يد العقيد إرتفعت ببطئ محاولة لمس بشرة فتاه بلا أن يختفي

من ثم هو أدرك إن الواقف أمامه ليس سوى حقيقة تمناها و لم يراها
مسبقاً غير أضغاث أحلام و الآن تحققت

أطراف أصابعه إستقرت على بشرة تايهيونغ الذي مال قلبه لتلك
اللمسة التي بات ينام و يستيقظ على إثر تخيلها
و الآن هي لم تعد خيالاً و وهما ينسجه عقله بل باتت واقعاً واقعياً جداً

جونغكوك الذي شعر بضعف كبير بمشاعره قد أصدرت شفتيه همسه
بأسم نادي عليه كثيراً بشقته و لم يستمع من صاحبه إجابة

" تايهيونغ "

و كم إشتاق قلب الفتى لتلك النبرة الدافئة ، و كم إحتاجت أعاصير
مشاعره أن تلتقي بهدوء نبرة عاشقه

نبرة قدسها كترنيمة كنيسة مقدسة بات يخشع عند سماعها

يدة الأخرى رفعها مستقرة على الوجنة الأخرى للفتى و ما كان
لمعشوقتيه سوى أن تذرف دمعاً فوقها

أما السوداوتان فقد توشح ما حولهما بإحمرار خافت معبرة عن مدى
عصف المشاعر بداخل قلب العقيد الذي لم يستطع صبراً أن لا يأخذ
فتاة بعناق يخبره إن ما يراه واقع

حتى رأى تايهيونغ الأمان و إنتمى له عند إحتواء العقيد لجسده بين
الذراعين التي أقسم على إن الرب خلقها له
بحضن
تمناه كثيراً أن يكسر عظمة منه يستدل به على شوق العقيد
الذي إحتواه بين أذرعه منتشلاً إياه من الأرض عندما إرتفعت قدميه
بخفة

أما يدا تايهيونغ فقد إلتفتا كما إعتادت حول سبيل نجاته من وحدة
العالم المرة

مشاركاً العقيد بعناقه حتى بات عائداً من غربته بعد أن وجد موطنه
الأصلي

بعناق حكى إحتياجاً عاشه كلاهما حتى سد ثغر الإحتياج ذاك عندما إلتقيا
عناق تمنياه كثيراً حتى خجل القدر من عدم تحقيقه لهما
بنبضات قلب فضحت ما بداخل كل منهما لا يجرؤ أحد على إنكار
مقصدها

" جونغكوك "

و تلك الهمسة الضعيفة خرجت من بين شفتي تايهيونغ لا لسبب إنما
أرادت مناداة حبيبها فقط

جاعلة من ذاب و إنصهر لسامعها يحكم بعناقه أكثر غير آبه إن كان
سيكسرُ
عظمة من جسد الفتى

بيد حول ظهره و الأخرى إستقر كفها على خصلاته البندقية مقرباً
رأس تايهيونغ حيث عنقه أكثر

بحاجبين معقودين و سوداوتين مغمضة مستشعرا جمال إلتحام جسد
فتاه بجسده

و تايهيونغ هو الآخر قد أغمض عينيه المسربة لكل تلك الدموع و رغبةً
بداخله تدفعه للبكاء عالياً

بكاء يخرج ما كتمه من صوت أبى أن يخرج طوال ذلك الشهر عندما
إكتفت عينيه فقط بذرف دموعها

1965: TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن