الجزء الثالث | مخيم الجليل |

58 1 0
                                    

لنعُد في الاحداث الى تموز ٢٠١٨
لم يحصل الكثير حينها ، لكن ما حَصل منذ خمس سنوات كان لهُ تأثير الفراشة بعد سنينٍ خمس

تخرجت و حصلت على أجازة العمل و خضتُ أختبار النقابة و بات إسمي على لائحة الفيزيائين الخريجين
حسناً
الآن من أين أُحصِل الخِبرة ! او العمل حتى
لأوضح لكم شيئاً في قريتي لا يوجد مستوصف حتى
قرية تسكنها عائلتنا و آل برو وجزءٌ من عشيرة زين الدين فقط
مسجد واحد ، الكثير من المزارع والاراضي المحروثة الخصبة

سهل البقاع معروفٌ و سكان البقاع معروفين بالتجارة و الزراعة لا خيار أخر

بدأت رحلة البحث عن عمل

حسناً لا استطيع العمل خارج المدينة نفسها أخر حدودي نهاية المحافظة لا اكثر

لا عمل !!!

كنت وصديقتي خريجة طب الاسنان جنى
صديقة الطفولة والشباب و العجز ان شاء الله
معالجة فيزيائية و طبيبة أسنان ولا نجد عمل
مرحبا بكم في لبنان !!

جنى :"صباح الخير ست بدور شو اليوم كمان بدنا نلف كعب داير لنلاقي شغل ، لو معنا شهادة بريفيت كنا لقينا شغل اسرع "

رددت عليها :" بريفيت ونشتغل رقاصات احلى شي "

انفجرنا ضحكاً على حظينا

ركبت معي جنى السيارة وانطلقنا نقدم سيرتنا الذاتية للمراكِز الصحية و سماسِرة العَمل

عند أحد السماسِرة

رجل كبير في السن متجعد الوجه ذو شنبٍ كثيف قال لنا متسائٍلاً

" صبايا ، عندكم مشكلة تشتغلوا بالمخيم ؟ "

نظرنا انا وجنى لبعضِنا البعض و قلنا بصوت واحد
" المخَيم !! "

رد الرجل :" اي نعم مخيم الجليل في عيادة فاتحة من فترة و كل فترة بيترك الموظفين عندي خبر انه بحاجة موظفين "

جنى:" ليش بحاجة عطول ؟ طيب ليش بيتغيروا يعني "
الرجل :" لان الشغل بالمخيم صعب بين ناس مش ناسك و عاداتهم غير و تفكيرهم غير "

تدخلت أنا بسرعة :" عم ، ممكن تتصِل فيهم تخبرهم انه في صبيتين بدن يقدموا على الشغل "

الرجل متجاهِلاً نظرات جنى المستغربة اتصل من الهاتف الارضي القديم جداً
كان هاتِف دولاب !
ثوانٍ ونطق

" دكتور خالد الله يصبحك بأنوار النبي ، كيفك ان شاء الله بخير ، عندي خبر الك لقيتلك التايهة "

سمعت همهمت الصوت من أُذن الهاتِف ثم قال السمسار

" اي ، والله دكتورتين مش عارف رح ابعتلك هني "

انهى اتصاله ، وقال لنا

" يا بنات بتوصلوا عمدخل المخيم جنب حاجز الجيش في عسكري هونيك اسمه حمد اسألوا عنه وقولوه يوصلكن على عيادة دكتور خالد الجعبري وهوي منتظركن "

حَياةُ فاطِمة Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu