فكيف له أن يكون سعيداً مرتاحاً و حبيب فؤاده وسط مدينة ربته ويعلم ما بها من قسوة لغير من ربتهم ؟

كيف له أن يهدأ و يطمئن و قلبه بات يرجف خوفاً من رؤية مكروه يحل بعزيزه ؟

عيناه أعادت إنفتاح نفسها مبصرة ظلمة المحيط سوى من
اشعة الشمس المنيرة مقبعهما دون غيره

شفتاه المستقرة على عنق تايهيونغ سحبت نفسها ببطئ تباعاً لحركة
رأسه الذي إبتعد تلبية لطلب عينيه لرؤية جمال ملامح محبوب

و ما كان إبتعاده سوى إنشات ضئيلة تسمح له برؤية البندقيتين التي
بادلته لهفته بنظرة طغى عليها الضياع

و قبل أن ينبس بشيء فتاه الضعيف سبقه معترفاً بسبب ضياع عينيه
بهمسة ضعيفة ألقت بأنفاسها فوق شفتي العقيد القريبة

" لم أكن أعلم إن أقسى غربة هي التي تكون بعيداً عن ذراعيك "

الغربة التي عاشها وحيداً بلا ذراعي جونغكوك أرته قسوة ما رأى
مثلها بسنين حياته

عذبت قلب عاشق لم يهنأ بقصة عشقه كما غيره
أذاقته المرارة حتى قبل أن يعترف بكونه مغرم بالعقيد الذي حلّ مكان
الناس أجمعين بقلبه

جبين جونغكوك هوى فوق جبين من أغمض عينيه فورا ولسانه أخذ
يعاتب تايهيونغ بعتاب إنعكس من خوفه على حياة فتاه

" ما كان عليك القدوم تايهيونغ "

تلك الكلمات المؤنبة لامست قلب الأصغر فرسمت إبتسامة حزينة على شفتیه

بنبرة خافتة هو أجاب مدافعاً عن نفسه و طارحاً السبب الذي كرره وما تعب من تكراره

" لكني إشتقت إليك "

وكأن جونغكوك غير عالم بمدى شوقه الذي جعله يتجرأ على فعلة قد تودي بحياته

كلتا يديه غادرتا مقبعيهما قاصدة إتجاهاً واحد و هو أن تُحيط وجه
فتاه بينهما

نظرة سوداوتيه البائسة ألقت بنظرتها على البندقيتين الضعيفة أمام
هول الموقف الذي جمعها بخليل صاحبها

و ما توقف عن عتابه بنبرة لامته كثيراً و أنبته

" و إن إشتقت لي ، ما فعلته تايهيونغ ذنب لا يغتفر "

أكان عشقه ذنب ؟!

أم شوقه الذي أهلكه جعل منه مذنباً لا غفران لذنبه ؟

ملامح تايهيونغ أخذ الذبول يطئها شيئاً بعد شيء ونغزة ألم بقلبه
أعلمته إن مراده لن يصله

كلتا يديه المتمسكتان بقميص جونغكوك زادتا من تمسكهما أكثر
رأسه تحرك بخفة نافياً و الذبول لا زال مرسوماً على ملامحه و هو يهمس

" أنت لا تفهم"

ما بقلبه ليس ذنب يحاسب عليه
بل مشاعر نقية تفوقت على مسمى الحب و تخطت أسمى مراحله

1965: TKWhere stories live. Discover now