الثالثة وعشرين

Depuis le début
                                    

ضم حاجبيه دون فهم وسأل بتعجب:
-أي نقص تقصدي إني كملته بيكى.

أجابت وقد خانتها عينها:
-  خانة الجواز اللى كانت ناقصة إسم يونس الدهبي .

أصابه الضيق من تفكيرها المختل ،أي إمرأة بالعالم كانت ستفي بالغرض،قبض على راسغها وهتف بإهتياج :
-أنا إتجوزتك عشان أنا عــــايــزك

إن كان قال هذه الكلمة فى وقت غير هذا وقبل فتح كل هذه الجروح التي لازالت تنزف بداخلها لكانت ارتمت بين ذراعيه وسعدت بها لكن دوما يقولها فى وقت ليس بوقتها ولا زمان يوافقها،هتفت دون إكتراث إلاّ بوجع يفتك ما بين ضلوعها:
- شفت يعني برضوا عشانك عشان إنت عايزني مش عشان أنا عايزاك ،انا ولا حاجه انا مصعبتش على حد فيكم
انا فين من اختيارتك وفين مني انا ملك ماحدش بيسألني ليه ؟

رغم تعاطفه معها الكامل ألا أنه يريدها تخرج وتعود كسابق عهدها ،ضغط على رأسها من اصرارها
على حشرهم فى زوايا ضيقة لا يستطيع خرقها وصاح بعصبية:
-انت عايزه تجنيني ،بتعقدي الامور وخلاص

الألم الذي نشب بداخلها أثر ليلة قضتها هنا من أجل جمع شمل العائلة ومن أجل إرضاء والدين مزيفين فتح جرحا كان ممتلئا على آخره،لم تسمع اي شئ إلا لصوت بكائها وكريم يدعسها بقدمة وينهال على جسدها ضرباً محملاً إياها مسؤلية هذا الزواج فى هذه الليلة ركضت إلي غرفته بفستان زفافها  خائفه من الكل عداه وتوسلت إليه ان يضمها كي تشعر بالأمان ،الأمان الذي كانت تفتقده من كل من حولها إلا منه لكنه حرمها لتستمر الكذبة حرمها دون أدنى شعور بما تمر وبما تريد وبما تألمت جائته الفرصة ليرحمها ولكنه لم يرحمها قدمت إليه الكرة ليسدد هدف لكنه تنازل عن دوره في هذا،الآن جاء دورها لتعاقبه على كل الم.
-الأمور إنت اللى عقدتها إنت اللى رفضت تقول الحقيقة لو كنت قولت قبل ما حنان تتهمنى كنت سامحتك كنت هبقى مرتاحه لكن إنت ما قولتش إلا عشان تبرأ نفسك من التهمة المشينة اللى رمتك بيها .

بدأت تتثاقل أنفاسه وكأن جبل كبير يجثوه فوق صدره لها إجابات منطقية لكن المنطقية معروفه بعدم الشفقة،أشار بإصبعه وقال بتعب:
-فى يوم من الايام هندمك على تفكيرك فيا بالشكل دا واليوم دا قريب.

ردت غير مباليه بأي شئ :
-إعمل ما بدالك انا اصلا حاسه إني موت يوم ما خرجت من هنا وبتحاسب من يوم ما تجوزتك ،قريب أوي هترميني لأني
لأني بقيت جثه ما فيهاش أي حيل للحياه .

استعاد توزانه وأغلق عينه لثوان معدودة لن يكمل اليوم معها وهي بهذه الحالة  لابد ان يكون مسيطراً حتى تعود السلطة الكاملة عليها بأقوي حالاتها.
فتح عينه فجأة وجذب رأسها بمنتهى القوة إليه وفى لمح البصر كان يطيع شفاه على شفاها،حركة غير متوقعه من رجل الإنفرادات حركة أذهلتها وجعلتها في شلل تام ،أخبرها دون حرف أنه لن يتركها مجددا لتضيع من يده ولن يسمح بإبتعاد فى بأي شكل من الأشكال.
أخيراً ابعدها عنه ثم هتف وهى قريبه من وجهه بنبرة تمتلئ قوة وصلابة إرادته:
-مستحيل أضيعك تاني على جثتي تبعدي عني لو غلطت مرة مش هغلط مرتين.
تقطعت أنفاسها وهي تنظر بعمق عينها غلب إصراره ألمها وتحديه بات صريعا على صخرة قوته وعناده .

هي مــلـكة_ملكـة قـلـبة ????Où les histoires vivent. Découvrez maintenant