الفصل الثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

صمت فارس كثيرًا وهو يري إصرارها علي المضي قدما في افناء شبابها في تربية أطفاله والوفاء لذكري زوجها الراحل فقال بعد تفكير:
طيب يا ليلي انت كده بترفضي مساعدتي، يمكن ربنا حرمني من أن أعيش حياة طبيعية، وكنت انت فرصتي لكن مدام مصره تغلقي حياتك عليا رد لجميلي معاكي من اتاحت الوقت لحزنك علي جوزك وشفاء نفسك من الوجع علي فراقه
يبقي انا بنسحب والافضل تواجهي حزنك وتعيشي مع الإنسان اللي هيقدر يكسر الحزن. ده بحبه ليكي
ولادولادك، سامحيني يا ليلي،
كفاية الدنيا ظلمتني اعيش محروم لكن مش هقبل اظلمك واعيشك الحرمان من الحياة اللي تستاهليها
بزوج يحبك لنفسك وتكون ليه شريكة بجد

تركها وأولها ظهر ليغاظر المكتب فنادته بوجل:
يوه يا فارس حرام عليك والله والله، ما تضحيه بس مش هقدر اكون فيرحضن راجل بعد حسام
لكن لو وعدي ليك السبيل بانك تنقذني من قدري مع حامد اللي شكله هيبقي نصيبي في الاخر
انا موافقة، بس ده هيفضل سرنا واوعي تفكر تفرض عليا نطلق واتجوزه بعد سنه او اتنين
سيبني براحتي اختار الوقت اللي احس فيه فعلا أن اقدر اكون في حضن راجل تاني واديله حقوقه واخلف منه لاني واثقه حامد مش هيكتفي بطفل هيبقي عايز اربعه زي حسام ويمكن خمسه علشان ياكد لنفسه أنه ليه فيا أكثر من أي حد

ضحك فارس بالم علي صديقه حامد الذي بسبب عشقه الجامح وغروره كرجل خسر فرصه ارتباطه بمعشوقته خوفًا من رغبته بها وعدم تقديره لحزنه ورد علي ليلي بتهكم:
ياه انا كده فهمت بتهربي من جوازك من حامد ليه مشكوره ليه لكن خوف من حياتك معاه اللي هتكون غيره وحب امتلاك، عموما انا هساعدك نخلصه من رغبته في امتلاكك، وبالمره نعطيكي فرصه لحزنك والاستعداد لحياتك القادمه معاه
كده اتفقنا وبإذن الله بعد ما تولدي هاخدك معايا مصر وهقدم ليكي علشان تكملي تعليمك حلم حسام
بانك تتخرجي من الكلية وتكون قدوة لاولادك

ابتسمت ليلي سعيدة بترتيب الأمور مع فارس التي أتت علي هواها كي تعيش وفيه اكبر فترة ممكنه لذكري زوجها الحبيب الراحل
*************
مرت الايام وعاد فارس الي القاهرة لأداء امتحان نصف العام وعاد بعدها مره اخري إلي الصعيد ، كي يكون بجوار ليلي عن الوضع كم وعدها
وأثناء مكوثه في الصعيد حاول مرارًا وتكرارًا الصلح حامد الذي كان ينظر إليه كند وعدو لها، بعدما حرمه والثاني مره من معشوقته
فبأءت كل محاولاته بالفشل لعودة الوئام بينهم أو الحرص علي صلة الرحم التي تربطه دون الصداقه والعشرة التي تبخرت ادراج الرياح
لكن رغم ذلك ما ان سمع بأن ليلي اتاها مخاض هرع الي المستشفي كي يفرح بأولاد أخيه الراحل
كان وقتها فارس يبكي وفاة أحد طفلاها التي سنت بعد ذلك علا وينعي صديقه فيها، فاكرمه الله ورد فيها الروح من جديد بتولد حياتها علي يده
كل ذلك امام نظر حامد الذي أيقن بأن فارس سيكون خير اب لأبناء أخيه وسند لزوجته فاطمئن قلبه وانسحب بهدوء متمنيًا لهم حياة سعيدة
رغم حزنه وقلبه الذي انكسر واغلق علي الم للابد

رواية( ابنتي اختارت لي زوجًا) للكاتبة/ سلمي سمير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن