part 11

16 3 0
                                    

عالم المواعده-قصر اللوتس-استغلال؟!
﴿ماريسا﴾
كنت مازلت متأهبه وسط الدخان الكثيف أنتظر و تسوكي انقشاعه فقد أعمى أعيننا عن الخطر المحدق بذلك المكان.. تلفتنا وقد شخصت أبصارنا لوهله على ذلك الثقب الغريب.. لابد انه من صنيع أصهب الشعر "غلوكشينيا" ربما لو استطعنا الاحاطه بفيودور والشاب الاشقر لما علقنا هكذا متربصين بالخطر.. ان هروب "ويليام" برفقه "فيودور" عبر ثقب الانتقال سيكون اسوء ما قد حدث مذ مجيئنا لهذا العالم، فعودتهما وبرفقه *غلوكشينيا* صاحب الثقب لا تترك لي الا تخيل يوكوهاما وقد احاطها الدمار والخراب، بل و لربما أسوأ من ذلك..
تابعت تبديد كل الثقوب السوداء التي تظهر امامي اثناء محاوله تسوكي ودازاي العثور على غلوكشينيا قبل هروبه.. كانت تسوكي تشير علينا بمساعدته حالما نجده، وهذا لظنها انه بدوره [ضحيه] وسط هذا الهراء..
اعتلت وجه سوكي نظره مستبشره اذ اشارت لي بانها واخيرا قد حددت موقع ج
غلوكشينيا لتفعِّل تلك الاخيره قدرتها الخاصه «الدماء الملعونه» وتحوم كفراشه ليلكيه فوق القاعه الكبيره.. لحظات مضت حتى لاح لماريسا طيفُ أصهب الشاعر مهرولا بسرعه اثناء ابتعاده عن وابل المطر الدموي الذي ما لمس شيئا الا واذابه وحوله لأثر من بعد عين..
في الواقع، لقد كانت تلك طريقه تسوكي "اللطيفه" المعتاده للقبض على اهدافها.. استمرت تسوكي باستدراج غلوكشينيا نحو زاويه مغلقه لكن ماريسا رفضت ارخاء دفاعها.. «القدره الخاصه: كروح تائهه في طريق الحريه» ظهرت فتاه ذات شعر ذهبي ملتف بشكل لولبي ترتدي ملابس دميه من العصور الوسطى.. عينان بلوريتان وشريطتان حمراوتان ملتفتان حول خصلتين حريريتين من شعرها.. كانت تلك "ايميلي" الكيان المفضل لدى ماريسا.. كانت المدعوه "ايميلي" تقترب ببطء نحو غلوكشينيا الذي بدات انفاسه بالتسارع بعد التحديق بعينيها الباردتين وبشرائط الحمراء التي تجرها خلفها.. كادت شرائطها تحيط به لولا يدٌ لوجهٍ مألوف امسكتها وابعدتها برفق، كان ذلك "اوداساكو" الذي توارى عن الانظار مذ دخوله القصر برفقه دازاي.. لحظات اخريات حتى اصبح الجميع هنا، تسوكي وماريسا، دازاي واداساكو، غلوكشينيا بالاضافه لسيجما ونيكولاي اللذان تتبعا آثار الدماء على الارضيه ليصلا للموقع بدورهما..
ادرك غلوكشينيا ألا ملاذ له للهروب وسط هذا الحصار، لكنه ابى البوح بأي معلومه عن رفيقيه "فيودور" و "ويليام" اللذان كان قد خذلاه وذهبا عائدَين الى يوكوهاما.. ولكن، ولسوء حظه، فقد تطوع سيجما لقراءه معلوماته ومن ثم اطلاع الباقين عليها..
على الرغم من تردد سيجما في فعل ذلك إلا انه قد بدأ بالفعل.. كمٌّ هائل من الاشارات والمعلومات تم ولوجها لعقله خلال الثواني القليله التي لمست يداه يدي غلوكشينيا بها.. اطلق سيجما تنهيده طويله ثم اتبعها بنظره متحسره رمق اوداساكو بها.. الامر كان واضحاً جلياً ، ولكن كان لابد من لسانٍ لينطق بتلك الحقيقه..
لم يكن اوداساكو الا بيدقاً رخيصاً بين يدي فيودور يتلاعب به لتنفيذ مخططاته.. فبعد كل شيء، لم تكن فكره الانتقال بين العوالم الا من تدبيره.
