«.. مَا بَعدَ الإنْتصَار؟ ..»

30 3 10
                                    


إنقضت سبعة أجيال سادتها ملحمة دموية، نطق فيها شعبي إمبراطوريتين بإنهاء حربٍ كادت تختتم كِليهما، جحيمٌ عاش فيهِ "الساتوروڤينيين" لم يسلم من بَطشه "الإڤراديستاتيكيون" ترملتِ النساء و سُلبت أرواحُ الرجال و المراهقين، سَطَت على طفولة الصغار لتجردهم من عوائلهم، بِتَّ لا ترى سوى جثَثٍ بشرية مرميةٍ، بعضها متناثر إلى أشلاء و الآخر تُغطيه الحشائش و الحشرات، حُطمت منازلٌ و قصورٌ عِدةٌ. ليُنهي هذه المَوقِعة عِقدٌ حُفِر على ورقة قاتِمةِ السوادِ، جَمع الإمبراطوريتين "ساتوروڤينا" الجنوبية و "إڤراديستاتيكا" الشمالية، حيث نَصَّ على العديد من القوانين الصارمةِ ليَمنع تُكرار هذهِ الفاجِعة.
إحدى هذه الإمبراطويات المتنازعةِ هي الإمبراطورية الجنوبية "ساتوروڤينا"، التي يلقبونها ب'الدماء الزرقاء' لِكَون العائلة المالكة تمتلك عيونا زرقاء قاتمة حادة، لكنها تبعث في نُفوسِ العامة الذين يُبصِرونَهم صورة واضحة على نصرهم القريب، و قوتهم، مع شعرهم المموج الازرقِ كزُرقة السماء الصافية. شخصيتهم هذه التي تجعل أي ساتوريڤيني يمتلكُ عيونا زرقاء يشعر بالطمأنينة، الفخر، و كذلك السلطة. أما الطرف الثاني فقد كان الإمبراطورية الشمالية "إڤراديستاتيكا" أو'الظلال الأرجوانية' لقبها الواضح الدالُّ على تحركها الخفي كالظل و عملها الذي لا يمكنك  إدراكهُ إلى أن ترى نتيجته،إمتلك حُكّامُها أعينَ زهرة السالْڤيا الأرجوانية بمَلامحَ هادئة، و شعرٍ أسودَ باهتٍ بشكلٍ رهيب.

-إمبراطورية "ساتوروڤينا"-
كانت "ميسْتْراليسيا اِڤرانْ" الرئيسة العليا لفرسان الدماء الزرقاء، التي قد داع صيتُها بين آلاف المحاربين لكونِها تمتَلكُ ذكاءً و رزانةً يجعلانِها تخططُ لخططٍ محكمة، مع قوةٍ جسدية تُمكنها من غرزِ سيفِها الضخمِ وسطَ قلبِ العدو الذي تنضرُ إليهِ بعينيها الزرقاوتان المُتّسِعتين و كأنها تفتخِرُ بقتلهِ لتُضهِرَ ولاءهَا لِموطنها، مع إبتسامتِها النشيطةِ التي تُخبركَ أنها عِشرينية،فَما يُضهِر جمال شعرها المجعّد المتوسط الإحمرار غَير ريحٍ قد أتت لتُريح قلوب جيشِها المنتصرِ في معركتِها، تتجَول بين زُقاقاتِ مدينة "ڤوراس" تتخطى جُثث أشخاصٍ قد كانوا أصدقاءَ حَربٍ في وقتٍ مضى،لتَكتَسح مُحيّاها ملامح حزن و يأس، تتدخلها مشاعر غضبٍ و حقدٍ على الإمبراطورية الشمالية. يتوقّف تفكيرُ "ميستراليسيا" لبُرهة، فَقد لَمَحت شُعاعا أرجوانيًا غَريب.. مع العلم أن الأرجواني لونٌ محرمٌ في'الدماء الزرقاء'!..تتبع الآنسةُ "اِڤرانْ"ذاك الشعاعَ بكميةِ فضولٍ لا يمكنُ لأي أحد ايقافُها، تختلط مشاعر فضولها مع شيءٍ من الإشمِئزاز فَكُرهها لذاك اللونِ جَعلها تُصمّم على قطعِ رقبة أيّا كان مستخدمُه.. تَجِدُ "اِڤران" نفسها واقفة أمام بوابةٍ ضخمة رديئة صدئة، مبنيةٍ من الحديدِ الصلب،عليها زخارف مخيفة متنوعة،  في جانبِها طائر ضخم أسود ذو قرونٍ أرجوانية متوهجة، تقول "ميستراليسيا" في حين أنها تفتحُها بصعوبة:
-«هذا غريب إنها أول مرة أرى فيها بوابةً بهذه الصلابة وسط زُقاقٍ خالٍ؟..ألم تُهدم الحرب كل صغيرةٍ و--»
لِيُقاطِعها إبعاث ضوءٍ قوي من وراءِ تلك البوابة، شعاعٌ أرجواني تَفوح منه رائحة طبيه، تَتخلّلُه فراشات صغيرة بيضاء. رغم جمال ذاك المنضر،فقد كرِهتهُ الآنسةُ بشدة، لدرجة تكشير أسنانِها..
«مالذي يحدث هنا؟! منذ متى و مثل هذا اللون المُسيءِ لإنتصاراتنا يتوهجُ هنا؟! ماهذا بحقكم!!»
أوقدت قلبها نارٌ قد كانت ساكنةً منذُ نهاية الحرب، أقفلت ذاكَ الباب الضخمَ و إتجهت سريعا إلى القصرِ الإمبراطوري.

«{خَلْفَ ذاكَ السِّتَار || Behind that curtain}»Where stories live. Discover now