و تايهيونغ لم يستغرق سوى ثانية لتنفيذ أمر عقيد بندقيتيه مجاوراً
خطواته التي تقودهما حيث المبتغى

متخطين تجمهر الناس الذي إتخذ محيى العقيد الشاب وهو يغادر
مركزا للنظر متحسرين على ذهابه بلا أن يحظوا بسماع كلمات منه
أثناء الإستعراض

حتى أوصلتهما خطواتهما حيث تقبع سيارة جونغكوك المشابهة
لسيارة صديقه سوى من إختلاف لونها المتوشح سواداً

العقيد لم يذهب حيث مقعده بل توجه مع تايهيونغ ناحية المقعد المجاور
فاتحاً له الباب كي يتسنى لقلبه الراحة حيث إنه يخشى أن يبتعد عنه
بمسافة خطوة و يباغته مكروهاً

و ما إبتعد إلا بعد أن ضمن كون فتاه الريفي جالس بأمان بداخل
السيارة التي أغلق بابها متوجهاً حيث مقعده

بندقيتا المشتاق ما كان لها إلا أن تهيم مراقبة وقار جسد العقيد
بمرأى بصره و هو يخطو أمامه
و لم يستطع أن لا يكمل ذاك الهيام عندما إستقر جالساً بقربه ومتخذا الصمت لباساً له

تاركاً حرية النظر لمن عشقها بأول نظرة أعادته للحياة بعد أن يأس من إكمالها وسط ساحة الحرب

أما سوداوتاه فقد إتخذت الطريق مرتكزاً لبصرها وقلبه ينبض طلباً
لإشباع عينيه بملامح من سكن بداخله

لم يكن قادراً على إخضاع عينيه حيث تجرأت طالبة رؤية أجمل ما خلق خالقه

مصيباً قلب تايهيونغ بسهم مشتاق أرسلته سوداوتيه عندما إلتقت
بعشيقتيها الأبدية

ثواني معدودة مرت حتى تركه مبعثراً بفعل تلك النظرة وأعاد بصره
حيث الطريق

أما تايهيونغ فلا شيء قادر على سرقة أي من حواسه إن تسلطت
على هيئة عقيد قلبه و ما يخصه

الدقائق طالت رغم قلتها
كل ثانية تمتد لأخرى مؤخرة لقاء منفرد وعد به العقيد للفتى الذي أبى
تركه وسط أنظار من كانوا حولهما

إلا إنها مرغمة على أن تنتهي و إن طال مداها

عندما إستقرت السيارة أمام بناية مكونة من ست طوابق تميزت بسلم
خارجي كما غيرها من بنايات عاصمة إنجلترا المميزة بجمال عمرانها

معطية الضوء الأخضر لنبضات من يقبع أيسر صدر العاشق لعقيدِ
أهدته إياه صدف الحياة

و ما كان لها إلا أن تتسارع وتيرتها و هو ينظر للبناية مفكراً إن بين
جدرانها سيجتمع مع محبوبه ليروي شوقه له

صوت إغلاق الباب أعاد وعيه ليلتفت حيث المكان الخالي الذي خلفه
جونغكوك بعد نزوله

ليسرع هو أيضاً بالنزول حيث لاقاه جسد العقيد الذي وصل لجهته
قبل أن ينزل هو

كالعادة لا يزيدان المسافة بينهما على عدة إنشات بسيطة تمنيا لو
يستطيعا دحرها

يد العقيد إتجهت حيث جيب بنطاله مخرجاً سلسلة مفاتيح جذبت نظر تايهيونغ ناحيتها

1965: TKWhere stories live. Discover now