راقبت اقترابهما حتى انتبه احد منهما علي وبوضوح شاهدته يكز كتف رفيقه يشير علي ليصبح الاثنان يحدقان بي حتى استقر كلاهما واقفان امامي ، ادرك تماما انهما لم يتعرفان علي فحتى لو كنت الملك لن يفعلوا

"تبدو غريبا ولست من قريتنا" نطق احدهما بعد مدة وكانت نبرته رقيقة وبنيته صغيرة بالمقارنة بمن بجانبه ، اكتفيت بالايماء له دون تفسير

"من اي قرية انت؟" عاود الفتى طرح سؤال لي وقبل ان اجيب وبخه رفيقه بغتة

"هاجون انه لا يعرفنا ، لا تزعجه ولنذهب" لم انبس بحرف حتى

"دويونغ هيونغ لم نزعجه..نحن نتعرف عليه فحسب" تذمر المدعو بهاجون ليعتذر دويونغ لي ويسحب صديقه ويرحلان الى احدى زوايا النهر من اجل الصيد

اشحت بصري عنهما وحدقت بزرقة النهر بشرود ..ما التالي جونغكوك؟

كيف سوف اتعايش وادبر امور حياتي بوضع جديد كهذا..؟

لم يخرجني من زوبعة افكاري الكثيفة سوى تلك القطرة التي سقطت على ارنبة انفي ورفعت نظري للسماء ارى تكدس بعض الغيوم ، هل ستمطر؟

جفلت فور استعابي واستقمت اركض ..علي العودة وحماية شعلة النار قبل ان يخمدها المطر ، بالكاد احتمل برودة الطقس فماذا لو اضحيت مبتلا ودون نار تدفىء جسدي!

بعد مدة من الركض وصلت حيث الشعلة وتنفست الصعداء فلم تنطفى بعد ، شرعت في البحث عن اي شيء قد يسعادني في حمايتها من الخمود ولاحظت انني استخدمت كل ما قابلني في اشعالها صباحا اي علي البحث ابعد من هنا حيث هذا الشارع ..

كدت ان اخطو خارج هذا الزقاق لولا اساقط قطرات المطر بغتة واستدرت بسرعة وشاهدت انطفاء الشعلة الصغيرة رويدايدا رويدا..

جثوت على ركبتاي بوهن وتعب..هذا صعب ، ما اعيشه و يحصل معي صعب ومرهق بشدة

كلما حاولت التشبث بالحياة اسقط واتمزق داخليا اكثر ..

شعرت ببلل يغمرني جسدي ، ثيابي وخصلات شعري كذلك..يالا السخرية حقا !

رفعت وجهي للسماء واستشعرت بتلك القطرات الغزيرة ترتطم بجلد بشرتي وجفناي المغمضان ، انك حضن قاسي ايها المطر..

علي البقاء صلبا وواثقا من اجل روح والدتي الراحلة بتلك الطريقة البشعة والمؤلمة لي ولها..

"ايها الغريب عن قريتنا!" عقدت حاجباي للذلك الصوت المألوف لي ورغم ذلك قررت تجاهله..بت اهذي كثيرا بالفعل

شعرت بغرة شعري تلتسق بجبيني اثر المطر وظل وجهي يواجه السماء استشعر دموعها على جلدي..

"هاجون ايها الاحمق..لقد بحثت عنك ، انها تمطر دعنا نعود للمنزل" صوت غريب اتى صارخا هذه المرة ..انه حقيقي ولست اهذي كما ظننت!

بهدوء ادرت وجهي ناحية الصوت وفتحت سوداويتاي..شعرت بخصلاتي السوداء تغطي جبيني وبداية عيناي ايضا

حركت بصري ببطىء وكان ذلك الفتى هاجون الذي قابلته قرب النهر مسبقا يقف امامي محدقا بي ولاحظت اليد التي على كتفه لاحرك مقلتاي وتسقط على الفتى بجانبه

لم يكن من قابلته برفقة هاجون..كان مختلف.

حطت سوداويتاي بعيناه ذات اللون المختلف ، كانت بندقية لامعة ربما؟

تجاهلت وجودهما تماما وعدت احدق في السماء بعيون مفتوحة هذه المرة..

"دعنا نساعده هيونغ" اردف هاجون لاحدق ناحيته كدت صده لولا من بجانبه الذي حدق برماد شعلة النار ، عظيم انني ابدو كالمتشرد..

"هل تحتاج مساعدة؟" نبس ذلك الفتى بعد ان شابك عيناه بخاصتي مجددا ، كنت على وشك الرفض ولكني شعرت بلساني يثقل كحال انفاسي..مالذي يحدث معي؟

شعرت بخيوط سوداء تغلف عيناي وسمعت صرخة هاجون ذاك ، بدت بعيدة ..بعدها عم الصمت ولم اشعر بشيء

لا شيء حرفيا..

،،

شعور بلثقل يداهمني حتى انني لا استطيع رفع جفناي بسهولة ورغم ذلك استطعت فتح عيناي بشكل طفيف واعدت اغلاقهما على الفور فالرؤية مشوشة بقسوة

"هيونغ لقد استيقظ" لفت انتباهي هذا الصوت..مهلا انه هاجون صحيح؟

للتو استشعر قطعة القماش الباردة على جبيني وبطانية ثقيلة على جسدي كذلك شعرت بطراوة ما استلقي عليه ..لست بذلك الزقاق حقا؟ ، هل اغمى علي؟ واين انا!

"هاجون قم بجلب قدح من الماء بينما احاول خفض حرارته" بوضوح استطعت سماع كلام ذلك الفتى..اعتقد انه يقصدني ، ربما لذلك السبب لم استطع تحريك جسدي رغم استعادتي للوعي..

"خذ انه الماء" كان ذلك هاجون..حاولت تحريك لساني والتحدث ولم استطع لذى همهمت اجذب انتباه احدهما وقد نجحت فهاهو ذلك الفتى يقترب مني واشعر بقربه من وجهي

"هل انت بخير؟" همس بسؤاله وشعرت بحرارة انفاسه ترتطم بوجنتي اليسرى..اكتفيت بالهمهمة اجيبه وشعرته يبتعد

"انت بمنزلنا ، لقد اغمى عليك قبل ستة ساعات" سمعت هاجون وهمهمت بالتفهم فها انا استوعب مكاني وماحدث لي..

مر الوقت ببطىء شديد حتى شعرتني اغط في نوما عميق مجددا..

________
يتبع..

'طول البارتات حسب الاحداث'

...

.

.

كبريت I TKWhere stories live. Discover now