بإلهاء اوداساكو بامر الاطفال اليتامى و جعله إلهاءً لعدوِّ فيودور الأكبر "دازاي" ، بل و بجرِّ وكاله التحقيق ومافيا الميناء ايضا الى الامر، واحتجازهم في هذا العالم المعزول ما هي الا تدبيرات أولية ليتسنى لفيودور فيما بعد العبث والتصرف بإمساكه لجام يوكوهاما وجعلها كخيلٍ يقوده على هواه..
ساد جو خانق على المكان واطبق الصمت أفواه الجميع.. لابد لهم من جمع كل من أُسرِ في هذا العالم من مستخدمي قدرات واعادتهم جميعا الى حيث يجب ان يتابعوا حياتهم.. فكرت تسوكي اثناء تحليلها الوضع بالانسب لتلك المهمه.. (بالطبع انها هي..!)
ذهبت تسوكي من فورها الى حيث اجتمع الضيوف لتفتح الباب وتبحث بين الوجوه.. شعر ذهبي طويل تزينه حبات اللؤلؤ الناصعه وفستان لازوردي كالمحيط يعكس بريق عينيها الياقوتيتين.. كانت تيتورا تقف في زاويه من زوايا الغرفه ترتسم على محياها تعابير عميقةٌ من الحزن والقلق.. إنها تحس أنها بلا فائده مطلقاً.. فوسط هذا الوضع، "تيتشو" و "اكوتاغاوا" يحرسان القصر من الخارج متأهبين لأي خطر.. و كلٌّ منهمكٌ في المساعده ومحاوله تقديم العون..
كما يبدو ان شرودها قد بلغ اعظم مراحله، فهي لم تتنبه لتسوكي التي تحلق على ارتفاع بسيط منها وتنظر لها بابتسامه لطيفه.. رغم انه لا يفصل بينهما ذراع واحد.. لاحظت تسوكي حزنها لتهمس لها بخفه:
«هل انت متفرغه الآن♡..؟ »
لتجيب تيتورا بالايجاب، وتمتلئ وجنتاها بالحيويه من جديد.. كانت لدى "تيتورا" القدره التي تحتاجها تسوكي تماماً.. كما انها كانت واثقه ان صديقتها اللطيفه هذه لن تخذلها أبداً.
أثناء العوده الى مكان الاجتماع الذي حددته تسوكي مع دازاي قبيل ذهابها لاحضار تيتورا، صعدت الفتاتان نحو سطح القصر حيث كانت دازاي و غلوكشينيا برفقه اوداساكو ينتظرونهما.. ريثما ذهب الباقون لتفقد الضيوف.. كما كانوا يتأكدون من خلو الحادثه من الوفيات والجرحى..
كان دازاي و تسوكي مشغولين بامر كيفيه اذاعه واستدعاء كل القادمين من عالم يوكوهاما عبر قدرة غلوكشينيا لاعادتهم معهم الى موطنهم الاصل، ويبدو ان احدهم قد بدأ يستسلم مفكراً بالقفز من ذلك الارتفاع الشاهق... صعد على الحافه النحيله وبعينيه اللازورديتين جال في السماء الزرقاء.. بدون تفكير القى نفسه ليهوي بسرعه الى الاسفل مغمضاً عينيه.. وقلبه يخفق بشده..
كان اودا يحمل في ذهنه اطنانا من الافكار والمشاعر لكنه احس بغربه مقيته و كأن روحه هي التي تتأرجح بين وشائج الحياه وعوالمها المختلفه.. ما الذي يجنيه من هذه المتاهات..؟ ما الذي يعنيه هو كـ "اداساكو" شخصيا وسط كل هذا الفوضى...؟ لقد كان تائها.. تائه الروح ولا اعتى من حياه تسير فيها مكدر الهم حاملا اعتاب الماضي و وفاض المستقبل.. وبماذا...؟ بروح تائهه..!
