SIR CROW MAN

٣

_حُب طفولة بريء_

_____________

إقتصرت تربية فتاة في عُمر الزهور داخل غُرف الخدم أو الحديقة تلهو و تلعب في أوقات محددة، أوقات لا يتواجد بها الرئيس في القصر فقد قطفت مرة وردة أعجبتها كلّفتها بعد ذلك عقاب شديد و عُنف لفظي من طرفه

بكت طول الليل تحت الغطاء إلى أن نامت محتضنة أرنبها المحشو ، هي فقط أرادت وضعها على مكتبه كهدية لكنّه أعمى، قاسٍ لا يفلح إلاّ في جرح قلبها الموجوع

بماذا أخطأت؟ أي ذنب إقترفت؟

تساءلت ذات الحادِي عشر من عُمرها مع شهقاتها الخافتة فأوصدت على فمها بكفها تمنع خروجها
و سالت المياه من أنفها الصغير بغير إرادة

رفعت رأسها حين سمعت صوت عجلات سيارته تحتك بالأرض خارجًا و لأنّ غُرف الخدم تقبع في الطابق السُفلي فإنّ النوافذ تطل على الحديقة الكبيرة مباشرة

حملقت خارجًا و عيناها العسلية محمرّة رأته ينزل من سيارته كعادته و تلك الهالة السوداء من حوله تجعلها تتساءل إن كان حقًا شيطان كما أخبرها في المرة الماضية

ترددت قليلاً لكنّها لم تمنع نفسها بنهاية المطاف على القفز من سريرها و الخروج من غُرفتها تتسلل في الرواق بمنامتها البيضاء الطويلة و شعرها البُندقي ذو الجديلة

صعدت الدرجة خلف الأخرى بصعوبة فالسلالم طويلة
و عالية تُرهقها أحيانًا و عندما وصلت للطابق العُلوي
و قابلتها غُرفته في أخر الرواق ركضت و الإبتسامة تكاد تشق خدودها المحمرّة

أدارت المقبض بهدوء و دفعت الباب ببطء من ثم أدخلت رأسها تطل ما إن كان لخياله أثر فوجدته يتمدد على فراشه المخملي بنفس وضعتيه لن يتغير كأنها عادة تلبسته

نائمًا بسرواله و حذائه الأسود الرسمي بينما جزئه العلوي عارٍ

تتسلل على أطراف أصابعها الصغيرة من ثم تُمسك نعله من القدم اليُمنى تنزعه برفق و تضعه على الأرضية
المفروشة

تبتلع ريقها حين تسمعه يتنهد فترفع رأسها و ترمش بسرعة تنظر ما إن إستيقظ أم لا من ثم تنتقل إلى
القدم اليُسرى و تفعل نفس الكرّة بسرعة

تصعد بيرلا الفراش بعد أن صعدت بفخذها أولاً ترتكز بذراعيها من ثم تجلس على ركبتيها و نظراتها نُصبت عليه ذلك الذي يحجب وجهه كاملاً بذراعه

ذراعه الأخرى كانت ممدودة على طولها فوق الفراش فنكزت كفّه بسبابتها لكنّه لم يستيقظ و عندما لمحت خواتمه الثمينة تحاوط أصابعه أخذت تنزعهم الواحدة تلوى الأخرى و هنا قد فرّق جفنيه و مال برأسه يُراقبها بنظراته الواهِنة