الفصل التاسع

35 3 2
                                    

(( الفصل التاسع ))

رغم أن ملامحه ظلت هادئة إلا أن الخوف كان يتملكه ولم يكن يدرى مما يخاف أكثر، أنه بعيد عن والدته وقد لا يتمكن من رؤيتها مرة أخرى او أنه مع هؤلاء الرجال الذين لا يعرفون معنى للرحمة.

كان يتحاشى البقاء معهم ويبتعد قدر المستطاع لكن ذلك لم يمنع دوغلاس من جره معهم في أعمالهم حتي إن كان دوره ثانوياً.

شحب وجهه من الذعر وهو يرى المجزرة التي حدثت أمامه، الدماء والصراخ والنيران التي تلتهم كل شيء والأسواء استمتاع رجال العصابة بما يفعلونه من قتل ونهب لم يستطع أن يمنع نفسه من التسأل عن ماذا يكون هؤلاء...؟! حتي الوحوش لا تتمتع بهذه القسوة.

لم يستطع فعل شيء أو مساعدة أحد وبالكاد جر قدميه لاتباع أفراد العصابة حين غادروا تلك القرية البائسة لأحدى البلدات القريبة لتستقر العصابة في نزل صغير في الضواحي.

ما إن انشغل دوغلاس ورجاله بالاحتفال بالغنيمة التي كسبوها حتى تسلل روبن هارباً من إحدى نوافذ الطابق الثاني فقد تأكد ان أولئك الرجال ثملون ولا يعون شيء مما يجري حولهم ولن يدركوا اختفائه قبل صباح الغد على الأقل... كان يجري بين الازقة والشوارع، لقد كان يريد الهرب والعودة إلى والدته لكنه سريعاً ما توقف ولم يستطع أن يتقدم فقد كان يدرك الحالة اليائسة التي هما فيها، لا أمل لهما بالهرب من العصابة ودوغلاس لديه سلطة كبيرة والعديد من الرجال تحت إمرته ولن يكون ايجادهما صعب عليه وهذه المرة سيقتلهما.

عقله لا يستطيع إيجاد حل لهذه المشكلة وقد لا يستطيع العودة للعيش مع والدته مرة أخرى، رغم الغصة التي في حلقه إلا أنه حاول مواساة نفسه أن هذا هو الأفضل لأجل والدته فكم مرة تعرضت للضرب على أيدي العصابة لأجله... كان يسير بخطى بطيئة كأنه يحمل هموم العالم أجمع بعد المجزرة التي شهد عليها دون أن يستطيع فعل شيء وأيضاً بعد ما توصل اليه من التفكير أحس أن حياته لم يعد فيها أي آمل... أخرج تنهيدة عميقه قبل أن يرفع رأسه ليجد أن عدداً قليلاً من المتاجر لاتزال مفتوحة في الشارع الذي يسير فيه وما أن انتبه لمكتب البريد حتي لمعت فكرة في رأسه.

أسرع لشراء بعض الأوراق ومغلف وبعض طوابع البريد بالنقود القليلة التي كان يملكها، ما أن وضع القلم على الورقة حتي خيل إليه طيف والدته وابتسامتها لتتجمع الدموع في عينه ليبدأ بكتابة الأمور الفظيعة التي راها ومخاوفه قبل أن ينتبه لدموعه التي بللت الورقة.

توقف عن الكتابة وقد أدرك فداحت ما يفعله وأنه سيقتل والدته من شدة القلق إن قرأت ما كتبه...؟! أسرع بكتابة رسالة جديدة وكرر جملة أنه بخير أكثر من خمس مرات وختم الرسالة وهو يرجوا أن تراسله ايضاً فلا معني لحياته من دونها.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 20 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

اللص و المشعوذ Where stories live. Discover now