حب حلال

97 9 2
                                    

مشهد🤍

- لسه بتكلمي ابن خالتك؟!
بصت لماما شوية بعد ما سألتني السؤال دا وبعدها جوبت وقولت:
- لاء،  وقفت معاه كلام.
- ليه؟  أكيد  اتخنقتوا كعادكوا!
ابتسمت ليها بزعل وبعدها جوبتها:
- لا يا ماما متخنقناش،  آخر  مرة اتكلمنا كنا كويسين الحمدلله.
لقيت ماما بتبص باستغرب ليا وقالتلي:
- أمال  حصل إيه يا حياة؟!
اخدت نفس طويل شوية وبعدها رديت:
_ عشان مش صريح يا ماما.
:_ مش فاهمة مش صريح إزاي؟!
بصتلها شوية واتكلمت بضيق:
_ بصي أنا  لما بكلمه يقولي أنتِ  اختي...  بس في مواقف بيعملها بحس إني  مش زي اخته خالص...  كأنه عايز يعلق قلبي بيه...  مش عارفة أصلا  احساسي صح ولا لاء... أنا  بدأت أخاف  من طريقته دي...  عارفة لو كان بيعاملني وقالي إني بنت خالته وبس كنت على الأقل وثقت فيه لأن هو صريح معايا من أول الكلام...  إنما  يقولي زي أخته  ومعاملته ليا مش أخته  دا اللي خلاني مش عايزة اتكلم تاني معاه.
ماما بصتلي كتير وبعدها ابتسمت وقالت:
_ طب افرضي كلمك؟
- مش برد يا ماما...  كنت بتكلم عشان في ثقة أنما  الثقة راحت فميرجعش يقولي مبتكلمش ليه لأن العيب منه هو اللي اداني الاحساس دا.
ماما سكت وبعدها قالت بهدوء:
_ بصي يا بنتي أنا  ربيتك وعرفتك الصح من الغلط فهسيبك تتصرفي زي ما أنتِ  شايفة بس المهم يكون كل تصرفك راضي ربنا.
خلصنا الغدا مع ماما واتغدينا وسبتها ودخلت اوضتي،  بس نزلت دموع غصب عني وبصيت لفوق بقول:
_ سامحني يارب..  ويشيل حبه من قلبي ولو مش من نصيبي انزع حبه من قلبي ولو من نصيبي فأجعل حبي ليه في النور في رضاك عليا.
فضلت مدة طويلة مش بكلمه وبحاول اسيطر على رغبتي اللي تخليني أدخل ليه عشان اتكلم شهر في اتنين في تلاتة لحد ما اخدت على كده...  بس اصعب حاجة بحس بيها هي أن لما يظهر أي  اشعار ليه أو  بوست على مواقع التواصل الاجتماعي...  بتعب اوي وبقعد افكر هل هقدر انسى حبه دا اللي هو اتسبب فيه بعد كام مواقف علقني بيه..

اوقات كتير حمدت ربنا على نعمة والدي اللي اداني الحنان وهو السند ليا لأن بعد الحنان دا قدرت اسيطر على مشاعري دي وبعوض نفسي بحبي لله ثم لعيلتي...  بدعي يسامحني على إني  كلمته...  لأن أوقات  الحب مش بيكون غير عقاب للشخص لما بيغلط وأنا  غلطت إني كلمته...
عدت الأيام  لحد ما اتفاجأت بماما بتقولي في عريس جايلك،  وقتها اتوجعت أوي  لأن أنا  مش قادرة اتخطي المرحلة اللي في حياتي ورفضته لأن مش عايزة أظلم  الانسان  اللي جالي بسبب غلط عملته وأني  حبيت ومخلتش قلبي نقي مفهوش حب حد غير اللي حلالي...

