زوج صالح

59 6 2
                                    

قاعدين في لمة رمضان عادي وفجأة لقيت جدتي بتقولي مرة واحدة:
_ ربنا يرزقك بالزوج الصالح والحنين.
استغربت الصراحة، ليه في الوقت دا بتدعي كده،  وحتي كل اللي قاعدين استغربوا دعوتها ليا فجأة،  المهم عدي رمضان والعيد ومتقدمليش عريس خالص وكنت بقالي سنة بشتغل وقربنا من رمضان.
وجه عليا رمضان التاني بس جدتي سبتنا في تاني يوم منه،  اتوجعت اوووي وفضلت منهارة بشكل هستيري لأن كنت لما ببقى مخنوقة بروحلها،  لما اعيط أو  حد يجي عليا تقف معايا، وكنت قاعدة معاها أول  يوم رمضان زي كل سنة نفطر سوا وضحك، اتعلمت الصلاة منها بس في النهاية دا عمر وهي راحت للخالق.
فضلت طول رمضان بعيط وبدعلها،  بس خسيت جدًا جدًا وشكلي بقى حزين أوي
المهم جه العيد ولقيت ماما بتقول في عريس متقدملك،  بصتلها شوية وبعدها قولتلها:
_ ارفضيه.
ماما قعدت جنبي وطبطبت على ضهري،  وقعدت تقولي:
_ جدتك كان حلمها تشوفك عروسة وكانت كل سنة وكل يوم تدعيلك،  جربي اقعدي معاه ولو مرتحتيش ارفضي.
الصراحة مرضتش ارفض لأن كلهم عارفين أي حاجة تخص جدتي بوافق عليها،  وفعلا العريس خد معاد وجه وأنا مرضتش أغير  الأسود،  ولا احط ميك آب  واتخنقت مع ماما بسبب كده،  بس لما خرجت ليه،  مرضتش حتى ابص على وشه،  لقيته هو بيتكلم وحسيت إنه فرحان :
_ أنا اسمى أحمد،  عندي 28 سنة وبشتغل موظف في شركة وبقبض كويس الحمدلله،  والدتي متوفيه وليا  اخت متجوزة وعندي  شقة كاملة، كده أنا قولت كل حاجة عني..  وأنتِ؟
استغربت كلامه أوي،  واحد غيره كان اضايق إني خارجة بالأسود ومش مظبطة نفسي، جوابته بهدوء:
_ اسمي مريم،  وعندي 25 سنة بشتغل في الاستقبال في مركز طبي.
وقفت كلام بس هو لقيته بيبتسم ومش مضايق إني رديت باختصار فقالي:
_ طب عندك مانع أننا نعمل فرح علطول ولا لزمًا خطوبة.
أنا اتفاجأت من سؤاله،  بس وقتها ماما دخلت وقالت:
_ بص يابني خليها ست شهور ونتمم الجوازه.
بصت لماما بغيظ،  وبعدها أحمد مشي وأنا روحت لماما بكلمها والغيظ بياكلني:
_ يا ماما هو أنا وافقت عليه اصلا عشان تقولي بعد ست شهور فرحي؟
ماما ابتسمت وردت:
_ عشان حاسه إن دا اللي هيستحملك وهيستحمل طبعك، وكمان جاي عن طريق جدتك، كان ابن زميل جدك وبيساعده علطول ولما جدك مات بقى بيساعد جدتك، وشافك مرة عندها وكان بيجهز نفسه عشان يجي واهوه اتقدملك.
حسيت قلبي بينبض اوووي، وقررت اصلي استخارة، وفعلا عدى أسبوع صليت فيه استخارة وقلبي ارتاح بشكل محستش بيه من ساعة وفاة جدتي، وعدة الشهور متقبلتش مع أحمد غير مرات قليلة عشان نظبط الشقة، واتجوزنا واكتشفت في أحمد حاجات كتير حلوة، وأكيد في عيوب.
لحد ما في مرة اتخانقنا جامد ان أنا عايزة افطر مع ماما وهو عايز يفطر مع اخته، فضلنا يومين زعلانين، وجه أول يوم رمضان قاعدة في الأوضة بس زعلانة إني مش هروح افطر مع ماما،  وفجأة سمعت صوت الباب وعرفت أن أحمد  رجع البيت،  كنت بخرج استقبله كل مرة بس المرة دي مرضتش اخرج ومعملتش فطار خالص عِند فيه بقى،  لقيته دخل وسألني:
_ أنتِ معملتيش فطار؟
بصتله ورديت باقتضاب:
_ لاء معملتش حاجة.
بصلي شوية وبعدها خرج من الاوضة وسابني وبعدها سمعت صوت الشقة كأنه ساب البيت، اتصدمت شوية وعيوني دمعت أنه هيسبني لوحدي، يعني لا هفطر مع أمي ولا  هفطر في بيتي..
عَدى نص ساعة من بعد ما مشي ولقيته جه، المرة دي خرجت ابص في ايه
خرج ليه؟ وجه إزاي! لقيت شنطتين فيهم أكل من اللي بحبه، وبصتله فهو بيبتسم وبيقولي:
_ لا هفطر عند اختي ولا عند حماتي.. قررت افطر أول يوم مع مراتي حبيبتي ونقعد سوا فيه.
مكنتش عارفة اعمل ايه غير اني جريت عليه وحضنته جامد، وهو حضني وقالي بهمس:
_ أنا بحبك وحبي ليكِ غلب على  الزعل اللي بينا، وأنتِ كمان عايزك لما نزعل أغلبي حبك ليا على الزعل اللي بينا.
بصتله وقولتله:
_حاضر.
بس المرة دي بقولها بنفس راضية أوي وفطرنا سوا وكان أحلى يوم فطرت فيه، وافتكرت جدتي وهي بتقولي ربنا يرزقك بالزوج الصالح والحنين، والحمدلله أحمد زوج صالح بيتقي الله فيا وبيصلي وكمان حنين عليا، ومن ساعتها وقت ما بنزعل بروح اصالحه وفي اوقات هو بيجي يصالحني🤍
#يوميات_رمضانية
#بقلم_سلمى_خالد_إبراهيم

اسكربتات سلمى خالدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن