___________________________________________
« إن سألوا الملائكة عنكِ إنحنوا لجمالك وإن ذهبوا إلى الشياطين صفقواا فخرا لك ،، فأي جانب ستختارين أن تكونيه...»
___________________________________________
دخلت القاعة تتبختر بقوامها المثير تمشي بهدوء كأن العالم خلق مسرحا لها لا غير ،، نظرتها الثاقبة ،، إبتسامتها المخيفة التي لم تخلوا من الجمال ولو لثانية واحدة جعلتها ملاكا يكاد ينحنون إكراما له ولي مثاليته بحق
عيون زرقاء كالزجاج الذي يعكس لون السماء الناعم ،، شعر أشقر طويل يصل لأسفل مؤخرتها بنعومة الحرير ،، بشرة بيضاء بَجلتها الجنة وألقت بحبات من الرمال (النمش) على وجنتيها وأنفها لتزداد جمالا ،، أكثر مما هي جميلة
لكن كل هذا الجمال الملائكي تحطم لشضايا صغيرة حينما تمعن النظر للبقع على ملابسها ،، كان عكس ما يشعر به المرء عندما يتطلع لذلك الوجه يقسم لك أنها تخطف الأنفاس وكانت فعلا تفعل ،، تسرق روحك البالية وترسلها للجحيم بكل سرور
فستانها الأزرق السماوي الذي عكس جمال عينيها وزادهم لمعانا كان ملطخا بالدماء ،، يتشربه في كل مكان ،، شعرها الناعم غارق في بركة الخطايا الحمراء
كان لازال الصباح لكن يبدوا أنها رحبت بيوم جميل بطريقتها الخاصة ،، جلست على أقرب أريكة وجدتها ،، هرع الخدم إليها والخوف يلمئ قلوبهم ،، لقد كان واضحا لهم أي جانب تأخده الآن
رمت كعبها العالي بإهمال وبدأت بإخراج أسلحتها من الأماكن المخبأة بها تضعهم على الطاولة التي أمامها
أرجعت رأسها للخلف تتكأ على الأريكة الجلدية ذات اللون الخشبي ،، تنهدت والإبتسامة لازالت تزين ثغرها ،، شكل مريض ،، منحنى مختل
نبست بهدوء توجه حديثها للخدم
« أريد بعض شرائح الطماطم والفلفل الأحمر بين قطع خبز بلا قشرة »
أماء لها الخدم بأجل يركضون لتحضير طلبها من دون خطأ واحد ،، فالخطأ ثمنه الموت هنا
••••
دخل والدها والغضب بادي على وجهه بينما كانت تقضم الطعام بتلذذ
صرخ بقوة يفجر القصر بصوته لعين
« انجليكا ،، أيتها اللعينة أخبرتك مئة مرة أن تتوقفي عن تعليق أطراف الجثث وتطيرها على البالونات »
« هذا ما أردت قوله لك أيضا ،، توقف عن إعادة كلامك ،، كلانا نعلم أننا لن نستفيد شيئا من هذا الحديث »
«بحق الجحيم هل أنت مجنونة ؟ »
نظرت له وابتسمت بطريقة ساخرة كأنه تخبره من خلال عينيها الزجاجتين هل حقا لازلت تسأل للآن ؟
YOU ARE READING
الشيطانة الملائكية
Actionعندما ولدت لقبت بحمامة السلام ،، لقد كانت تلك الطفلة النعمة الإلهية التي دعت كل روسيا لها عندما علموا أنها السبب في توقف الحرب ،، حرب لا دخل لهم بها ،، فقد وقع الخلاف بين أقوى العشائر مما سبب إنقسام روسيا إلى أشلاء كل معارض هالك وكل مؤيد هالك ،، لكن...
