خدعوك يا عروس! (الفصل الثالث والعشرون)

692 39 5
                                    




بعد ظهر اليوم التالي اشرفت الساعة على الثانية والنصف بدون اي يظهر اي اثر لرورك.

 لقد خيل لتيشا بطريقة ما انه حين قال لها انه سيراها غدا، كان يقصد المجيء بعد الظهر.

 أمضت الوقت تتعلق بامل واه بان يصل قبل عودة ابيها من مهمة اخرى من مهماته الغامضة التي تلاحقت في خلال الاسبوع، لكن املها خاب اذا سمعت والدها يحيي عمتها وهو يدخل البيت، وادركت ان رورك اذا لم يأت سريعا فلن تجد فرصة بعد ذلك لتراه على انفراد. 

تمنت الآن لو انها ألحت عليه امس اكثر لتعرف الخطة التي ينوي انتهاجها لتأجيل الزفاف، لقد وثقت به تماما قبل اربع وعشرين ساعة واتاحت لاسلوبه الساحر المغري بأن يقنعها بتسليمه زمام المبادرة في حل المشكلة قبل فوات الأوان... اما اليوم فقد عنفت نفسها على غبائها السابق اذ الأمر يتعلق بمصيرها ومن حقها الاطلاع على كل ما يجري. 

الماسة الكبيرة على اصبعها توهجت كالنار بفعل اشعة الشمس المتسربة من نافذة الاستديو العالية، واجتاحت ظهرها رعشة باردة اذ ذكرها خاتم الخطوبة باقتراب ساعة الصفر، واحست في داخلها ضجيجا وكأن مجموعة من الفراشات كانت تتخبط فيه وترتطم اجنحتها بجدرانه .

 غداً سوف يتم زواجهما الا اذا قرر رورك في اللحظة الاخيرة ان يتخلف عن الحضور كليا. 

وفكرت بخوف بائس، ربما هذا ما كان يخطط له ! لكن فعلة كهذه من شأنها ان تثير جنون ابيها ورورك يبدو عاكفا على ارضائه بكل وسيلة ممكنة. ليتها تعرف فقط اية خطة يدير!

وفجأة تناهى اليها سؤال ايقظها من شرودها:

ماذا كانت عروستي الصغيرة تفعل اليوم؟ مكبة على العمل؟

 لدى سماعها صوت ابيها استدارت تيشا من امام اللوحة البيضاء التي لم تقدر ان ترسم عليها شيئا . كان وجهه الوسيم الباسم يتطلع اليها من باب الاستديو وقد بدا يشبه كثيرا وجه صبي كبير يضج قلبه بسر مفرح يتلهف إلي البوح به و مع  ذلك ما استطاعت ان ترد على بهجته الا بابتسامة  حزينة. 

وقالت تدعوه بصوت خال تماما من العاطفة

 ادخل يا بابا انا لا افعل شيئا في الواقع.

لا تعالي انت هنا لدي شيء اريد ان اريك اياه.

ارادت تيشا ان ترفض لكنها لم تجد اي فائدة من ذلك.

 تبعته مترددة وهو يسير أمامها إلى غرفتها فيما هي لا تشعر باقل اهتمام بالشيء الذي اصر على ان تراه وسألها برقة

لم تجدي اليوم رغبة في العمل، أليس كذلك؟

اجل

فطمأنها بقوله وهو يفتح الباب الى غرفتها :

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now