فتح اوداساكو عينيه متفاجئا من كون راسه لم تتحطم، فهو لم يصطدم بالارض حتى.. يبدو ان احدا ما قد استطاع اللحاق به هذه المره.. رفع راسه ليتعرف على هويه السيد المنقذ.. شعر ثلجي تطال الضفيره المجدوله به منتصف ظهره.. عينان مختلفتا اللون مع ندبه واضحه على احدهما مع قبعه بيضاء متطاوله تحيط بها شريطه ذات مثلثات يتعاقب فيها اللونان الابيض و الاسود تظهر متربعة على رأسه..  كان ذلك المهرج المدعو نيكولاي و بنظرات تحمل مشاعر مبهمة غير معتاده كان يحدق باودا الذي استقر على ارضيه سقف المبنى بعد ان استعمل نيكولاي قدرته ﴿المعطف﴾ في نقله من مسقطه الى الاسفل في الهواء الى ذلك المكان.. حمل الجميع تعابير قلقه على وجوههم فقد كان اودا يظن انه لا احد يستطيع ان يدرك تمام الادراك ما يعنيه استغلال طيبتك ضدك.. أنه أمر خاص بمشاعرك المترفه النبيله، فكيف لعقولهم الملوثه بخطط التملك والتحكم و السيطره ان تفهم مشاعرك وافكارك البسيطه البريئه..؟ فاجئت يد دازاي التي كانت تربت على راس اوداساكو عينيه اللازورديتين.. لقد اراد ان يبكي كطفل في تلك اللحظه، فهو لم يعتد ان يكون من يُعتنى به، بل لطالما كان الاخ الاكبر والاب والسند.. لم يألف ان يفضي لاحد بما يختلج في قلبه من اوجاع وبما يثقل كاهله ويتعبه.. وضع دازاي ذلك في الاعتبار ولم ينطق بأي كلمه فقد كان الصمت حينها أبلغ معنى.. تبادل ذلكما صديقان نظرات عنت الكثير ليتبعها دازاي بمد يده لاوداساكو ليعينه على الوقوف.. ارتسمت ابتسامه ضئيله زينت وجه اوداساكو البشوش ثم تابع الجميع ترتيب الخطة للعوده ليوكوهاما ومن دون خسائر او منسيات.
كانت تسوكي تتابع تنسيق مجريات استدعاء ذوي القدرات مع تيتورا ريثما اهتم دازاي مع اوداساكو بامر ضيوف الحفل الذي تم اعلان قرار الغائه.. اما سيغما فقد كان ساهما في النظر الى الغيوم وكانما يطرح عليها سؤالا يحيره.. هل يجب أن يخبر وكالة التحري بكل ما استسقاه من معلومات في لحظه تلامسه مع غلوكشينيا..؟ انه حقا يريد ان يكون جزءا مهما منها، وبالطبع لا يستطيع التطرق الى موضوع انتمائه ما لم تنتهي المعضله المطروحه أمامه.. استجمع شتات شجاعته وذهب يطلع العقل المدبر الخاص بالوكالة عن ما في جعبته من خبايا.. في الواقع، لقد كان دازاي ينتظر قدوم سيغما إليه بساقيه حيث لن تخفى عليه اي تفاصيل صغيره بعد أن تكتمل بصيرته بالمعلومات  التي كانت في حوزة سيغما.
-بعد يضعه ساعات-
اجتمع الجميع اخيرا عند بوابه "قصر اللوتس" جاعلين إياها مدخلاً للولوج للعالم الاصلي حيث تقبع مدينتهم الام "يوكوهاما" .. التفت كلٌّ إلى عمله فها هي تسوكي و تيتورا تهتمان بأمر ذوي القدرات و تقومان باستدعائهم على الفور للولوج قبل إغلاق البوابه.. لم يملك دازاي وقتا كافياً للراحه و الاسترخاء أثناء انتظار اكتمال الاعداد ليقرر الذهاب اولا برفقه سيغما و نيكولاي و البقيه بينما قررت هيوري و تيتورا البقاء أمام البوابه حتى النهايه بجوار "غلوكشينيا" الذي طلب أن يتم تقييده خوفاً مما قد يطرأ على عقله من افكار خبيثه لاحقه.. أما تسوكي و ماريسا فعادتا الى يوكوهاما لتدعما موقف الوكاله فما أملاه عليهما دازاي من الوضع السائد فيها هو امر جلل خطير.. ولابد من تكاتف الكثير من الايدي لمنع حدوث كارثه عالميه اخرى..
﴿يوكوهاما-ويليام﴾
كانت الغيوم قد ابتلعت قرص الشمس الذهبي وسمحت للظلام بان يبسط يده ويهيمن على اجواء المدينه.. كان التوازن في يوكوهاما قد اختل مذ حادثه اختفاء مستخدمي القدرات حيث تتالت الجرائم و سيطر الرعب على قلوب العامه..
