اللص و المشعوذ

الفصل السادس

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

___

((الفصل السادس))

تردد صدى خطوات فرانز وهو ينزل درجاً طويلاً تحت الأرض، لم يمحو ظلمة الطريق سوى وهج المصباح الذي يحمله، كان فرانز يشعر بالقشعريرة والرهبة كلما نزل لهذا المكان الغامض فهو أحد الاسرار التي تركها سيد التنانين الاول ... تنهد ما إن وصل لنهاية الدرج ليقابله طريق طويل بدأ بالسير فيه، تدريجاً بدأ الظلام يختفي حالما بدأت الجدران تتحول للون الاخضر المشع وانتهي الطريق بزنزانة غريبة.

وسط الزنزانة كان يقبع كريس وهو ساكن بشكل غريب ... تنهد فرانز براحة حين وجد أن تأثير حجارة الزنزانة قد بدأت في تبديد طاقة الظلام والشر التي كانت بداخل كريس منذ استعماله لكنوز الشر فالحجارة الغريبة التي صنعت منها هذه الزنزانة قادرة على مقاومة قوي الظلام حتى ان كان مصدرها كنوز الشر ولو لها لما استطاع كريس منع كنوز الشر من السيطرة عليه طول الخمس عشر سنة الماضية رغم جهود كريس المدهشة، فرانز نفسه يعترف لا يمكنه التفكير في اي أحد اخر يملك قوة العزيمة والثبات النفسي ليمنع سيطرة كنوز الشر عليه.

تبادل الاثنان النظرات ليسود الصمت بينهما ليكون فرانز اول من يكسر هذا الصمت: - لقد مضت ثلاث اسابيع منذ غادرت اركيديا وقد اتيت الآن الي هالين فاين كنت طول هذا الوقت...؟!

- لا شأن لك بي لا اظن انه على اخبارك بتفاصيل حياتي.

- انا قلق عليك.

قاطعه كريس وهو يتمتم بسخرية: - بل قلق على خططك فجميع من حولك بنظرك هم دمي تخدم مصالحك، انهم حمقي لا يدركون انه يتم التلاعب بهم كالدمي.

رفع فرانز حاجبيه بدهشة: - أترى ان هذا هو ما أفعله...؟!

رمقه كريس ببرود فهو اكثر من يعرف كيفية سير الامور وهذا العجوز اللعين ليس بالطيبة التي يدعيها وللحقيقة لا وجود لشيء كهذا حين تحكم مملكة كهالين فالقوى يأكل الضعيف وان حاول الكثيرون تطبيق العدالة إلا ان حتى سلطة الملك نفسه مقيدة فالشعب تطلعاته ويجب اضعاف سلطة النبلاء دون معادتهم رغم انهم يتصارعون لتوسيع نفوذهم بشتى الطرق، في هذا العالم الجميع يسعى لأجل مصالحهم، وسط هذه البيئة اللعينة ولد كريس وعاش محاولاً النجاة من كل تلك الفوضى، منتظراً الفرصة التي سيغير بها حياته وطريقة سير الامور ليصير هو المتحكم الوحيد في حياته وان عنى ذلك تلطيخ يديه بالدماء وخيانة عائلته وقبيلته وكل ما يؤمنون به علي حد قولهم ولا سبيل لذلك سوى بالقوة وفرض رايه ولو عني التخلص من اقرب الناس اليه وتخيب امالهم.