مرة كنت أجازة من الشغل وقاعدة عادي ببص على الفيس وقاعدة في ملل،  لحد ما سمعت صوت الجرس وصوت أنا  عارفاه كويس قلبي دق جامد مش عارفة ليه،  هو جاي لوحده ليه مش سامعة صوت خالتي...  ولا سامعة صوت جوز خالتي...  وهو مش بيجي كتير..  فضلت افكر كتير لحد ما مسكت دماغي وقولت:
_ شيليه من تفكيرك بقى...  بطلي تفكري فيه عدى سنة ونص بينكم من غير كلام أكيد  مش بعد المدة دي هيرجع ليكِ.
قاعدت اعيط جامد أن مش قادرة اتخطى مرحلته من حياتي،  سامعة صوت ضحكته مع والدتي وهزاره..  ليه مش قادرة أنساه، مسحت دموعي بس اتفاجأت أن أمي دخلت بتقولي ووشها منور من الفرحة:
_ تعالي ابن خالتك «عمر» عايزك برة!
بصت لماما وحركت  راسي اني مش عايزة اخرج بس لقيتها قربت مني وبطبطب عليا وبتقولي:
_ كنت بسمعك بتعيطي يا حبيبتي كل صلاة عشان يشيل حبه من قلبك بس جه اليوم اللي حبك دا يبقى في النور...  عمر جاي يطلب إيدك.
أنا مش عارفة افرح ولا ازعل..  بصتلها شوية بحاول استوعب  أنه  فعلا برة،  لحد ما لبست وخرجت  ليه فعلًا وماما قعدت في الاوضة اللي جنبي عشان تسبنا نتكلم،  فضلت ساكتة اسئلة كتير في دماغي..  لدرجة إني  حاسه بحد بيضر*ب فيها وهتنفجر من الوجع،  مفوقتش غير على صوته بيقول:
_ هتفضلي ساكتة برضو قدامي!
ابتسمت بوجع قولتله:
_ عايزني اقولك إيه  المفروض أقولك  شاطر أنت عرفت توجعني...  شاطر أنك دمرتني وخلتني كل يوم بعيط وبدعي ربنا يشيل حبك من قلبي...  أنت أكتر  انسان اذني يا عمر...  كنت بتخليني أكلمك على اساس اخ وأنت بتعمل العكس وتعلق قلبي بيك من غير ما احس وجاي تكمل أذى ليا وبدليل جاي تتقدم النهاردة..
_ كل ما كنت بحاول اقولك بتقفلي الباب في وشي يا حياة...  حاولت بس كنت كذا مرة بتهددي أنك  مش هتكلمني تاني وهتقطعي معايا ولما اقولك  انك اختي ومش عايزك تزعلي تسكتي...  مكنتش قادر اقولك وفي نفس الوقت مش عارف احافظ على مشاعري، أنتِ مش عشرة يوم ولا اتنين أنتِ حب طفولة والمراهقة والجامعة كمان.
عيطت جامد من كلامه وزعقت فيه بحرقة:
_ كان عندك مليون فرصة تقولي فيها...  من ضمنهم السنة ونص اللي ساكتين فيها كان ممكن تقولي الصراحة وساعتها كنت هقدر ارجع ثقتي فيك...  قولي دلوقتي لو وافقت اتجوزك مش هقدر اثق فيك تاني بسبب اللي عملته...  امشي من هنا يا عمر أنت اذتني بكل الأشكال.
وقفت عشان أدخل  اوضتي بس حاسه بدوخة جامدة وكنت هقع،  حاول يلحقني بس أنا رفعت ايدي قولتله:
_ متقربش مني ولا تلمسني..
:_أنتِ مش شايفة نفسك هتقعي.
رديت بصوت عالي شزية بس ظاهر عليه التعب:
_ ابعد عني.
_ يا حياة اس...  حيــــــــاة
خرجت ماما من الاوضة بعد ما سمعت صوت عمر بيزعق باسمي وصوت جسمي اللي وقع على الارض،  جري عمر جاب دكتور جارنا وماما حاولت ترفعني على الكنبة،  وفعلا الدكتور جه وكان ضغطي عالي وهو اللي سبب الاغماء،
صحيت تاني يوم مش قادرة اتكلم،  هو مشي من غير كلام وأنا  مش عايزة افتح الموضوع تاني مع حد...  قررت اسكت قولت اللي جوايا ومبقاش في حاجة تانية عايزة تتقال.

لحد ما في مرة رجعت البيت لقيت الشقة ضلمة، استغربت لأن ماما ملقتش أنها  خارجة وأول  لما شغلت النور لقيت عمر ماسك علبة قطيف وبيبتسم ولابس بدلة كجول وماما واقفة برضو لبسة شيك هي وبابا وصحابي وعيلتنا كلها موجودة كأن في مناسبة
عمر مشي لحد ما وقف قدامي وقالي:
_ مفيش حبيب هيأذي اكتر إنسانة خطفت قلبه..  فإزاي هأذيكِ.. حياة أنا ممكن اتصرفت غلط بس عمري ما كنت عايز أأذيكِ... وعشان كده جاي اتقدملك قدام العيلة كلها وصحابك واقولك تتجوزني يا حياة وتبقي مراتي  قدام الدنيا كلها.. وتبقي حياتي اللي جاية.
فضلت ساكتة شويو عيوني بدمع من الفرحة حسيت قد ايه عوض ربنا جميل بعد ما توبت عن الغلط اللي عملته، كنت بكلمه في الخاص ومحدش يعرف ولما توبت بقى جوزي في النور وبالحلال،  حركت رأسي بموافقة و كان بابا جابلي فستان عشان الخطوبة اللي كانت مفاجأة ليا أنا شخصيًا، وصحابي ضبطوا كل حاجة وماما بقت تزغرط كتير من فرحتها بيا...
عدت الأيام واكتشفت أن  ماما كانت عارفة من سنة أنه عايز يجهز نفسه ويجي يتقدم...
وجه يوم كتب كتابنا وبقيت مراته رسمي،  وأول ما المأذون قال بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
مسك راسي وباس جبيني وقالي بحب شوفته في عيونه حسيت بقد ايه أن الحب يظهر في نور طعمه أجمل وأحلى:
_ بقيتي مراتي اخيرًا قدام الكل.. وبقيت بكلمك بحرية.. بقيتي حلالي خلاص يا حياتي.
ضحكت بخجل بس قلبي طاير من الفرحة باللي وصلت ليه من حب اللي كان غلط ومفهوش رضا لحب حلال كله رضا.

بقلم سلمى خالد
#سماسيموو

اسكربتات سلمى خالدWhere stories live. Discover now