٢٩-《الخاتمة》

Começar do início
                                    

أما أوليفيا، فلم تخط بقدميها المستشفى ولا حتى محطة البث بل،  قضت أيامها تكتب في صمت وأنين، تنتظر حلقاته التي أعلنوا أنها ستستأنف من جديد ولكن كان هناك أمر آخر جعلها في قمة دهشتها، منذ اليوم الأليم ، أدركت أنها تستطيع أن تتعرف إلى الأوجه فلم يقتصر الأمر على  توماس فقط، لم تفهم الأمر في البداية ، فلا يوجد علاج لعمى الوجوه؛ ولكن إذا كان عمى الوجوه كأثر  ناتج عن سبب يمكن علاجه سواء دوائيًّا أو جراحيًّا فيمكن ذلك. ، لذا قد ذهبت إلى الطبيب وبعد الفحوصات ورؤية سجلها المرضي كاملا، أخبرها بالحقيقة  أنها لم تكن مصابة بعمى الأوجه من الأساس بل ما حدث معها كان بسبب  إصابة الدماغ الرضحية  بسبب  هزة عنيفة تعرض لها الرأس في الحادث، فكان الأمر مؤقت  كتأثير جانبي  وعندما رأى سجلاتها القديمة الخاصة بالتأهيل بعد الحادث، أكد أنها كان دماغها ليس به أي شيء  تمامًا بعد مرور عامين كاملين من التأهيل ، لذا لابد أن رغبة أوليفيا الملحة في أنها لا تريد أن ترى الناس حولها، جعل مخها يخدعها أنها لا تزال لا تستطيع الرؤية وربما هذا ما فسر رؤية توماس وقت وفاة والدته، كانت رغبتها ملحة لكي تراه، تعتذر له إعتذار صادق عما فعله والدها لهذه السيدة المسكينة، تحاول أن تواسيه،تتحمل ضريبة أنها أبنة ذلك الرجل وتتحمل أي ما كان يصدر منه فقط لتخفف عنه الألم أو أي شعور بالذنب، خدمة لتلك السيدة التي ربتها في الأقل.

توماس وأوليفيا مشتركين في أمر واحد، وهو أن دماغيهما كان يحاول حمايتهما من ذكرياتهما المؤلمة،  فلم تتذكر أوليفيا رؤية توماس أبدًا، وكذلك  توماس. 

رجحت أوليفيا  السبب فيما حدث بمقابلتهم الأولى حيث  تعرف دماغها إلي وجهه  و تحفز دماغه لها...  يرجع في الأصل إلى ماحدث قبل عشر سنوات ، فكان رد فعل توماس معها  على غير طباعه كما أنه لم يكن يعرف عنها أي شيء ، كأن دماغهم  يرسل العلامات والإشارات المتفرقة  لتخبرهم أن هناك مفتاحًا للجزء المفقود من ذاكرتهم وهذا المفتاح هما الأثنين فقط.

أما ويل، قد عاقب عمته بأنه تم حرمانها من أي مسؤولية في المؤسسة فقد قام بشن حرب عليها لجميع المدراء، لقد ساهمت في انخفاض أسهم المؤسسة فقط لكي تظهر ويل في هيئة الشاب الأبله والأحمق، تلك الصورة النمطية عن الشبان الأغنياء.

حاربت ضده طوال السنين الفائتة  وحاولت أن تمسك ذلة كي تتخذها ضده ولكنها لم تفلح إلا عندما استخدمت والد أوليفيا وقررت ضرب سمعته هو وإيميلي.

القرار جاء بالإجماع من المديرين بعزلها عن أي سلطة لأنها نظرت إلى  مصلحتها الشخصية وتسببت في خسائر للمؤسسة .

رغم إصرار ويل على أن تبقى إيميلي  في مكانها، إلا أنها رفضت ذلك بشدة ، لم تكن تحب فكرة أن يكون عملها مرتبطًا بويل، الذي سيكون زوجها، وهذا الأمر قد يزعجها خاصة وأنها تدرك جيدًا أنها ليست محترفة مثله، ولن تتمكن أبدًا من فصل حياتها المهنية عن حياتها العاطفية.

مِذياع توماس.✓Onde histórias criam vida. Descubra agora