مُثَلَّث الشَيْطان

43 8 2
                                    







-مُفسد-

بأيدي ترتجف أُمسك ورقه بيضاء كانت موضوعه جانباً
*انتَشر السَواد بي ، تَمَكّن مني*
لأجثو على ركبتاي

... 








أربعةُ جُدران بيضاء اللون قَامِتةً
سرير أبيض كئيب يتجلاه الحزن ، بعض الدماء هنا و هناك  قد
أفسدت الأرضيه البيضاء
فراغ دَامِسُ كَئيب مصحوب ب بعض الموسيقى ..
جثه ملقيه على الأرض قد نفقت بسبب الثقب البليغ في العنق
بحركه سريعه، كأنها ممسوسه بروح قاتل مخضرم

يقف كلانا بملابس مليئه بالدماء
ونحدق ببعضنا البعض والقلم المليئ بالدماء مرمي بجانب الجثه
أَجَل ، هُنا حَيثُ أنتمي..

"اللعنه!"
صرخ رجل يرتدي معطف الأطباء بغضب عند دخوله للغرفه
وخلفه العديد من الممرضين وهم يحدقون بصدمه
لأمد يدي وأشرت نحوها
"لقد قامت بقتله.. أمسكوها أرجوكم"
صرخت بخوف وأنا متيبسه بمكاني عاجزه عن تحريك قدماي
من هول ما رأيت
"لم أفعل!! أقسم أنني لم أقتله ..هي من فعلت"
صرخت هي بجنون لأحدق بها بصدمه
وإرتجف جسدي جميعه
"اللعنه إنها مجنونه حقاً! لقد قتلتي الممرض أمام عيناي
فلتعطوها المهدئ قبل أن يزداد جنونها"
صرخت بهم بخوف وغضب
ليتقدموا الممرضين بسرعه نحوها وقاموا بسحبها لسريرها
وهي تصرخ وتقاتلهم بجنون
"إنها هي!! هي من فعلت! هي من قتلته لما لاتستمعوا إلي"
كانت تكرر هذا
"اللعنه أخرسوا هذه اللعينه ثم أرسلوها للهاويه
لعلها تستعيد عقلها هذه المجنونه! ونظفوا هذه الفوضى
بسرعه"
قال الطبيب وهو يبتعد عن الجثه بعدما قام بقياس النبض ليجده ميتاً بالفعل
ليبتعد بعدها وإقترب مني واضعاً يده على كتفي
"لنخرج..لابد وأنكِ مصدومه بهذا المنظر كما أنكِ بحاجه لتبديل
ملابسكِ"
قال لؤمأ وأنا أرتجف وخرجنا من هناك ..






بعد نصف ساعه
وبعدما ساعدتني إحدى الممرضات بتبديل ملابسي
كنت أجلس بمكتب الطبيب أضم يداي ببعضهما
ولكنها مازالت ترتجف
وعيناي تدور حول المكان بغير ثبات 
"أنتِ بخير؟ فلتتناولي قهوتك الدافئه لعلها تهدئك"
قال الطبيب وهو يجلس خلف مكتبه الكبير
لؤمأ ولكنني لم ألتقطها لأنني أشعر بأني سأسكبها
على الأرض بسبب إرتجاف يداي..
"الأمر هو أنني إرتكبت خطأً فادحاً بتركها تقتل الممرض
لقد كانت هادئه ووديه ولكنها تحولت فجأه
بمجرد ذكري لعائلتها وإنقضت نحوي وحاول الممرض
إبعدها ولكن حينها هي قد أخذت قلمي وقامت بطعن الممرض
من عنقه وهي تدفعه نحوي ليحاصرنا الحائط
وأخرجت القلم وطعنته مجدداً بعنقه وقد بدأت دمائه تنتشر
ولأنه كان يحاصرني دفعتهما بخوف وسقط هو على الأرض وهي
تراجعت للخلف"
قلت برأس منخفض
"لما لم تؤذيك بعدها؟"
قال لأزفر بضيق
"عند سقوط الممرض هي صُدمت من هذا
وسقط القلم من يدها وكأنها عادت لوعيها للحظات
حينها أنتم دخلتم لجناحها والبقيه أنت تعرفها.."
قلت لأرفع رأسي محدقتاً بعيناه التائهه
"سأقدم إستقالتي"
قلت لتتوسع عيناه
"مالذي تقصدينه! بالطبع لا لن أقبل"
قال لأقاطعه
"سأتسبب بالمشاكل حتى لهذا المشفى!
كيف يمكنني أن أكمل عملي كطبيبه نفسيه بعد ماحدث هذا؟"
قلت بإنزعاج ليتنهد
"آنسه..ااه ماذا كان إسمك؟"
قال وهو يتخبط على طاولته يبحث في أوراق الموظفين
"سوهي! ..أعتذر الطبيبه سوهي"
قال بعدما أخرج ورقتي
لقد تم نقلكِ من قِبل الرئيس هنا وهذا أول يوم لكِ هنا
في هذه المصحه وأعتذر لأننا لم نتقابل سوى الآن لأنني كنت
في إجازه خارجيه ..
ولابد وأنكِ ثمينه ليدفع بكِ الرئيس هذا المبلغ
لتقومي فقط بالعمل بمشفانا!"
قال بإبتسامه واسعه بينما كنت أحدق بإستنكار
لقد مات شخص قبل قليل كيف يكون مرتاحاً هكذا؟

beyond her eyes | ما وراء عينيها Where stories live. Discover now