كان ويليام صاحب العينين الدمويتين والشعر الاشقر منتشيا بجمع القدرات والمواهب التي تروق له وتستهويه والتي تفيد في تطبيق ما اتفق عليه مع ذي العينين الليلكيتين "فيودور"،  فبقدرته المسماة ﴿الجحيم فارغ.. وكل الشياطين تقبع هنا﴾ يستطيع السيطره على العقول والتحكم بصاحبها كدمية خشبيه صماء.. كما ان فكره تطهير العالم من مستخدمي القدرات والتي كانت لا تزال تشغل ذهن فيودور منذ فتره طويله تحتاج لداعم رئيس لا مرؤوس .. حاكم لا محكوم .. ولا اكثر ملائمه لغرضه و مطلبه من قدره توأمه الروحي و لورد الجريمه "ويليام" .
في الواقع، لم يكن الظلام قد ابتلع كل العقول بعد، فإن ارادة احدهم كانت اقوى مما يدعى "بالتحكم المطلق".. لم يتوقف ذاك الشاب عم محاولاته في قتال ويليام وفيودور طيله الساعات التي كان وحده فيها بيوكوهاما كمستخدم قدره، لكن بالمقابل فقد كبد ذينك الاثنين الكثير من الجروح والاصابات.. فقدرته اللامحدوده على التحكم بالجاذبيه وسرعته واستذكاره الاستراتيجيات التي وضعها له دازاي عندما كانا مازالا يعملان كثنائي و يلقبان بما يسمى <بالاسود المزدوج> هي امور كانت له خير عون ليستطيع الصمود ريثما يظهر أي بصيص امل للمسانده.
كان "تشويا" قد اشرف على استهلاك اخر رمق من طاقته لولا ان ظهر ثقب اسود من العدم .. بدأ ذلك الثقب يتسع شيئا فشيئا باتجاه الخلف كشريط عريض متطاول ليمتد لشارعين كاملين ثم يختفي الغشاء الاسود في لمح البصر تاركاً تحته جيشا من مستخدمي القدرات من شتى انحاء اليابان تتقدمهم تسوكي ودازاي الذي ربت على كتف تشويا معطيا اياه اشاره السماح بالانهيار اخيرا.. سلم تشويا في تلك اللحظه راية القتال لدازاي والجيش الغفير الجاثم خلفه.. كان ويليام وبدون جدوى يستمر في محاربه ما يقف في طريقه بينما بدأت تعابير القلق والتوتر تستحل وجه فيودور.. لا يبدو ان القتال خيار له في هذه الحاله ابدا فجسده هزيل و ليس معه إلا ويليام الذي بدأت طاقته تنفد ايضا..
اطلق فيودور تنهيده طويله ليتوقف ويليام عن القتال بعدها.. فقد اعطى فيودور بعض التلميحات لويليام سابقا عما سيؤول عليه الحال وما الخطط المحتمله.. راح ويليام و فيودور يبتعدان ما استطاعا عن الجيش الا ان الهروب لم يعد يجدي نفعا فقد طالت اقدام الشباب طريقهما للهروب ايضا.. اخرج ويليام ورقته الرابحه فلم يعد في يديه الاها ليلعبها.. كاد الشبان يلقون القبض على ذينك الاثنين لولا ان جيشاً من فتيات شابات متشابهات ظهرن من العدم فجأه.. ﴿القدره الخاصه: الاستنساخ﴾ كانت تلك قدرة "فومو" التي لم تسلم هي الأخرى من وباء سلب العقول الخاص بويليام.. شغلت النسخ المزيفه مستخدمي القدرات عن هدف فيودور الحقيقي.. حيث أن تسوكي سرعان ما سترى صديقتها المقربة "فومو" ستسارع لتطمأن عن حالها، فتقوم تلك الاخيره(فومو) باستنساخ قدرتها ﴿الاجنحه﴾ فتكون تلك هي وسيله فيودور و ويليام للافلات من جديد..
و بالفعل ، فإن هذا ما حصل.. لكن حضور دازاي لم يكن بعيدا بالمقابل.. ما إن وصل حتى الغى قدره فومو "الاستنساخ" ليعود كل شيء لطبيعته و يصحو كل من قام ويليام بالتحكم به عن طريق النسخ المصنوعه من قبل "فومو" ..
في النهايه، كان على وكاله التحقيق القيام بالكثير من أعمال التنظيف ...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 25 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Bungou stray dogs: otome game!! Where stories live. Discover now