ضاع النظر إليها وهو يهمس بابتسامة هادئة، اشتقت لشفتيه ونظرة شاردة انبعثت من عينيه.

"نحن تحت نفس السماء مرة أخرى
جونغكوك

و لا يكاد يملك صبراً حتى يكونا بنفس البقعة من الأرض

ملتقيان بعينين تنبض شوقاً و قلباً يرفرف حباً
بعناق قوي يحتويهما مجددا مخبراً إياهما إن عناق وداعهما لم يكن الأخير بعد كل شيء

طريق طويل كان عبارة عن أرياف أسرته بجمالها المشابه لجمال ريف بلاده

مما جعله يشعر بالحنين منذ بدء مخاطرته

ست ساعات إنقضت إنتهت به وسط مدينة أبهرته بجمالها

و كأنها مدينة أثرية أثرت لجمال العمران فيها
شوارع مبلطة بخطوط رفيعة ذات لون أبيض وبنايات عالية متراصة حوله

ألوانها إختلفت و تصاميمها ما تشابهت
بهدوء الضباب الخفيف الذي تناثر في أرجائها وقطرات الندى التي خلفها المطر

جمال تلك المدينة جعله يتسائل إن كانت مدن وطنه بنفس ذلك الجمال الأخاذ  و التي لم يسبق له في حياته إن زارها

عيناه تنقلتا مراقبة لهيئات أناس المدينة الراقية

بذلات أنيقة دلت على نبل الرجال المرتدين لها

و فساتين مزخرفة بنعومة دلت على رقي السيدات المرتدياتها

خطواته ضائعة غير عالمة بوجهتها

بين كل تزاحم أولئك الناس هو تسائل أين سيستطيع ملاقاة من أتى لأجله

أثناء تجوله ضائعاً قد لفت بصره طفل مشرد غطت هزل جسده ثياباً رثة أخرجت بعضاً من بشرته بفعل مناطقها الممزقة و التي لم تكن كافية لإنتشال البرد من جسده

ذلك الطفل كان يتعرض لضرب عنيف من قبل أحد أصحاب المحلات وذنبه إنه سرق رغيف خبز يسكت به جوع معدته

دموعه مغطية لوجنتيه و عينيه مغمضة بمحاولة منه لتدارك الألم

و جميع من حوله لم يلقوا له بالا و لا لوحشية الضرب الذي يتعرض له

كل منهم سائر في طريقه غير آبهين لبشاعة ذلك المنظر

و عندها علم تايهيونغ إن ملابسهم الفخمة تلك لم تكن إلا لتغطي عيوب قلوبهم

مفقدة إياهم إنسانيتهم التي ميزها بهم الرب عن باقي مخلوقاته

بعد أن أغرتهم الحياة بنقودها حتى جردت منهم قلوبهم

إهتموا بجمال مناظرهم و نسوا أن يجملوا دواخلهم

و الفتى الريفي لم يكن مثلهم أبداً

عيناه أدمعتا وقلبه إعتصره ألماً و هو غير قادر على خطو خطوة لمساعدته

بتلك اللحظة هو علم إن إنجلترا تُعاني من الحرب كما بلده

1965: TKWhere stories live. Discover now