المرأة المقتولة التي سلمت قاتلها

121 11 1
                                    



في ٢١ فبراير ١٩٧٧، ذهبت تيرتيسا باسا، والتي كانت معالجة الجهاز التنفسي في مستشفى إيدجووتر بالقرب من شيكاغو، للعمل في المستشفى كالمعتاد وغادرت عائدةً إلى منزلها حوالي الساعة ٥:٣٠ مساءً. وبعد حوالي ثلاث ساعات، اشتم جيرانها رائحة دخان لكنهم لم يعرفوا مصدره لذلك تم استدعاء رجال الإطفاء إلى الموقع، وتبين أن الحريق نشأ من شقة باسا.  تمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق، وتبين أن مصدره عبارة عن كومة من الملابس على الأرض  كما وجدوا باسا متوفيةً ومع ذلك، يبدو أن الحريق تم إشعاله فقط للتغطية على السبب الحقيقي لوفاتها.

اكتشف رجال الإطفاء جثة تيريسيتا باسا العارية مخبأة تحت مرتبة  وكانت مصابة بعدة طعنات وكان السكين لا يزال مغروسًا في صدرها عندما تم العثور عليها. لذلك تم استدعاء السلطات بسرعة إلى مكان الحادث، وتوقعوا أن القاتل أشعل النار في شقة باسا من أجل القضاء على القرائن والأدلة التي ربما تركها وراءه  وأشار جسدها العاري إلى أنها تعرضت لاعتداء جنسي، لكن نتائج تشريح جثتها أظهرت عكس ذلك.

و كان مسرح الجريمة مروعًا وكانت عملية التحقيق شاملة ومنهجية وقامت السلطات بتمشيط مسرح الجريمة بحثاً عن أي أدلة قد تقودهم إلى القاتل ولكن لم يكن أمام الشرطة سوى القليل لتستمر فيه حيث حاولوا تعقب مجوهراتها المسروقة، لكن دون جدوى، كما فشلوا في ربط أي من المشتبه بهم بالجريمة.

 وقبل موتها، كانت إحدى صديقاتها، روث لوب، تتحدث عبر الهاتف مع باسا بعد ظهر ذلك اليوم لمدة 30 دقيقة تقريبًا، لكنهم قطعوا المكالمة، حيث قالت باسا إنها تتوقع زيارة من شخص ما. ومع ذلك، لم تكشف عن هوية الشخص الذي كانت تنتظره، الدليل الآخر الوحيد الذي وجده المحققون هو ملاحظة تقول: "احصلي على تذاكر المسرح لـ A.S".

 لذلك بدا الأمر وكأنه قضية مستحيلة الحل، حتى ظهر مصدر غير متوقع للمعلومات.

هنا يأتي دور ريمي تشوا، زميلة العمل الذي كانت بالكاد تعرف الضحية. كانت تشوا تعمل في نفس المستشفى الذي كانت تعمل فيه باسا و في أحد الأيام، بدأت تواجه أحداثًا غريبة لا يمكن تفسيرها والتي ستكون لها يد في القبض على قاتل باسا.

في أحد الأيام، كانت تجلس ريمي مع زوجها حتى نهضت فجأة من غرفة معيشتهم ودخلت إلى غرفة نومهم لذك تبعها زوجها ولكن وجدها مستلقية على السرير في وضع غريب وعندما سأل زوجته عما يحدث، فوجئ بسماعها تتحدث بصوت مختلف بلغتهم الأم، التاغالوغية وفي محاولة لمعرفة ما إذا كانت بخير، سألها عن اسمها، فأجابت "آكو تيريسيتا باسا"، والتي تترجم إلى "أنا تيريسيتا باسا". كان زوجها يجهل من هي تيرتيسيا باسا وما حدث ها لذلك في محاولة منه لإكمال المحادثة، قالت تشوا تحت اسم تيريسيا باسا إنها قُتلت على يد رجل يُدعى آلان شويري أكملت لتقول إنها سمحت لآلان بالدخول إلى شقتها لأنهما كانا أصدقاء، لكنه طعنها.

و بعد انتهاء الغيبوبة الغريبة التي قد كانت فيها ريني، قرر الزوجان الاحتفاظ بالحادثة لأنفسهما، حيث اعتقدا أنه لن يصدق أحد ما حدث، ولم يرغبا في الظهور بمظهر الحمقاء حتى حديثهما مع المحقق الرئيسي في القضية الذي كان طلبهما ليروي ما حدث بالتفصيل فيما بينهم.

و في وقتٍ لاحق، وقع حادث ثانٍ، ومرة أخرى، طلبت باسا من زوج ريمي والذي كان طبيب المساعدة من خلال زوجته وذكرت أيضًا أن المحققين سيحتاجون إلى أدلة لإدانة قاتلها وأخبرته أن شويري سرق منها خاتمًا من اللؤلؤ وعل الرغم من عدم توافر تلك المعلومة للشرطة. كما أن زارت باسا الزوجين للمرة الثالثة، وكان ذلك عندما قررا الزوجين بإخبار الشرطة بقصتهما.

قرر المحقق الرئيسي للقضية، وذلك لعدم وجود أي دلي قد يفيد التحقيق، الاستماع الى ريمي وتعقب شويري وسأله عن تيريسيتا باسا. وعلى الرغم من اعتراف شويري بمعرفتها، إلا أنه نفى الذهاب إلى شقتها ليلة وفاتها. وفي وقت لاحق، غير أقواله وقال إنه ذهب إلى منزلها لإصلاح تلفزيونها. أثناء زيارة شويري، لاحظ المحققون أن المرأة التي عاش معها، يانكا كاملوك، كانت ترتدي خاتمًا يشبه المجوهرات المسروقة التي وصفها الدكتور تشوا ، زوج ريمي وعندما سئلت كاملوك، قالت إن شويري أهدتها الخاتم في وقت ما من شهر فبراير كهدية في أواخر عيد الميلاد وأكدت عائلة باسا أنه نفس الخاتم الذي كانت تملكه.

ومع تراكم الأدلة ضده، اعترف شويري بارتكاب جريمة القتل. وبحسب موقع Medium، فقد ذهب إلى شقة باسا ليسرقها، لكن الأمر أخذ منعطفاً نحو الأسوأ، وانتهى به الأمر بطعنها فقام بخلع ملابسها ليبدو وكأن اعتداء جنسي قد حدث وأشعل النار في الشقة للتخلص من أي آثار للأدلة. 

اعترف شويري في النهاية بالجريمة وحُكم عليه بالسجن لمدة 14 عامًا، ولكن تم إطلاق سراحه بشروط بعد أربع سنوات فقط من عقوبته. ورجى العلم أن تم البحث من قبل المحققون في قضية عائلة تشوا أيضًا، لكنهم كانوا مقتنعين بأنه لا علاقة لهم بالجريمة.

وبذلك تم حل قضية مقتل تيريسيتا باسا، وكان كل ذلك بفضل مصدر المعلومات غير المتوقع وهو ريمي تشوا التي  أصبحت عن غير قصد وسيلة لصوت المرأة المقتولة، وقادت معلوماتها الشرطة إلى القاتل.

الغموض حول العالمWhere stories live. Discover now