ثم أخذت نفساً عميقاً ملأ رئتي الى حد الانفجار وتوجهت الى باب المنزل

وحال خروجي نظر لي بملل و زفرَ ،
ودون التفوه بأي كلمة ذهب للجلوس في مقعد القيادة مما جعلني أشعر وكأنني ارتكبت جريمةً ما بحقه

التأخير بضعة دقائق لا يعني أن نهاية الكون وشيكة

تجاهلت تصرفاته وجلست في مقعدي الى جانبه وألقيت عليه تحيتي لكنه لم يُجب وأجل هذا ما أرغب به تماماً

الهدوء والصمت

أرخيت رأسي على النافذة وأغمضت عيناي جاهلاً سبب كون الصمت برفقته مزعجاً

تسللت الى أنفي رائحة لذيذة أعرفها جيداً لألتفت على المقاعد الخلفية وأجد علبة صغيرة تحتوي على كعكتي المفضلة

نظرت له فتجاهلني وركز عيناه على الطريق

أصبحت الأجواء أكثر توتراً وكان الصمت هو اللغة الوحيدة المناسبة في هذه الحالة

لم يتوقف هاتفه عن تلقي الاشعارات والاتصالات وما يلقيه من تجاهل قادني للنظر قليلاً الى شاشة الهاتف

" انه مدير أعمالك ألا ترغب في الإجابة، قد يكون أمراً مهماً "

" لا "

سألته ولعنت نفسي حين أجابني بذلك البرود، لم أتمكن من تفسير مزاجه وبمعرفتي به على مدى الأيام القليلة التي جمعتنا، يونغي ليس شخصاً قد يطول صمته أكثر من عشر دقائق

وإن كان شديد الغضب سيلقي ببعض الكلمات المستفزة لإزعاجي فقط لكن ما هو عليه الان مختلفٌ تماماً

ولا أظن أن لتأخري عن موعدنا شأناً بمزاجه الحالي

عقدت حاجباي حين بدأت سرعته ترتفع و بدأ التوتر يغزو نظرته و ملامح وجهه أصبحت أكثر حِدة

يداه تعتصر المِقود و أعلم أن سبب كل هذا لا يبشر بالخير بتاتاً

" يونغي, هل كل شيء على ما يرام "

" فقط التزم مكانك "

أصبح صوت نبضاتي مسموعاً له على الأرجح فنظر باتجاهي و ابتسم

" لا تقلق حسناً ؟ مجرد سيارة مليئة بالصحفيين تلاحقنا "

" لِمَ تبتسم؟ هل تظن أن ما يحصل يستحق الهدوء و الابتسام "

استهزأت به والتفت لأنظر من النافذة الخلفية و أجل سيارة سوداء كانت تلاحقنا في كل اتجاهٍ نسلكه

آزُولْ || YMWhere stories live. Discover now