هل تثقين بي؟ [الفصل العشرون]

613 38 3
                                    

أمضت تيشا طوال ذلك النهار تقريبا تجادل اباها تارة وتتوسله تجارة أخرى فيما لم تستطع دموعها ولا اقناعاتها المنطقية ولا عباراتها الغاضبة أن تجعله يغير رأيه حتى ادركت اخيرا انها لن تتمكن من زحزحته عن موقفه الصلب ما دام يعتقد ان رورك سيتزوجها.

تركته ودخلت الاستديو ثائرة وحيث كانت بلانش قد التجأت اليه بهدوء لتدعهما يتحاوران على انفراد.

توسلتها تيشا ودموع المريرة تحرق عينيها المذعورتين :

- ارجوك اذهبي وشاغلي بابا بأي شيء، فيجب ان اخابر رورك تلفونيا ولا اريد ان يلتقط ابي التلفون صدفة ويكتشف اني اكلم رورك.

فبادرت بلانش إلى وضع فرشاتها جانبا واخذت تنظف يديها بقطعة قماش لتزيل عنهما آثار الدهان، وسألتها بلهجة حانية:

- ألم تنجحي في اقناعه؟

لكن الفتاة لم تجبها، وأدركت بلانش من التعبير المتجهم على وجه الفتاة انها فشلت في محاولاتها المضنية فاردفت تقول بواقعية :

ستجدين رقم رورك في الدليل قرب التلفون .

شكرتها نتيشا فخرجت واتجهت هي الى التلفون.

وبأصابع ترتجف غضبا ادارت القرص واصغت بصبر نافد الى رنينه المتواصل في الطرف الآخر.

كانت على وشك أن تقفل الخط حانقة عندما اجاب رورك اخيرا فاستوضحته بغضب و بلا مقدمات :

-این كنت حتى تأخرت بالرد الى هذا الحد؟

- من يتكلم؟ تيشا؟

-بالطبع. فرد بصوت جاف لم يخل من مرح ماكر بالطبع.

- فمن غيرك يحيي الآخرين بهذه الطريقة الوقحة؟ وجوابا سؤالك كنت اشتغل لكسب عيشي كما تعلمين.

صوته الاجش المتهكم اضاف وقودا الى عصبيتها
الملتهبة فردت بنزق:

-لا وقت لدي للثرثرة فقد يكتشف والدي في أية لحظة اني اكلمك.

وأين الضرر في مخابرة تلفونية وقد بات يشك في حدوث اشياء اهم بيني و بينك؟

-كف عن الكلام واصغ الي ! من عادة ابي ان يأوي إلى فراشه في العاشرة اريدك أن تلاقيني في الحادية عشرة تماما عند آخر الممر هنا، هل حذت علما بما قلت؟

اجل.

لكنها لم تدعه يكمل عبارته وقالت بسرعة قبل ان تقفل الخط :

- سأراك هناك وعندها نتحدث.

لم يكن الوقت ملائما للحديث طويل متشعب، وكم يحز في نفسها ان يأخذ لامور بهذه البساطة واللامبالاة.

تعمدت الابتعاد عن ابيها حتى موعد العشاء وحيث احاطت تصرفاتها برود ثلجي وقذفته بين الحين والحين بتعليقات قارصة لتفهمة بانها لا تزال تعارض مرسومه القاضي بزواجها من رورك . لكن لا شيء زعزع معتقده الصوابية الاجراء الذي قرر تنفيذه.

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now