مع مامتك بنفسي."
سندس:"تمام يا خالتي."
في اليوم التالي:
يحيى كان واقف قدام أوضة مامته وبيفكر كتير قبل مايعمل الخطوة دي .. لحد ما قرر.. خبط بهدوء على الباب، وإنتظرها ترد ..
سندس من ورا الباب:"إدخلي يا خالتي."
يحيى بحمحمة:"ده أنا يا سندس، ممكن تطلعي بره ونتكلم في الصالة شويه؟"
سندس بإرتباك:"حاضر يا أبيه، لحظة."
لبست طرحتها وفتحت الباب وخرجت لقته قاعد في الصالة وراحت قعدت قدامه بإرتباك ..
سندس:"إتفضل يا أبيه حضرتك، كنت عايزني في إيه؟"
يحيى أخد نفس عميق وبدأ يتكلم..
يحيى:"إمبارح سمعتك بالصدفة إنتي وماما كنتي بتحكيلها عن زميل ليكي متقدملك."
سندس:"اه فعلا ده حصل، وبعدين؟"
يحيى بلهفة:"عملتي إيه؟ أقصد قررتي إيه؟"
سندس بتنهيدة:"النهاردة في الشغل رديت عليه وقولتله اني صليت إستخاره وكل شى قسمة ونصيب وخلاص الموضوع خلص يا أبيه."
يحيى إبتسم بإرتياح ...
سندس بإستفسار:"ليه في حاجة يا أبيه؟"
يحيى:" اه في، هو انتي طيب لو إتقدملك حد تعرفيه كويس أوي، هتوافقي عليه؟"
سندس بإستغراب:"مين ده إللي أعرفه كويس وعايز يتقدملي؟؟ إيه هي درجة المعرفة دي؟"
يحيى بإقتراح:"إنكم قاعدين تحت سقف واحد، مثلا."
هند كانت واقفه في المطبخ وسمعاهم وهي مبتسمة وبتدعي من قلبها إن ربنا يحقق إللي بتتمناه وهو إن إبنها يكون سعيد ...
سندس بشهقة وهي بتقوم من مكانها:"أعوذ بالله إيه إللي إنت بتقوله ده يا أبيه؟!! أنا أعيش مع وا....."
يحيى بضيق وهو بيقاطعها:"بس بقا، إنتي بتفكري ازاي؟، بقولك واحد قاعدة معاه تحت سقف واحد هيكون مين يعني؟"
شاور على  السقف اللي فوقه ..
يحيى بضيق:"ده إيه؟"
سندس:"ده سقف."
يحيى:"يبقى أنا قصدي إيه؟؟"
سندس بتفكير:"قاعدة معاه تحت واحد."
بصت للسقف فوقها وبعدها بصت على يحيى وعلى نفسها وبصت حواليها بتدور على حد غيرهم بس مافيش ...  وهنا إستوعبت هو يقصد إيه.. رجعت قعدت بهدوء وإرتباك وبصت للأرض بإحراج ووشها إحمر من الكسوف ..
يحيى بإبتسامة:"ها قولتي إيه؟"
سندس بتوتر:"لازم اكلم ماما أقولها."
يحيى بإبتسامة:"وانا أكيد هكلم مامتي وأقولها، بس أنا يهمني رأيك إنتي الأول؟ إنتي موافقة؟"
سندس هزت راسها بخجل .. وهنا هند خرجت من المطبخ وزغرطت .. سندس إرتبكت أكتر وإتكسفت من خالتها إللي اخدتها في حضنها وفرحانه بيها كإنها نجحت في الثانوية العامة مثلا .. أما يحيى كان بيبص لسندس وبيفتكر الحاجات إللي شدته ليها .. إللي منهم أدبها ..  أخلاقها .. وأكيد طبعا انه حبها بس السبب الأساسي حبها لمامته إللى شايف إنه مش هيلاقيه بره أبدا.. سندس بصتله بطرف عينيها وهو إبتسملها وحرك شفايفه..
يحيى:"بحبك."
إتكسفت أكتر ودخلت في حضن هند بتستخبى منه بسبب خجلها.
"لأجلكي يا أمي.. تركتُ مايُسعدُ قلبي، وإقتربت مما يُريحني ويجعل قلبي مطمئِن."
تمت بحمد الله.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إسكريبتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن